كيفية التعامل مع الزوج الذي ينصت لوالدته

كيفية التعامل مع الزوج الذي ينصت لوالدته مسألة تحتاج قبل كل شيء إلى تحديد رؤية واضحة عن طبيعة علاقة الزوج بوالدته و حقيقة انصاته لها، و ذلك لفهم الحقيقة بشكل موضوعي و عقلاني.

أولا إذا كان الزوج ينصت لوالدته من باب بره بها، فهذا امر محمود لأن البر بالوالدين من اهم القيم الاساسية في المجتمع. و لايمكن بأي حال من الاحوال ابعاد الزوج عن والدته او منعه من الإنصات  إليها...فكما تدين تدان، وبر الزوج بوالديه سيحض الابناء على نهج نفس المنوال والبر بوالديهم.

و لكن متى يتحدى انصات الزوج لوالدته نطاق المعقول؟  يكون انصات الزوج لوالدته صفة شاذة وغير طبيعية  عندما  يتوجه اليها في كل صغيرة و كبيرة وكل شاذة و فادة حتى وان كان الموضوع لايخصها أو يهمها. أو عندما يحكي لها عن  الحياة الزوجية الخاصة و يكشف لها عن اسرارها و ادق تفاصيلها. و عندما يصل انصات الزوج لوالدته الى درجة الاهمال الكلي لزوجته واسرته الصغيرة، أو عندما لايستطيع اتخاذ اي قرار دون الرجوع اليها حتى و ان لم تكن هي طرفا في موضوع القرار مما ينم عن ضعف الشخصية لديه، هنا يصبح هذا الانصات مضرا و غير صحي في الزواج.

إذن و في هذه الحالة، ماهي التعامل مع الزوج الذي ينصت لوالدته إنصاتا خارجا عن نطاق المعقول؟ سنتعرف على ذلك من خلال الطرق التالية :

حسن التعامل مع والدته:

وهذه هي أفضل طرق التعامل مع الزوج الذي ينصت لوالدته. على الزوجة ان تتصرف بذكاء مع الزوج الذي ينصت لوالدته وذلك بإحسان التصرف معها. هذه الكيفية في التعامل سوف تجعل الزوجة تكسب الزوج و والدته في صفها في آن واحد. على الزوجة أن تتجنب الاستهزاء بوالدة زوجها حتى وإن كانت قراراتها و مواقفها تتعارض مع مصلحة حياتها الزوجية، لان ذلك يمكن أن يجعل الزوج ينفر من زوجته و يزداد تأثرا  بوالدته و بمواقفها.

تجنب الازعاج و الانزعاج :

افضل كيفية للتعامل مع الزوج الذي ينصت لوالدته هي أن تتجنب الزوجة ازعاج والدة زوجها حتى و إن كانت متسلطة و تتفهم اندفاعها الناتج عن غريزة الامومة و تحاول التقرب منها اكثر لتخفف من شدة تعلقها بابنها و ليتحول تعلق الوالدة بابنها  نحو تقبل زوجته لتشملها هي الاخرى بالود. هكذا ستتمكن الزوجة من كسب قلب والدته و مشاركة زوجها فيه. بهذه الكيفية سوف تحصل الزوجة على تقدير زوجها وود والدته في آن واحد، و يصبح التقارب بين الثلاثي تلقائيا والتواصل مرنا خاليا من اية نوايا سيئة وبعيدا عن اي تحريض أو مواقف عدوانية.  ومن التصرفات التي تجعل الزوج يتقرب اكثر من زوجته و يزداد اهتمامه بها، اظهارها لاعجابها بوالدته امامه. هذه المسألة ستجعل الزوج يرتاح لزوجته ويتقرب منها أكثر و يثق في ارائها ومواقفها.

القيام بدور الوالدة:

الزوجة الذكية هي القادرة على اداء ادوار متعددة في حياة الزوج. الرجل طفل كبير … مقولة تتداولها الكثير من النساء من قبيل كلام مسترسل مع نوع من المزاح  و السخرية، ولكنها في الحقيقة صحيحة إلى حد كبير.  فالزوج بطبعه  يشبه الطفل في الكثير من الصفات و ما رغبته في الاقتران بأكثر من المرأة الا دليلا على سعيه الدائم الى الحصول على امرأة تعوضه حنان الام و تداعب قلبه كطفل دون الافصاح عن ذلك حتى لا تشعره بالإهانة أو الضعف. وكلما نجحت المرأة في التعامل مع الزوج بمراعاة الطفولة المكنونة في شخصيته من خلال استخدام الكلمة الطيبة و اللمسة الحانية و الدلال واللطف، كلما تمكنت من كسبه في صفها و جعله ينصت اليها.

تلك كانت مفاتيح  عن كيفية التعامل مع الزوج الذي ينصت لوالدته ستجعل الزوجة تكسب حب زوجها و ود والدته في وقت واحد، و ستجذب زوجها اليها و تجعله يتخلص من الارتباط المرضي بوالدته و الانصات السلبي لها.

وأخيرا، على الزوجة أن تعي بان الرجل يحتاج بعض الوقت حتى يتعود على الاستقلال الصحي عن الأسرة ولاسيما الوالدة، بطريقة سليمة يحافظ من خلالها على التوازن بين ارتباطه لوالدته كابن بار وبين مسؤوليته كزوج.

وهذا الأمر يتحقق بالتدريج المستمر وباللين والمعاملة الطيبة حتى لا يؤثر هذا الانتقال الوجداني سلبا على اي من الطرفين سواء الزوج أو الوالدة.