رنيم الأمين، رئيسة الشراكات الحكومية الاستراتيجية لدى لينكدإن في المملكة العربية السعودية:

بأرقام لينكدإن: قفزة غير مسبوقة في تبنّي الذكاء الاصطناعي في السعودية.. ماذا عن العلاقات الشخصية في التطور المهني؟

مجلة هي
27 أغسطس 2025

تشهد القوى العاملة في المملكة العربية السعودية قفزة نوعية في تبني الذكاء الاصطناعي، حيث أظهرت بيانات الخريطة الاقتصادية الرقمية في لينكدإن لشهر يونيو أن المملكة شهدت زيادة بمقدار مرة ونصف المرة في الوظائف على المنصة التي تتطلب مهارات ذات صلة بالذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي. من جهة أخرى أظهر استطلاع جديد صادر عن لينكدإن عن ارتفاع ملحوظ في نسب استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث بلغت نسبة المهنيين الذين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل منتظم في المملكة 77%، مقارنة بـ 46% في عام 2024.

ويعكس هذا التبني السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التفاؤل المتزايد بشأن إمكاناتها، حيث أبدى حوالي أربعة من كل خمسة مهنيين نظرة إيجابية تجاه مساهمات الذكاء الاصطناعي في تطوير أسلوب عملهم اليومي، فيما أكد 83% أن تجربة أدوات الذكاء الاصطناعي واستكشاف إمكاناتها يوميا يعدان أمراً ممتعاً. وأفاد نحو ثلاثة أرباع المشاركين في الاستطلاع (72%) بأنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي حالياً بانتظام وبثقة أكبر مقارنة بالعام الماضي.

تحدّي التعلم: الذكاء الاصطناعي "وظيفة ثانية"

يكشف هذا التبني السريع للذكاء الاصطناعي عن تحول جديد في ضغوط بيئة العمل. فعلى الرغم من تراجع شعور المهنيين بالإرهاق إزاء سرعة التغير في طبيعة أعمالهم (من 66% في 2024 إلى 38% في 2025)، إلا أن نوعاً جديداً من الضغط برز بشأن تعلم الذكاء الاصطناعي.

ففي حين يشبّه ثلاثة أرباع المهنيين تعلّم مهارات الذكاء الاصطناعي بوظيفة ثانية، يشعر نحو نصف هؤلاء (48%) بأنهم لا يحصلون على الدعم الكافي في رحلة تعلم الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل، ويعرب أكثر من نصفهم (51%) عن عدم شعورهم باليقين حيال المهارات الأخرى التي ينبغي التركيز عليها لدعم نموهم المهني.

وقد أدى هذا الضغط المرتبط بالتعلم إلى فجوات في الثقة، إذ يشعر أكثر من ثلث المشاركين (35%) بالتوتر عند الحديث عن الذكاء الاصطناعي في الإطار المهني خشية ظهور جهلهم به، بينما أقر 31% بشعورهم بالحرج بسبب قلة فهمهم لموضوع الذكاء الاصطناعي.

رنيم الأمين، رئيسة الشراكات الحكومية الاستراتيجية لدى لينكدإن في المملكة العربية السعودية
رنيم الأمين، رئيسة الشراكات الحكومية الاستراتيجية لدى لينكدإن في المملكة العربية السعودية

وقالت رنيم الأمين، رئيسة الشراكات الحكومية الاستراتيجية لدى لينكدإن في المملكة العربية السعودية: "يمارس المهنيون اليوم وظيفتين، الأولى يؤدونها مقابل أجر، والثانية يسعون من خلالها إلى مواكبة التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي. ورغم ما يصاحب ذلك من ضغوطات، إلا أنه يفتح آفاقاً واسعة للنمو وبناء العلاقات واستحداث أساليب عمل مبتكرة، وهو ما يدفع الكثيرين للاعتماد على شبكات معارفهم للاستفادة من الخبرات الواقعية".

العلاقات الشخصية تواصل دورها المحوري 

تحافظ ثقافة الأعمال القائمة على العلاقات الشخصية في المملكة على حضورها القوي، رغم التحديات المرتبطة بتبني الذكاء الاصطناعي. ويُجمع 82% من المهنيين على أن التوظيف في المنطقة ما يزال يتأثر بالروابط والعلاقات أكثر من المؤهلات أو المهارات وحدها.

وتنعكس هذه الأهمية في زيادة عدد التعليقات على منصة لينكدإن بأكثر من 30% خلال السنة المالية الحالية. وعند مواجهة قرارات مهنية حاسمة، يبرز الميل الواضح للاعتماد على الإرشاد البشري، حيث يتجه المهنيون إلى خبراء القطاع وقادة الفكر، والأصدقاء وأفراد العائلة (44%) قبل توجههم لأدوات الذكاء الاصطناعي.

ويرى 83% أنه، رغم التطور المتسارع للتقنيات، فمن غير الممكن الاستغناء عن الحدس البشري والرؤى التي يقدمها الزملاء الموثوقون، فيما يؤكد قرابة الثلثين أن زملاءهم يساعدونهم على اتخاذ قرارات أسرع وأكثر ثقة مقارنة بأي أداة تكنولوجية.

دور الإنسان في عصر الذكاء الاصطناعي

تزامناً مع النقلة النوعية التي يحدثها الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل، يدرك المهنيون في المملكة تزايد أهمية المهارات الإنسانية، في حين أصبح الذكاء الاصطناعي أداة تمكين رئيسية لذلك. فقد أكد أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين أن بناء العلاقات وتوسيع الشبكات المهنية بات أكثر أهمية من أي وقت مضى، وأشار أكثر من ثلثهم (36%) إلى أن الذكاء الاصطناعي أتاح لهم وقتاً أكبر للتواصل المباشر في بيئة العمل. كما تمتد هذه النظرة المرتكزة على الإنسان إلى ثقافة العمل نفسها، حيث يعتبر 78% أن بيئة العمل اللطيفة والداعمة أصبحت أولوية متزايدة، فيما يرى 80% أن الزملاء يلعبون الدور الأبرز في ترسيخ ثقافة إيجابية داخل مكان العمل.

أُجري الاستطلاع من قبل سينسوس وايد Censuswide بمشاركة 747 من المهنيين العاملين بدوام كامل أو جزئي في المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 4 إلى 7 يوليو 2025. وتلتزم سينسوس وايد بالعمل وفقاً لمعايير جمعية أبحاث السوق التي تستند إلى مبادئ إيسومار، كما توظّف أعضاء منها. كما أن سينسوس وايد عضو في المجلس البريطاني لاستطلاعات الرأي.