كيف كان قرقيعان في المملكة وكيف أصبح؟

قرقيعان، في المملكة وفي مدينة الإحساء بالتحديد هو تقليد سنوي ومناسبة تراثية يحتفل بها حتى اليوم حيث يطوف الأطفال في منتصف شهر رمضان خلال ليالي 13 و14 و15 رمضان ويرددون الأهازيج وتوزع الحلوى عليهم وتختلف الأهازيج بحسب المناطق اختلافا بسيطاً وتتشابه في المضمون، ويرتدي الأطفال زياً معينا لهذه المناسبة، والتسمية مشتقة من كلمة قرقعة أي إصدار أصوات من مواد صلبة وهي صوت الأواني الحديدية التي تحمل الحلويات.
 
حيث يعمد الأطفال إلى لبس الملابس الشعبية فيلبس الأولاد الدشداشة وسترة بالإضافة إلى النعال الشعبية، و أما البنات يلبسن الدراعات والبخنق، ويحمل كل منهم كيس في رقبته لجمع المكسرات والحلوى، وعادة يبدأ أطفال الجيران والأصدقاء بجمع القرقيعان بعد صلاة المغرب طارقين أبواب الجيران ويصاحبها الأغاني الشعبية. 
 
هكذا كان قرقيعان في السابق، أما الآن فقد أختلفت مناسبة وإحتفالية قرقيعان بكل تفاصيلها، واحتفظت بالإسم فقط، فلم يعد الأطفال يرتدون اللباس الشعبي التقليدي إلا ما ندر، ولا يرتدون الأكياس المعلقة، ولا حتى يطرقون أبواب الجيران والأقارب.
 
تطورت إحتفالية قرقيعان كثيرا وأصبح الأطفال يرتدون الملابس الشعبية الفاخرة، ويحملون "شنطاً" مصممة للإحتفالية فقط، ومن ثم تقدم لهم أفخر الحلويات على أنواعها في علب مزينة ومعبأة مسبقا، وتصل إليهم تلك الحلويات وهم في بيوتهم أو توزع عليهم في التجمعات العائلية على الأغلب. وبالتالي تحولت هذه العادة الشعبية المبهجة التي تتميز بالبساطة، إلى عادة مكلفة تمتاز بالفخامة والرقي والذوق الرفيع.