تجاهل "الطب البديل" في الكليات الصحية السعودية

يُعرف الطب البديل والتكميلى بأنه مجموعة متنوعة من أنظمة الرعاية الصحية والممارسات والمنتجات التي لا تعتبر جزءً أو امتداداَ للممارسة الطبية الحديثة، بل يستعمل الطب التكميلي جنباً إلى جنب مع الطب الحديث، بينما لا يكون هناك استعمال للطب البديل مع الطب الحديث في آن واحد، وقد نجد أن بعض مقدمي الخدمات الصحية يستعملون الطب البديل والتكميلي إضافة إلى الطب الحديث، ولقد ثبتت أهميته عالميًا في مجال الطب.
 
أنواع ممارسات الطب البديل والتكميلى
- الممارسات التي تعتمد على استخدام المنتجات والوسائل الطبيعية: ومنها المعالجة بالأعشاب الطبية، المعالجة بالزيوت العطرية، المعالجة بالمكملات الغذائية، والمعالجة بالماء والحرارة. 
 
- الممارسات التي تعتمد على استخدام طاقة العقل والروح للتأثير على الجسم: ومنها المعالجة بالتأمل والتفكر، المعالجة باليوغا، المعالجة بالطاقة الحيوية الداخلية كالإبر الصينية، والمعالجة بالطاقة الحيوية الخارجية كعلم الإشعاعيات. 
 
- الممارسات التي تعتمد على استخدام المعالجة اليدوية للجسد: ومنها المعالجة اليدوية للعظام، المعالجة اليدوية للعمود الفقرى، المعالجة بالعلاج الطبيعي، المعالجة بالتدليك الياباني (السيشاتو).
 
- الممارسات التي تعتمد على استخدام أنظمة متكاملة نابعة من ثقافات ومعتقدات وخبرات وحضارات مجتمعات محددة: ومنها الطب الصيني التقليدي، الطب العربى اليونانى (الحكيم)، الطب النبوي والإسلامي. 
 
دراسة حول تجاهل تخصص "الطب البديل والتكميلي" 
كشفت دراسة أجراها المركز الوطني للطب البديل والتكميلي في الرياض، عن أن الكليات الصحية في المملكة لا يوجد فيها أي مسار متخّصص في "الطب البديل والتكميلي" باستثناء تدريس بعض المقررات فقط، واجتهادات غير رسمية من بعض الجامعات لاستحداث هذا المسار ضمن الخطط الدراسية المستقبلية لكلياتها الصحيّة.
 
وأفادت الدراسة أن 11 كلية صحية فقط تدرس مقرّرات متخصصة في الطب البديل والتكميلي، وتسع كليات جعلت هذه المقررات إلزامية للطلاب، بينما تتوجه ثلاث كليات أخرى لتخصيص مقررات في هذا المجال ضمن الخطط الدراسية القادمة، لكن لا يوجد في هذه الكليات أي مسار متخصّص في الطب البديل.
 
واستهدفت الدراسة 110 كليات صحية حكومية وأهلية في المملكة في مجال (الطب، والصيدلة، وطب الأسنان، والعلوم الصحية، والعلوم الطبية التطبيقية، والتمريض) تمنح درجتي البكالوريوس، والدبلوم، وشارك فيها 90 كلية بنسبة استجابة تقدر بـ 81.8 في المائة، مثلت الكليات الحكومية منها 72.2 في المائة بما في ذلك الكليات التي تمنح درجات علمية عليا.
 
المتخصصين
بلغ عدد المتخصصين في هذا المجال وفقا للدراسة 16 متخصصاً في سبع كليات صحية، سبعة منهم يحملون درجة الدكتوراه في بعض جوانب الطب البديل مثل: المنتجات الطبيعية، والتداوي بالأعشاب، والتغذية العلاجية، والطب النبوي، والإبر الصينية، والعلاج بالذبذبات الكهرومغناطيسية، وتأثير التغذية في صحة الفم والأسنان، بينما بلغ عدد المهتمين بهذا المجال 84 عضو هيئة تدريس يعملون في 20 كلية صحيّة، منهم 20 مهتماً يعملون في كليّات الصيدلة.
 
توصيات الدراسة
أوصت الدراسة بتطوير خطة وطنية لتقويم الوضع الحالي لمناهج الطب البديل والتكميلي في الكليات الصحية في المملكة، ودمج هذه المناهج في كليات الطب، وتوظيف أكاديميين مؤهلين في مجال الطب البديل والتكميلي في الكليات الصحية وتشجيع إنشاء الكراسي البحثية في هذا المجال في جامعات المملكة. 
 
كما أوصت بتعزيز الوعي بالطب البديل والتكميلي بين عامة الناس والمهنيين الصحيين، إضافة إلى وضع إستراتيجية لدمج الطب البديل والتكميلي في برامج التطوير المهني المستمر وإنشاء برامج أكاديمية تُمكن من الحصول على درجات علمية في هذا المجال العلمي.