
خاص "هي": مايا واكد تبني جسورا موسيقية عابرة للغات والحدود: أعيـد الحيــاة إلى أغنيات الثمانينيات بروح عصرية
بين بيروت ومونتريال وروما ودبي، تمضي مايا واكد المطربة اللبنانية الكندية وكاتبة الأغاني، في رحلة فنية استثنائية تجمع بين الكلاسيكيات والحداثة، وبين الحنين والابتكار. صوتها يبحر بين العربية والفرنسية والإنجليزية، ليبني جسوراً موسيقية تعبر الثقافات، وتعيد إلى الذاكرة الجماعية أغانٍ نحملها في وجداننا، لكنها تقدم بلمسة جديدة وجرأة معاصرة. من بداياتها كمطربة عاشقة لفيروز وداعمة لها برعاية من الراحل زياد الرحباني أحياناً، وصولاً إلى مسارح العالم وألبوماتها الخاصة، تختار مايا موسيقاها للتجريب والحرية والسرد الفني. وها هي تستعد لإحياء حفل كبير في مسرح زعبيل بدبي نوفمبر 2025.
كيف تعتقدين أن الموسيقى التي تبتكرينها تتجاوز الأنماط التقليدية؟
من الطبيعي أن ينعكس ذلك على فني. موسيقاي عابرة للأنواع، لأنها تمزج بين تأثيرات ثقافية متعددة من خلال الآلات والتوزيع المختلف. أحرص دائماً على عنصر المفاجأة في اللحن والكلام والأداء، وهذا ما يجذب جمهوراً يحب البحث عمّا هو خارج السائد.
كيف تختارين الأغاني التي تستحق إعادة التقديم؟ وما الذي يميز الفنانين الذين تختارين أعمالهم؟
كانت البداية مع أغنيات لبنانية من الثمانينيات أحببتها شخصياً. رأيت فيها فرصة لإعادة تقديمها بروح جديدة تحاكي الأجيال الشابة، مع الحفاظ على جوهرها الأصيل. مؤخراً أديت أغنية نادرة لعبقري الرحباني، زياد، بعنوان "شو أعدت"، أغنية عابرة للزمن، أشعر بامتنان كبير لتقديمها.
ما الذي تتمنين أن يخرج به الجمهور من حفلك في مسرح زعبيل المقبل؟
سأحمل على المسرح رسائل من بيروت، وأغني ألوان سمائها وبحرها. البرنامج متنوع، وأتمنى أن يغادر الجمهور الحفل 14 من نوفمبر وكل بطاقة إيجابية ترافقه لأيام طويلة بعد العرض. أثق أن كل حاضر سيشعر بارتباط شخصي مع الأغنيات.
وما التحدي الأكبر الذي واجهك في مسيرتك؟ وكيف تخطيته؟
بصفتي امرأة فنانة، فالتوازن بين العائلة والفن هو أكبر تحدي. أحياناً يكون ذلك على حساب بعض المشاريع، لكن العائلة المحبة أصبحت مصدر إلهام، فحوّلت هذا التحدي إلى مساحة فنية غنية.
كيف تدمجين الجاز واللغات المتعددة في موسيقاكِ؟
الجاز يمنحني حرية الارتجال والمفاجأة، أما اللغات الثلاث التي أتقنها، فتفتح لي أبواب الإيقاع العاطفي. أحب أن أختار ألحاناً عالمية راسخة في الذاكرة الجماعية وأعيد صياغتها. مثلاً أغنية C’ÉTAIT LE TEMPS DES FLEURS أثارت حنين الجمهور العربي كأنها تحكي قصصهم، وفي الوقت نفسه أسعدت الأجانب بعذوبة اللغة اللبنانية.
كيف تعكس موسيقاكِ هويتكِ الثقافية؟ وهل يتفاعل الجمهور مع هذا البعد؟
مسيرتي بدأت باغتراب، والموسيقى أصبحت طريقتي للتعبير عن هوية مزدوجة. أعيش في الخارج ومعي الجمهور الذي يشارك هذه التجربة ويبحث عن هوية تشبه واقعه. هذا يفسر التفاعل الكبير مع أغنيتي "حلمي غنيلك ببيروت"، إذ يجد فيها المغتربون صدى لقصتهم.
كيف ترين فنك يتطور خلال السنوات المقبلة؟
أعمل حالياً على مجموعة من خمس أغانٍ جديدة وأخطط لجولات فنية في دبي وأوروبا. طموحي أن أواصل سرد القصص الموسيقية وأن أفتح فضاءات جديدة للتجريب والتواصل مع الناس. أعد الجمهور المغامر بتجارب فنية غير متوقعة خلال السنوات المقبلة.