كيف نُورِّثُ التراث؟

كيف نُورِّثُ التراث؟

رويدا أبيلا
19 أبريل 2023

بصفتي ليبية متزوجة من رجل بريطاني، وأربي أطفالا صغارا لديهم جنسيتان مختلفتان، ونعيش جميعا بين السعودية والإمارات، أدرك من الجانب الشخصي التحديات التي تواجهها العائلات في الحفاظ على تراثها الثقافي الفريد. من خلال تجربتي الخاصة، يهمني جدا رؤية أطفالي وهم يتبنون جوانب من الثقافة الليبية. هناك عدة طرق لتعزيز شعور الفخر في خلفية أطفالنا متعددي الثقافات.

يمكننا تغذية الهوية الثقافية عبر تبني ممارسات معينة في المنزل، إذ يمكن أن يعزز إنشاء بيئة منزلية تحتفل بتراثها شعورا بالفخر والانتماء في أطفالنا. في عائلتنا، أحرص على الاحتفال بمناسبات بلدي، وطهو الأطباق التقليدية، ومشاركة قصص من التراث للحفاظ على اتصال أطفالي بجذورهم.

من المهم أيضا تغذية تعلم اللغة، وهو ما يتيح لأطفالنا التعبير عن أنفسهم وفهم التفاصيل الغنية لتراثهم المزدوج. ويمكننا أيضا تعريف أطفالنا بالكتب والأفلام والموسيقى التي تعكس خلفيتهم الثقافية، وهو ما يمكننا من مساعدتهم في تطوير فهم أعمق وتقدير لتراثهم.

ومن أهم الطرق تشجيع المناقشات حول الهوية، محاولة الحفاظ على الهوية الثقافية وتغذيتها في العائلات متعددة الثقافات التي تعيش في الخارج صعبة ومجزية في الوقت نفسه، من خلال تبني جذورنا بحب وعزم، يمكننا تعزيز إحساس أطفالنا بالفخر بخلفيتهم المتنوعة وتشجيعهم على الشعور بالانتماء إلى بلد يمكن أنهم لم يزوروه من قبل.

في النهاية، يتعلق الأمر بتقديم التوازن المثالي بين التراث الثقافي والتكيف مع الثقافة الجديدة التي نعيش فيها. لن يكون الأمر سهلا دائما، لكن من خلال الاستمرار في السعي للحفاظ على الهوية والتراث، سنجد تدريجيا مكاننا في هذا العالم المترابط، ونعزز الانتماء والفخر في قلوب أطفالنا. وفي النهاية، يمكن أن يثري التنوع الثقافي حياتنا، ويجعلنا أكثر اتساعا في تفهمنا للعالم وتقديره.

فلنحتفل بالتنوع الثقافي، ونستمتع بالجمال المتميز لكل ثقافة، ولنعلم أطفالنا أنه من خلال تقبل وتقدير التراث الفريد لكل منا، يمكن أن نكون جزءا من مجتمع عالمي أكثر تفاهما وتعاونا.

Credits

    رويدا أبيلا ruwaida abela

    الرئيسة التنفيذية لشركة JRN Consultancy

    @ruwaidaabela