تغيير الأسلوب لتحقيق نتائج مجدية

إعداد: جمانة الصباغ
 
كثيراً ما نحاول إنجاز عمل ما لكننا نفشل، ونبقى نحاول مراراً وتكراراً دون أي جدوى ما يصيبنا بالإحباط والتساؤل ما إذا كنا قادرين على إتمام الأمر أم لا.
 
هذا الشك يطال أيضاً مقدراتنا الشخصية التي تصبح محط تساؤل لدينا، وقد يصل بعضنا إلى خلاصة أننا عاجزون عن إنجاز بعض الأمور.
 
نفس الشيء ينطبق على حياتنا الإجتماعية مع العائلة وفي العمل، نتصارع مع الآخرين لإيصال فكرة ما من دون أي نتيجة.
 
لكن هل خطر ببالنا أن تغيير الأسلوب المتبَع قد يكون الحل لإنجاز ما نصبو إليه، بدلاً من إلقاء اللوم على أنفسنا؟
 
لنأخذ مثلاً علاقة الزوجين، قد يكونان دوماً في شجار وخلافات بسبب تشبت أحدهما أو كلاهما برأي أو تصرف معين، ما يولَد الجفاء والخصام بينهما في كل مرة يتم طرح الأمر موضع النزاع. لكن لو حاول أحدهما تغيير الأسلوب في طرح الفكرة أو إبداء الرأي أو التواصل مع الشريك، قد يتمكن من إنجاح هذا التواصل بدون مشاكل.
 
في العمل أيضاً، تنتج الخلافات مع الزملاء والمدراء بسبب الإختلاف في تطبيق أو إنجاز عمل ما، وتتفاقم المشكلة عند التشبث بالرأي دون الأخذ بآراء الأخرين. وهذا ما قد يولَد العداء والجفاء بين الزملاء ولا يؤدي إلى إتمام العمل كما يجب. في حين لو حاول بعضهم تغيير الأسلوب المتبَع في التعاطي مع زملائه ومحاولة إدراك الطريقة الصحيحة لإنجاز العمل معاً، ستكون النتيجة نجاحاً للجميع.
 
والأسلوب ليس فقط ما نتعود عليه بل ما قد نكتسبه من تجاربنا المتعددة وعلاقاتنا مع الآخرين، فالأسلوب الشحصي ليس شيئاً جامداً لا حركة فيه بل هو خاضعٌ للتغير والتحسن مع الوقت ومع التجربة. والإنسان الناجح في كافة مجالاته هو الذي يسمح لأسلوبه أن يكون ليناً وطيَعاً وقابلاً للتجدد والتحسين ما أمكن. 
 
إن التشبث برأي واحد وأسلوب واحد لا يوصل لأي نتيجة، بل يدفعنا دوماً إلى الصدام والخلافات مع محيطنا، فلمَ لا نكتسب من الآخرين ما ينقصنا لنصل إلى أسلوب حياة ناجع وفعَال؟
 
لا تنعدم الوسائل الممكنة في تحقيق ما نصبو إليه، طالما أننا ندرك تمام الإدراك الأسلوب الأصح في التعاطي مع هذا الشأن أو ذاك أو مع هذا الشخص أو ذاك. وطالما أن الحياة في تغير مستمر والإنسان في رحلة تعلم واكتساب دوماً، لا بد أن يخضع أسلوبه لنفس المتغيرات مع الزمن ومع اكتساب الخبرة.