أمهات يسألن: هل أضرب طفلي عند خطئه؟

هي – أسماء وهبة عادة ما يبدأ يوم الأم قبيل السادسة صباحا. ولا ينتهي إلا عند منتصف الليل، فيتحول تعبها أحيانا إلى عاصفة تنال من طفلها، وتصبح كل مخالفة تصدر عن الصغير ثورة من الغضب تندم عليها عندما تخلد إلى النوم. إذن: لماذا تثور الأم بسرعة؟ يعتبر الكثيرون أن الأم اليوم تختلف عن نظيرتها بالأمس، لأنها تعمل خارج البيت وداخله. ولديها في أغالب الأحيان حياة اجتماعية غنية. في الماضي كانت أولوية الأم تربية الأولاد، بينما أضيف إليها اليوم أعباء مادية تتحملها مع زوجها، ما جعلها أكثر عصبية من ذي قبل وأقل صبرا. في الوقت نفسه بات الكثير من الأطفال أكثر عناداً، ما يفقد الأم صبرها، فتستعيض بالصراخ لضبط سلوكه. إلا أن ذلك لا يحل المشكلة بل يضاعفها، لأن الطفل يخاف تلقائيا من أي إنسان يصرخ أمامه خصوصا من تعابير وجه أمه المتجهم، ما يدفعه إلى سلوكيات معينة لتجنب ردة فعل الأم كالكذب إذا كسر شيئا ما أو يخفي علامة سيئة حصل عليها في المدرسة. لكن إذا قررت الأم ضرب طفلها من أجل تأديبه يجب عليها مراعاة التالي: 1-الضرب وسيلة علاج و إصلاح و ليس لإهانة الطفل و تحقيره 2-ابتعدي عن ضرب طفلك وأنت غاضبة 3-لا تضربي طفلك بعد وعدك بعدم فعل ذلك حتى لا يفقد ثقته فيك 4-لا تقدمي على ضرب طفلك أمام من يحب 5-يجب الا يكون الضرب مبرحاً 6-توقفي عن ضرب طفلك فورا إذا أصر على خطئه، أي لم ينفع معه الضرب 7-لا تأمري طفلك بعدم البكاء أثناء الضرب 8-لا ترغمي الطفل على الاعتذار بعد الضرب، لأن في ذلك إذلال له 9-امتنعي عن ضرب طفلك إذا ذكر اسم الله سبحانه تعالى واستغاث به، لأن في هذا تعظيم لله في نفس الطفل ويجب على الأم التي تقرر "استثنائيا" ضرب طفلها أن تضرب في أماكن متفرقة من جسمه، على ألا يزيد عدد الضربات عن ثلاثة، من دون أن تطال الوجه أو الفرج و الرأس أو المواضع الحساسة من جسده. في هذا السياق تؤكد الأخصائية النفسية د. نادية نصير خلال حديثها مع "هي" أن صراخ الأم ضروري لضبط سلوكيات الطفل، "على ألا يتحول صراخها إلى وسيلة دائمة للتربية، بل حالة استثنائية تستعمل في ظرف معين لتأديبه. وهناك اعتقاد خاطئ بأن الصراخ والضرب جزء لا يتجزأ من التربية! وهذا خطأ كبير، لأن الضرب ليس وسيلة تربوية تأديبية للطفل، بل يخلق لديه خوفا كبيرا وعدم ثقة بالشخص الذي قام بتعنيفه واللجوء إلى الكذب لتجنب العقاب العنيف. لذلك يجب أن تواجه الأم تكرار خطأ طفلها بأن تطلب منه ألا يرتكب هذا الأمر مرة أخرى، مع أهمية أن تشرح له سبب عدم قيامه بذلك، لأن التنبيه الشفهي التهديدي من الأم لا يجدي مع الطفل في أغالب الأوقات كأن تقول له: "لا تفعل ذلك وإلا سأكسر رأسك"! إن معظم مشاكل الأطفال سببها الآباء والأمهات، من خلال الظروف غير الموضوعية التي نضعهم فيها ثم نتوقع منهم أن يبقوا عقلاء!"