كيف تحمين طفلك من البلطجة المدرسية؟

"أنا لا أحب المدرسة، ولا أريد الذهاب إليها مرة أخرى"، هل استمعت إلى هذه الجملة من قبل؟ هل توقفت أمامها عاجزة لا تدرين ماذا تفعلين لطفلك لمحو هذا الأثر السلبي عنه؟ الأسباب كثيرة، واكن أكثرها إيذاء للطفل وتأثيراً على صحته النفسية، هو تعرضه للإعتداء أو المعاملة السيئة من قبل أقرانه، وقد يصل هذا الإعتداء للضرب أحياناً، ما يهز ثقة الطفل في نفسه، ويؤثر على قراراته طوال حياته، فما الذي ينبغي على الوالدين عمله في هذه الحال، لتجنيب طفلهما هذا الأثر المدمر؟
 
أثبتت الدراسات أن طفل من كل ستة أطفال تقريباً يتم تخويفه من أقرانه بالمدرسة كل أسبوع، حتى أن الأمر بات وكأنه جزء من المنهاج التعليمي والدراسي، وصار لزاماً على الوالدين التدخل في بعض الأحيان، إلا أن هذا التدخل يجب أن يكون محسوباً، ومعتمداً بالأساس على عمر الطفل، حتى لا يؤدي إلى نتائج عكسية ليست نادرة، كما يؤكد الطبيب النفسيTony White.
 
تحدث عملية التخويف – التي قد تتطور إلى إعتداء – عندما يشعر أحدهم أنه لا حول له ولا قوة، ثم يكتشف أن هناك من هو أضعف منه – ربما لفارق العمر أو البنية الجسدية 0 فيسعى للحصول على القوة المفقودة بممارسة سلطته على هذا الأضعف، أما الضحية فإنه يشعر بالعجز والتوتر واهتزاز الثقة بالنفس، هنا يظهر دور الوالدين، حيث يجب أن يعمل كلاهما – خاصة الأم – على توطيد علاقته بالطفل، حتى يتمكن من حكي كل شيء أولاً، وحتى يثق بوجود من يقف بجواره ثانياً.
 
ما هي علامات تعرض ابنك/ ابنتك للإعتداء؟
هناك بعض العلامات التي يجب أن تنتبه لها الأم تحديداً، والتي تشير إلى تعرض طفلها لإعتداء نفسي أو بدني في المدرسة، لخصتها الدراسة المنشورة في مجلة الصحة النفسية Journal of Health Psychology كالآتي:
 
1-الطفل الذي يتعرض للإعتداء يكون أكثر توتراً من المعتاد منه، وأكثر عرضة للإكتئاب، وحتى الإصابة بالأمراض العضوية ذات البعد النفسي.
2-يكره الطفل الذهاب إلى المدرسة دون مبرر واضح.
3-يصبح الطفل أكثر عدوانية في المنزل.
4-يظهر تغير ملحوظ في أنماط النوم وعلامات عدم الأمان (مثل التقوقع في الوضع الجنيني أثناء النوم).
 
ما الذي يمكن أن تقدميه لطفلك في هذه الحالة؟
يظل وجود علاقة قوية وقنوات اتصال مفتوحة بين الطفل ووالديه، هي الركيزة الأساسية في حياة أية أسرة سويّة، حيث تترتب الكثير من المشكلات على صمت الطفل وعدم ثقته في والديه، فلا يقص عليهم ما يحدث له، وبالتالي يقف الوالدان عاجزان عن مساعدة الطفل.
 
ومع ذلك، ورغم وجود علاقة قوية بين الطرفين، فإن الطفل أحياناً ما يخجل من شرح ما حدث له في المدرسة، وهنا على الأم أن تكون أكثر وعياً في ملاحظة التغيرات التي تطرأ على طفلها، كما يمكنها معالجة هذا الصمت بطريق غير مباشر، مثل قراءة قصة قبل النوم عن طفل يتعرض للإعتداء في مدرسته، وكيف وقف والداه إلى جانبه.
 
في حالة شكك أو تأكدك من تعرض طفلك لإعتداء، فإن أول خطوة يجب أن تتخذيها، هي التوجه للمدرسة، والتعرف على المشكلة على أرض الواقع، والتواصل مع مدير المدرسة والمعلمين.
 
كذلك يجب تشجيع الطفل على الرد على أي اعتداء، وإقناعه أنه يجب أن يصمد أمام أي شخص يرى نفسه أقوى منه، ليتعلم أن يواجه مشكلاته في الحياة بشكل عام بعد ذلك، ويرى بعض الأطباء النفسيين أنه لا مانع من تعليم الطفل أحد فنون الدفاع عن النفس، لمنحه مزيد من الثقة في نفسه.
 
إلا أن الخطوة الأهم هنا، هي التوقف عن ترهيب الطفل وعقابه بالمنزل بداعٍ أو بدون، أو حتى السخرية منه ومن أعماله الصغيرة، أو جعله مادة للمزاح بين الكبار، فهذه أول خطوة تكسر ثقة الطفل في نفسه، وتجعله يخنع أمام أي اعتداء.
 
ماذا لو كان طفلك هو المعتدي؟
الطفل المعتدي هو أيضاً ضحية لعلاقات أسرية غير سويّة، وهو يستحق – بالتأكيد – العطف والرعاية بنفس درجة الطفل الضحية، تحتاجين في هذه الحال أن تعيدي بناء علاقتك بطفلك أولاً، والتعرف على مشكلاته التي سيكون أغلبها ناتجاً من المنزل نفسه، وبالتأكيد عليك العمل على إصلاح الأمر في المنزل قبل أن تفكري في عقاب طفلك، كذلك يجب أن تشرحي له أنه إذا كان يشعر بالقوة تجاه من هم أصغر أو أضعف، فإن هناك من هم أكبر وأقوى ويمكنهم أن يتسببوا له في مضايقات أو إيذاء.