الإتيكيت ليس مرتبطا بالشوكة والسكينة فقط ومن الخطأ القول إننا لا نكترث بغيرنا وآرائهم

 

 

ما تحصيلك العلمي؟

في الجامعة اللبنانية الأمريكية في بيروت اخترت التعليم كاختصاص، فاستفدت كثيراً منه عندما تزوجت، وانتقلت للعيش مع زوجي في الكويت، حيث عملت في مستشفى خاص للأولاد الذين تكون حالاتهم الصحية صعبة، ويضطرون إلى البقاء في المستشفى لفترات طويلة. فكنا نعمل كفريق على نفسية الطفل ونحضّره لمواجهة مشاكله الصحية، والعمليات الجراحية التي يخضع لها، ولما قد ينتظره بعدها.

لماذا تركت عملك؟

بحكم عمل زوجي في مجال الاتصالات، كان لا بد من الانتقال من دولة إلى أخرى لفترات قصيرة. وفي عام 2007 عدت مع عائلتي إلى لبنان لنستقر بشكل نهائي فيه.

وكيف بدأت خطواتك المهنية؟

عندما كنت أخطط لعمل خاص بي، فكرت في الاستفادة من هوايتي، وهي الإلمام بكل المعلومات المتعلقة بأصول التصرف، واللياقة، والإتيكيت، فأنا منذ أكثر من عشر سنوات أقرأ الكثير من الكتب المتخصصة، في سبيل تنمية مهاراتي. كما كنت أحصل على مراجع أجنبية غنية للغاية. وقد جاءت الفكرة انطلاقاً من رغبتي في تأسيس عمل مستقل لا يقيدني بوقت ولا يأسرني. فأنا أم لولدين، وبحاجة إلى التفرغ لهما ولشؤون بيتي، وبناء على ذلك قررت افتتاح مدرسة خاصة بالإتيكيت، وكان لا بد من الحصول على شهادة من معهد عالمي متخصص كخطوة أولى في هذا المشروع، فقصدت كندا وذهبت إلى International institude of civility وحصلت على شهادة تخولني تدريس الإتيكيت، بالإضافة إلى المعلومات العامة الغنية التي كنت قد حصلت عليها من خلال قراءتي للكتب المتخصصة، فانتدبني معهد الإتيكيت الكندي لأكون ممثلة له في لبنان.

وما الخطة التي رسمتها لمركزك الخاص؟

وضعت خطة مميزة تشمل مختلف الأعمار، حيث تشمل الفئة الأولى الأولاد بدورة مبسطة وضرورية، لإكسابهم المعلومات العامة والأساسية حول كيفية التصرف، والعمل على تقوية شخصيتهم في المجتمع. أما الثانية فتشمل السيدات أو العائلة أو أي ثنائي. في حين تشمل الثالثة الشركات.

هل كنت متخوفة من عدم نجاح الفكرة؟

ما دعم فكرتي هو محبة اللبنانيين لأصول اللياقة والإتيكيت وميلهم إلى الظهور بأفضل صورة. لا يتوقف الأمر على اللبنانيين فحسب، فكل شخص يرغب في التصرف بطريقة لائقة، والتكلم بطريقة صحيحة، حتى يكوّن الطرف الآخر عنه، فكرة صحيحة. فمن الخطأ القول: إننا لا نكترث بغيرنا وبآرائهم، لأننا في النهاية نعيش في مجتمع. فالإتيكيت بالمعنى الصحيح ليس مرتبطا بالشوكة والسكينة فقط، وإنما يذهب أبعد من ذلك ليشمل التواصل بشكل صحيح ولائق مع غيرنا في العائلة، والمجتمع وفي كل الظروف. وفي هذا الوقت أصبحت كل البلاد منفتحة على بعضها بعضا، فنحن نسافر إلى بلاد أخرى من باب السياحة، والعمل وغيرهما، ونلتقي كذلك مع العديد من الأشخاص ونتناول الطعام معهم، مما يعني أنه لا بد من اكتساب أصول التصرف الصحيح مع بعضنا بعضا وعلى المائدة أيضاً.

إلى أي مدى يتفاعل الصغار مع دروس الإتيكيت؟

- على الأولاد أن يكتسبوا أصول الإتيكيت في سن مبكرة، ابتداءً من سن خمس سنوات. وعلى الرغم من أن الكثيرين استغربوا إخضاع الصغار إلى دورة في هذه السن المبكرة إلاّ أن المدارس في أوروبا تبدأ بتلقين أصول الإتيكيت في سن الرابعة. والأهم بالنسبة لي هو بناء ثقة كبيرة في نفس الطفل، وتشجيعه على إثبات نفسه أمام الآخرين، والتصرف بجرأة وإلقاء التحية بلباقة في الوقت المناسب.

إلى أي مدى لاقت فكرتك الإقبال؟

- بكل تواضع أقول: إن فكرة تدريس الإتيكيت لاقت إقبالاً كبيراً. فقد تحمس الكثيرون للانتساب إلى الدورات المتخصصة، بينما تردد البعض، على الرغم من إعجابهم الشديد بالفكرة، وذلك بسبب عدم تأكدهم من مدى تقبل أولادهم لها. وهنا يأتي دوري لإقناعهم بضرورة اكتساب مثل هذه المهارات. وبعد الدورة أشجع الأمهات على متابعة ما تعلمه الأولاد، والمثابرة عليه يوماً بعد يوم حتى يصبح الأمر عادة مكتسبة، لأن التكرار كفيل بترسيخ المعلومات والعادات.

ماذا عن الدورات المخصصة للشركات؟

- إنها دورات تصب ضمن إطار Business Etiquette وهي ضرورية جداً كما أنها مهمة، منها ما هو موجه للموظفين ومنها ما هو موجه للمديرين. وتتفرع من كل دورة، دورات صغيرة مهمة تتعلق على سبيل المثال بإتيكيت استعمال الهاتف الخليوي، واستقبال الزبائن، وإرسال الرسائل الالكترونية.

إلى أي مدى تُقبل العائلات أو غيرها على تعلم أصول الاتيكيت؟

- يقصدني بعض الخاطبين للتعرف على أصول التصرف في حفلة زفافهما. وأكثر من يقصدني هو العائلات بجميع أفرادها لتكتسب أصول التصرف الصحيح على المائدة، فنذهب معاً إلى مطعم عام أو أقصدها في بيوتها، وهناك خلال جلسة غداء أو عشاء أعلمها مباشرة أصول التصرف بشكل عملي في جلسة واحدة، مما يكون كفيلا بإكسابها اللياقة والأصول المتعلقة بالمائدة.

ماذا تخبريننا عن تجربتك في تلفزيون الآن؟

إنها تجربتي الأولى أمام كاميرا التلفزيون.. وهي ليست سهلة على الرغم من أنني أعطي دروساً حول كيفية الوقوف أمام الكاميرا حيث إن للكاميرا رهبتها، ومع الوقت تقربت منها أكثر وبدأت أقدم فقرة لمدة عشر دقائق في برنامج "بيتي".

ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟

- حاليا أضع خطة مفصلة لكتاب حول الإتيكيت سيشكل عصارة تجربتي في هذا المجال