أمور يجب أن تحذريها في التعامل مع طفلك الوحيد

هي_ ريهام كامل 
 
الطفل الوحيد ليس مشكلة تحتاج إلى التفكير العميق والشعور بالقلق والتوتر من قبل الأب والأم،  بل هو أمل للأسرة وللعائلة بأكملها، وليس من المنطقي الحزن على كونه وحيداً أو التنبّؤ بمستقبل يائس له جرّاء ذلك. ففي كثير من الحالات، ووفقاً لدراسات عديدة، يكون الطفل الوحيد أكثر حظاً من أطفال آخرين، لديهم أخوه، بل ويكون شخصيّة اجتماعية، ولديه من الصفات الجميلة ما يسرّ القلوب ويجذبها إليه. ولكن كيف نؤهّله لذلك؟ لا شكّ في أنّ المسؤوليّة الكاملة تقع على الوالدين، إذ لا يولد الطفل بشخصيته، إنما يكتسبها من خلال توجيهات الأب والأم وطريقة التعامل معه.
 
لذلك كان من الأهمية أن نذكر الأمور التي يجب أن تحذريها عزيزتي الأم في التعامل مع طفلك الوحيد، وهي:
 
•تلبية جميع احتياجاته
إن أسوأ ما يمكن أن تفعليه بطفلك الوحيد هو المداومة على تلبية ندائه، عند حاجته إلى شيء ما، أو موافقته على تنفيذ رغبة ما، فيعتقد أنه من السهل دوماً الحصول على ما يريد.
 
•إشعاره بأنّه وحيد
تأكّدي عزيزتي الأم من أنّك تقتلين ابتسامة طفلك البريئة، عندما تتحدثين أمامه عن شعورك بالذنب لعدم إنجاب أخوة له. واعلمي أنّ وجود طفلك بين أخوة ليس من الضروري أن يجعل طفولته سعيدة وسويّة.
 
•الاعتماد عليك كليّاً
لا تجعلي طفلك يعتمد عليك في جميع الأمور، بل لا بدّ لك من ترك مساحة كافية له للتصرّف وتعويده الاعتماد على النفس في سنّ مبكرة، حتى لا يكون اتكاليّاً.
 
•الحماية والخوف الشديدان
فشدّة الخوف عليه تجعلك ترفضين فكرة تركه بمفرده، وبالتالي حرمانه من نشاطات اجتماعية مختلفة، كالاشتراك في رحلة بالمدرسة، أو عدم السماح له باللعب مع أطفال آخرين.... إلخ. وستكون النتيجة الحتمية لذلك تكوين طفل انطوائي معزول عن المجتمع.
 
• إهمال تكوين صداقة معه
إن تكوين صداقة مع طفلك الوحيد يعدّ من أهمّ فنون التعامل مع الطفل الوحيد، وذلك لتوافر عنصر الأمان وشعور الطفل بأنّ هناك من يهتمّ لأمره ويتحدّث معه ويثق به. وبالتالي، سيكون متلقياً جيداً لأيّ إرشادات توجّه إليه.
 
• التهاون في تعزيز ثقته بنفسه
يجب إعطاؤه الفرصة لاتخاذ القرار في أبسط الأمور، وسؤاله عن رأيه قبل اختيار أيّ شيء له، فإنّ ذلك من شأنه أن يجعله طفلاً مستقلاً بذاته، وقادراً على توجيه نفسه بنفسه واتخاذ القرار الصحيح إذا ما اضطر إلى ذلك مستقبلاً.
 
لكلّ أمّ لم تُرزق إلا بطفلٍ واحدٍ فقط، سواء أكان السبب بمحض إرادتها هي والزوج، أو كان بسبب عدم القدرة على الإنجاب مرّة أخرى، لا تحزني وفكّري بإيجابيات ذلك، واجعلي من هذا الطفل رجلاً أو امرأة قويين قادرين على مواجهة الحياة بصعوباتها. واجعليه ذكرى جيّدة لك، لأنّك أهديت المجتمع هدية ثمينة على قدر من العلم والحكمة والإحساس بالمسؤوليّة، فلن يكون شخصاً اتكاليّاً يُمثّل عبئاً على المجتمع، وإنّما سيكون شخصاً بنّاءً يُساهم في نهضة وطنه.