
الكعبة المشرفة تتزين بكسوتها الجديدة: سبع خامات فاخرة بوزن 1415 كيلو جرام
في إرث متواصل من العناية يمتد لـ 100 عام، وجرياً للعادة السنوية، قامت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بتغيير كسوة الكعبة المشرفة، لتتزين بمطلع العام 1447 الهجري في حلتها الجديدة، حيث تجسّد كسوة الكعبة المشرفة في كل عام عناية المملكة الفائقة بالحرمين الشريفين، وحرصها على تجديد كسوة الكعبة المشرفة بما يليق بمكانتها وقدسيتها في قلوب المسلمين حول العالم.. لنلقي الضوء على اللوحات الخاصة من الجمال والعناية الفائقة والجودة لكسوة الكعبة المشرفة الجديدة، والتي تعكس الاهتمام المتقن الذي يُجسّد شرف العناية بـ الكعبة المشرفة.
سبع خامات فاخرة لكسوة الكعبة المشرفة

استخدمت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أفخر خامات الأقمشة وأجودها في صناعة كسوة الكعبة المشرفة، وانتقت (7) خامات نُسجت بعناية لصناعة الكسوة في إرثٍ متواصل من العناية يمتد لـ 100 عام.
وأوضحت الهيئة أن تلك الخامات التي يزود بها مصنع كسوة الكعبة المشرفة تتمثل في: قماش الحرير الأخضر السادة (خلف الستارة)، وقماش الحرير الأسود المنقوش، وقماش الحرير الأسود السادة، وقماش البطانة القطني (السكري) لثوب الكعبة، وقماش الحرير الأحمر السادة، إضافة إلى القماش الأبيض القطني،
فيما يستخدم قماش الحرير الأخضر المنقوش للكسوة الداخلية للكعبة المشرفة وكسوة الحجرة النبوية.
وزن كسوة الكعبة الإجمالي نحو 1415 كيلوجرامًا

يبلغ وزن كسوة الكعبة الإجمالي نحو 1415 كيلوجرامًا، ولقد تم تركيب الكسوة الجديدة التي يبلغ ارتفاعها (14) مترًا، والمكونة من أربعة جوانب مفرقة وستارة الباب، إذ رُفع كل جنب من جوانب الكعبة الأربعة على حدة إلى أعلى الكعبة المشرفة تمهيدًا لفردها على الجنب القديم، وتثبيت الجنب من أعلى بربطها وإنزال الطرف الآخر من الجنب، بعد أن حُلّت حبال الجنب القديم، بتحريك الجنب الجديد إلى أعلى وأسفل في حركة دائمة، تلاها إنزال الجنب القديم من أسفل ويبقى الجنب الجديد، وتكررت العملية 4 مرات لكل جنب إلى أن اكتملت الكسوة، ثم بعدها وُزن الحزام على خط مستقيم للجهات الأربع بخياطته.
الخط العربي بأسلوب الثلث يزين كسوة الكعبة المشرفة لمرونته وأناقة تشكيله
يستخدم الخط العربي بأسلوب الثلث الجلي المركب في كتابة الآيات على كسوة الكعبة المشرفة، بأحجام مختلفة وأشكال متعددة، واعتمد هذا الخط لأنه أجمل الخطوط العربية ومخصص للمواضع التشريفية، كما أنه خط قاعدي مكتمل الضوابط، ويستوعب التركيب والتداخل مما يساعد على جمع أكبر عدد من الكلمات في حيز معين، ليمنح كسوة الكعبة المشرفة مظهرًا استثنائيًا يليق بجلال وقدسية المكان.
مشاركة (154) صانعا من الكوادر الوطنية المؤهلة في تغيير كسوة الكعبة

وتمت مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة، بمشاركة (154) من الكوادر الوطنية المؤهلة، قاموا بصناعتها في مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة بأيد أتقنت فنها على مدار (11) شهرًا، لضمان خروج الكسوة بأعلى درجات الإتقان والجودة، فيما جرت عملية مراسم نقل كسوة الكعبة المشرفة من مجمع الملك عبد العزيز لصناعة كسوة الكعبة المشرفة في مقطورة مخصصة لنقل وحمل كسوة الكعبة المشرفة للحفاظ عليها حتى وصولها إلى المسجد الحرام، وتولى تنفيذ عملية التغيير 154 صانعًا من الكوادر الوطنية المؤهلة الذين توزعوا على جوانب الكعبة المشرفة وسطحها، كل حسب اختصاصه، لضمان إنجاز المهام بدقة.
https://x.com/AlharamainSA/status/1938053408390299852
لوحات جمالية خاصة تجمع الجودة بالفخامة

غُيّرت كسوة الكعبة برفع الكسوة الجديدة إلى سطح الكعبة ثم إنزال الكسوة السابقة تدريجيًا وإزالتها، واستُعملت في مراسم التغيير (8) رافعات، إلى جانب حواجز بلاستيكية بارتفاع (2.2) متر، وأنتجت كسوة الكعبة المشرفة البالغ ارتفاعها (14) مترًا، ووزنها (1415) كجم، بأفخر أنواع الحرير الطبيعي، حيث تستهلك الكسوة نحو (825) كيلوجرامًا من الحرير الخام الذي صُبغ داخل المجمع باللون الأسود.
كما تم تطريزها بخيوط من الذهب والفضة، وتضمنت كمية أسلاك فضية بلغت (60) كجم من أسلاك الفضة الخالصة، إضافة إلى (120) كجم من أسلاك الفضة المطلية بالذهب، و(410) كيلوجرامات من القطن الخام،
وتشتمل الكسوة على (47) طاقة من الحرير الأسود المنقوش تغطي كامل الكعبة المشرفة يثبت عليها (16) قطعة من الحزام المثبت أعلى الكسوة، و(7) قطع من الزخارف تحت الحزام، و (5) قطع لستارة باب الكعبة، و(17) من القناديل بالإضافة إلى اثنين من الزخارف الجانبية واثنين من الكينارات، و(4) صمديات وقطعة واحدة تمثل زخرفة الميزاب.
سبع مراحل لصناعة كسوة الكعبة المشرفة

بأيادٍ سعودية احترفت ونسجت الجمال على كسوة الكعبة المشرفة بخيوط الحرير والفضة والذهب، يعمل عدد من الشباب السعودي المفعم بالحيوية على صناعة كسوة الكعبة المشرفة عبر سبع مراحل، حيث تبدأ مرحلة صناعة كسوة الكعبة المشرفة بـالتحلية عن طريق تهيئة الماء المحلى وفق مواصفات ومعايير معينة لعملية غسل وصباغة الحرير، يليها مرحلة الغسيل والصباغة، وتتمثل في إزالة الطبقة الشمعية الحافظة للحرير وصباغة الحرير باللون الأسود المميز للكسوة الخارجية وصباغة الحرير باللون الأخضر للكسوة الداخلية والحجرة النبوية، وتجفيف الحرير بعد عملية الصباغة في مجففات مخصصة.
وتأتي مرحلة النسيج الآلي كمرحلة ثالثة من صناعة الكسوة من خلال نسج الأقمشة المنقوشة والسادة لكسوة الكعبة وبطانتها من خلال تحويل خيوط الحرير من شلل إلى مكرات سداية تضم أكثر من (9900) خيط للمتر الواحد وتركيب السداية في ماكينة نسج الحرير المنقوش لإنتاج الكسوة الخارجية وتركيب السداية على ماكينة نسج الحرير السادة لإنتاج قماش الحرير لطباعة الآيات القرآنية وتطريزها، وفي المرحلة الرابعة، مرحلة الطباعة، التي يتم فيها تثبيت قطع قماش الحرير السادة على المنسج وطباعة الآيات القرآنية بدقة هندسية على القماش بواسطة (السلك سكرين) لحزام الكعبة المشرفة وما تحت الحزام من آيات وقناديل وصمديات وستارة باب الكعبة المشرفة.
فيما يأتي التجميع والخياطة كمرحلة خامسة، حيث تجمع الكسوة من خلال تجميع قطع كسوة الكعبة المشرفة وتوصيلها ببعضها، وتجميع قطع ستارة باب الكعبة المشرفة، وتثبيت القطع المذهبة على كسوة الكعبة المشرفة من حزام الكعبة وما تحت الحزام وغيرها، وفي المرحلة السادسة تطريز المذهبات من خلال تطريز الآيات القرآنية والزخارف الإسلامية بأسلاك الفضة والفضة المطلية بماء الذهب وتثبيتها، وحشو الآيات القرآنية والزخارف الإسلامية المطبوعة على قماش الحرير بخيوط القطن لإبراز الحروف، ويتم في المرحلة السابعة مراقبة الجودة، وتعنى بتحديد معايير الجودة المطلوبة في المجمع لجميع المدخلات والمخرجات، والحرص على مطابقة المواصفات والمقاييس لجميع مراحل الإنتاج من خلال فحص دقيق لضمان أعلى المعايير قبل التثبيت.
الصور من حسابات الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين وهيئة الإذاعة والتلفزيون وهيئة النقل.