أهمية التفاهم والتشاور في استمرار الزواج

طبيعة العلاقات في الحياة غالبا ما تجمع بين طرف يسعى دوما إلى الحصول على كل مايريده لدرجة أن هذا النمط من الشخصيات يرغب في التسلط و التحكم بدلا من التحلي بالصبر والمرونة، أو قد يلجأ في سبيل ذلك إلى إهانة الطرف الآخر  والتقليل من شأنه وإشعاره بالدونية.
 
إذا كان الطرف الآخر من النوع الهادئ الطباع ويرغب في علاقة سلمية خالية من المشاكل، فقد يدفعه ذلك إلى الخضوع والخنوع للطرف المستبد والتنازل له. هذا النوع من العلاقات يستحيل أن تكون سوية أو ينتج عنها  تواصل صحي وسليم فيما بين الزوج و الزوجة؛ لأن السماح للشريك بالحصول على مبتغاه و الفوز بواسطة الظلم والتسلط والاستبداد لن يفيد العلاقة الزوجية في شيء و إنما يزيد الطين بلة.
 
في الحب والزواج لا وجود لشيء إسمه "أنت" أو "أنا" ولامجال للأنانية لأن الحياة كلها أصبحت تدور حول "نحن" أو "معا".  وكما يقول المثل "اليد الواحدة لاتصفق" والزواج لايمكنه أن ينشأ أو يستمر بشخص واحد.  لتجنب الفشل في الحياة الزوجية على الطرفين الشريكين استيعاب هذا المبدأ وتقبل مشاركة الحياة مع الأخر والالتزام بما تتطلبه الحياة المشتركة من تعايش و تعاون دائم مع شريك الحياة مع الاقتناع بأن الأولية في العلاقة أصبحت للمصلحة المشتركة.  وبالإن أحد الطرفين سيحتاج إلى أن ينتفض ضد الآخر لوقف أي نوع من الأستبداد و التحكم بشكل عقلاني ومنطقي.  
 
الزواج مبني على مبدأ التشاور واتخاذ القرارات سويا، أما عندما يقع الطرفين ضحية للاستبداد والتسلط، فإن ذلك يعتبر من العلامات و المؤشرات الخطيرة التي تدل على أن العلاقة ستبدأ حتما في الفشل والتدهور . 
 
هناك أمور قد تبدو بسيطة من حيث التعامل والتواصل فيما بين الطرفين ولكنها تظل من الأساسيات الهامة لللحفاظ على سلامة العلاقة الزوجية و استمرارها.