وجوه مختلفة لـ صبا مبارك على مدار عام كامل
في عالم تتغير فيه القصص وتتبدل الأدوار، تبقى صبا مبارك ثابتة في قدرتها على التحول. فلا تكرر نفسها، ولا تقف عند نمط واحد. ليكون عام 2024 أكبر شاهد على هذا التنوع، وتصبح هند سالم من أبرز هذه الوجوه والتي قدمتها من خلال مسلسل بين السطور الذي حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه الأول متصدراً قائمة الأعلى مشاهدة على منصة شاهد.
والآن تعود هند سالم إلى الشاشة مرة أخرى بشخصيتها المركبة، فهي تحمل في ماضيها جراحًا، وفي عينيها أسئلة، تلاحقها تبعات لا تهدأ في عمل تداخلت فيه الحقيقة مع الغموض، ما ينعكس على هند المذيعة التي تتكلم بحذر، وكأن بين كلماتها شفرات لا يفكها سوى من عاش مثلها.
ولأنها لا تخاف المغامرة، قلبت صبا الموازين في الموسم الرمضاني لنفس العام (2024) من خلال مسلسل لحظة غضب، بتجسيدها لدور امرأة تقتل زوجها في الحلقة الأولى، لتتلاعب بنا على مدار 15 حلقة وتُربكنا، وتضحكنا أحيانًا ونحن على حافة التوتر. كان حضورها لافتًا، وجعل الجمهور يتساءل في كل حلقة: هل ستفلت بجريمتها؟
وفي "وتر حساس"، وخارج الموسم الرمضاني لنفس العام دخلت صبا قلوبنا كمن يدخل بيوتًا مفتوحة. بتجسيدها لدور معقد في ظل قصة عن الحب حين يصبح خيانة، والصداقة حين تتحول إلى امتحان. صبا كانت الوجه العاقل في عاصفة العواطف، وكل مشهد كانت فيه تحمل معنى أعمق مما يُقال.
أما في مسلسل موعد مع الماضي، قدمت صبا شخصية غاية في التعقيد، وهي شخصية "منى" الصديقة التي تحمل بداخلها مشاعر متناقضة تجاه صديقتها، ما بين الغيرة والحب والرفض، فنرى نظراتها المتحفزة ضد صديقتها في الماضي، ثم شعورها بالحزن عليها بعد أن تم قتلها في ظروف غامضة، لتشمل أصابع الاتهام منى نفسها، والتي تشك هي الأخرى بدورها في كل من حولها حتى والدها.
وفي السينما، وفي تناول غير تقليدي للطبيبة النفسية، جسدت صبا شخصية عاليا المعالجة النفسية لهاشم (ظافر العابدين) في فيلم أنف وثلاث عيون، المأخوذ عن رواية الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، لتتحول إلى مرآة تعكس الصراعات التي يعيشها هاشم بين قلبه وعقله.
ثم تخوض صبا تحدياً مختلفاً، عندما تتحدث بلهجة غريبة عنها، حين جسدت شخصية خديجة، امرأة ليبية في قلب مأساة حقيقية، من خلال الفيلم الحربي السرب، الذي استعاد لحظة ذبح 21 مصرياً.
