السعوديات يتهيأن لخوض الانتخابات البلدية بالتدريب والتأهيل

أصبحت المرأة السعودية على بعد خطوات قليلة من تحقيق حلم مشاركتها في انتخابات أعضاء المجالس البلدية (ناخبة ، مرشحة) وتحقيق النجاح والحضور ذاته في هذه التجربة التي تقام لأول مرة في البلاد، بعد نجاحها في دخول عضوية مجلس الشورى وحضورها اللافت فيه. 
 
من المقرر أن تشارك السيدات السعوديات لأول مرة في الانتخابات البلدية بعد 8 أشهر، وهذا يتطلب الاستعداد التام والتسلح الكامل من قبلهن لخوض هذه المعركة بفعالية ونجاح.
 
وبالفعل بدأت سيدات الأعمال السعوديات الانخراط في البرامج التدريبية والتأهيلية والتعريفية بالانتخابات، وأكدت العديد من المشاركات أنهن قد تلقين برامج تدريبية حول أنشطة المجالس البلدية والمهمات الموكلة إلى الأعضاء، وكيفية تحقيق الأهداف ووضع خطة استراتيجية لخدمة المنطقة، وأنهن خضعن لدورة تدريبية شاملة تؤهلن لدخول المجالس البلدية.
 
تأتي هذه الاستعدادات من قبل السيدات اللاتي يعتزمن الترشح لخوض الانتخابات المرتقبة، رغم اعترافهن بصعوبة الفوز في مجتمع يطغى عليه ثالوث "الذكورية، القبلية، والمحافظة"، ولكنهن قد شددن على أهمية مشاركتهن في الانتخابات باعتبارها استحقاقاً حصلن عليه، ولا بد من ممارسته أملا في تحقيق اختراق ما في النسخة الثالثة من الانتخابات البلدية.
 
علماً بأن العديد من المؤسسات الاجتماعية في السعودية، قد دشنت منذ عدة أشهر برامج تأهيلية للسيدات، لخوض غمار الانتخابات البلدية المقبلة، وفي هذا الصدد أشارت نوف الراكان، وهي رئيسة لجنة سيدات الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، إلى شروع مؤسسات تُعنى بخدمة المرأة في تنمية أدواتها، وتوعيتها بالطريقة المثلى لصياغة البرنامج الانتخابي، وخوض الحملات التي تهدف إلى التأثير وحيازة أصوات الناخبين.
 
وتوقعت الراكان أن تشهد الانتخابات مشاركة قوية من قِبَل المرأة، وأضافت أن الكثير من سيدات الأعمال والمجتمع أعربن عن نيتهن الترشح، وطالبت بتمكين السيدات من التصويت إلكترونيا، نظرا لارتباطاتهن العملية والعائلية التي قد تقف حائلا دون إقبالهن على المراكز الانتخابية، واقترحت أن تكون هناك (كوتة) مخصصة لضمان أن تحظى المرأة بمقعد في المجالس البلدية بما يحاكي تجربة مجلس الشورى الأخيرة، والتي عدتها قفزة مؤثرة.
 
من جانب أخر أكدت المدربة وجدان السعيد، أن البرنامج التدريبي هدفه التحضير والتهيئة لفهم أعمق للعملية الانتخابية، منذ إعلان التسجيل، والبدء في العملية الانتخابية، وصولاً إلى التصويت، وأشارت إلى أن الهدف من البرامج التي أقيمت والتي ستقام لاحقاً ليس رفع الوعي الانتخابي، وإنما تحديث المعلومات، لأن فكرة تغيير النظام الانتخابي واردة في أية عملية انتخابية.
 
يُذكر بأن المهندس جديع القحطاني مدير عام المجالس البلدية السعودية، قد أشار مسبقاً إلى  بعض ملامح نظام الانتخابات الجديد المنتظر الإعلان عنه قبل موعد الاقتراع المقبل، بأنه لا يفرق بين الرجل والمرأة، ولا يميز بينهما، ويتعامل مع الجنسين على أنهم مواطنون لهم الحقوق والواجبات ذاتها، وسيقف النظام على مسافة واحدة بين الطرفين في السباق نحو حصة المقاعد المنتخبة التي تصل إلى 818 مقعدا.
 
أما اللجنة المشكّلة لدراسة الترتيبات والإجراءات والضوابط الشرعية اللازمة لمشاركة المرأة في انتخابات أعضاء المجالس البلدية ناخبة ومرشحة، فلقد قطعت شوطا كبيرا في صياغة هذه الضوابط لتقدم المرشحات، ولعل أبرز هذه الضوابط، التأكيد على أن مركز انتخابات المرأة في المجالس البلدية سيكون مستقلا ومنفصلا بالكامل عن مركز انتخابات الرجال، ما يعني إعطاء فضاء واسع للمرأة للعمل، والتحرك بكل حرية وشفافية، وتأكيدا وتقديرا لدورها المهم والبناء في المشاركة المجتمعية، وتمكينها من الترشح من خلال أصوات الناخبين.