جزر فارو.. لشهر عسل اسطوري

ولأن شهر العسل هو رحلة العمر التي لاتتكرر في حياة العروسين، ولأنها مناسبة لتوثيق أواصر الود فيما بينهما و تعميق الترابط فيما بينهما بعد حفل الزفاف، فإن هذه التجربة تحتاج إلى مكان خاص يعمه الهدوء و السكينة و تحفه الطبيعة بجمالها حتى يتمكن أي عروسين من الانفصال التام عن الحشد و صخب البشر و ضوضاء الحياة اليومية، و بالتالي الاستمتاع بالاسترخاء والراحة التامة في أجواء من الرومانسية.

ونحن في "هي" نقترح اليوم على قرائنا من العرسان وجهة ساحرة تقع في أقصى شمال اوروبا تجتمع فيها كل هذه العناصر و أكثر. إنها جزر فاراو faroe الدنماركية.

فاراو لشهر العسل.. مزايا سياحية لاتضاهى :

جزر فاراو هي عبارة عن أرخبيل ساحر يوجد في القطب الشمالي للأرض، تتمتع بالحكم الذاتي و تتبع إداريا للدانمارك.  تتكون فاراو من 18 جزيرة واقعة في منتصف المسافة بين النرويج و ايسلندا بين المحيط الاطلسي و الترويج. ومن المعلومات الشيقة التي تنفرد بها جزر فاراو أنها على الرغم من صغر مساحتها التي تقل شيئا قليلا عن مساحة لندن، إلا أن مظهرها العام يعطي انطباعا لالاتساع و شساعة المسافات من الطرقات وحركة وسائل المواصلات و النقل. و هذا أمر يجعل من التنقل في أرجاء  الجزر تجربة غاية في الإثارة. يبلغ عدد السكان في الجزر حوالي 48 ألف نسمة فقط، وهو عدد يقل كثيرا عن عدد الخرفان بها حيث يعيش على ارضها ذات المراعي الخضراء الممتدة مايزيد عن 70 ألف خروف. و كطرلايقة لحماية هذه الخرفان الكثيرة يتم وضع أشرطة لاصقة خاصة على أرجلها حتى تضيء أثناء عبورها الطرقات فتبدو ظاهرة للمارة من السيارات والحافلات. ومن الاشياء الغريبة ايضا في جزر فاراو هو كونها لاتمتلك سوى 3 إشارات للمرور، و تتواجد كلها في العاصمة تورشافن. ومن أهم المزايا السياحية السياحة في الجزر هو كون التنقل بها غير مكلف حيث يتم توفير خدمات مجانية للتنقل عبر شبكة حافلات البلدية.

أجواء رومانسية لشهر عسل اسطوري:

تغمر فاراو أجواء مظلمة ساحرة بفضل غزارة الأمطار بها والتي تستمر على مدار العام تقريبا، ما يمنحها مناظر طبيعية خلابة تأسر القلوب و الانظار، و يجعلها مقصدا رومانسيا مثاليا للسياح و العرسان. ونظرا لطول ساعات النهار  و الهدوء الذي يميز الاجواء وجمال المناظر الطبيعية الآسرة، فإن متعة الاستمتاع بتجربة شهر العسل في هذا المكان ستتضاعف لتمكن العرسان من الاستمتاع حقا بكل لحظة من لحظات رحلتهما. وتنفرد فاراو بطراز معماري استثنائي غدا رمزا للجزر حيث المباني الساحرة عبارة عن منازل مغطاة بالعشب، وهو طراز تبنته الجزر من ألف سنة، بغرض الحماية من الأمطار، وضمان العزل الحراري للمباني. تعد جزيرة "ستريموي"، كبرى جزر الأرخبيل و تقع في أقصى شمال الجزر وبها قرية "تجورنوفيك" الصخرية المنحوتة على قمة أحدى المنحدرات، وهي معروفة في المنطقة بجمالها و موقعها المميز  ومشاهدها البانورامية المتنوعة مابين ممرات تضيق أحيانا و تتسع أحيانا اخرى، و طرقات متعرجة تجعل من السفر في جزر فارو أسطورة لايمكن نسيانها.

شلالات تعانق البحر :

تنفرد الجزر بمساحات شاسعة ومسطحات خضراء، والكثير من الأودية والشلالات التي تخترق السهول و الصخور و المنحدرات لتصب في البحر  في مشاهد طبيعية سيريالية تجسد ابداع الخالق وعظمته و تبهر كل من يشاهدها. وإضافة إلى الانبهار بالعجائب الطبيعية هناك، يمكن للعرسان كذلك ممارسة العديد من الأنشطة كتسلق الجبال ورحلات بالأحصنة، ورحلات القوارب و غيرها من الانشطة و البرامج السياحية التي تسمح لهم بالاستمتاع بأروع شهر عسل وسط زهو المناظر الطبيعية الخضراء.

لاشك أن أجواء فاراو تساعد على التخلص من التوتر والإجهاد، وتبعث على الاسترخاء و الهدوء و السكينة لتكون بذلك أفضل الجزر لقضاء شهر عسل رومانسي بامتياز.