3 فوائد صحية في شرب القهوة للنساء ودورها بمحاربة الشيخوخة

شيخوخة صحية، قلبٌ قوي وحماية من السكري: بعض فوائد القهوة المذهلة لصحتكِ وجمالكِ

جمانة الصباغ

عزيزتي القارئة، لن نُطلعكِ اليوم على أحد الأسرار الدفينة؛ بل سنستعرض لكِ، من جديد، القيمة الصحية المذهلة التي يمكنكِ جنيها (أنتِ تحديدًا) من شرب القهوة.

لماذا؟ لأن معشوقة الجماهير، والساحرة السوداء كما يُطلق عليها، تحمل في طياتها الكثير من الفوائد الصحية والجمالية لكِ؛ بحيث لو تعرفتِ عليها كلها، لن تتوانِ لحظةً عن إدراج القهوة ضمن روتينكِ اليومي.

لكن مهلًا؛ لا بدَ من التنويه أولًا، إلى أن الاعتدال هو سيد الموقف وهو الحدَ في الاستفادة من القهوة من عدمه. لذا لا تُسارعي عزيزتي وتتناولي كميةً كبيرة من القهوة اليوم، لمجرد أننا أخبرناكِ أنها تُتيح لكِ التقدم بالعمر بشكلٍ صحي وجميل. عليكِ قراءة المقالة كلها ، والتعرف على المسموحات والممنوعات لاستهلاك القهوة، لتوظيفها بصورةٍ صحيحة ومدروسة في حياتكِ.

اتفقنا؟ إذن، إليكِ ما جمعناه لكِ من معلومات قيَمة ومهمة، حول قدرات القهوة الفائقة على تأمين "شيخوخةٍ صحية"، الوقاية من داء السكري من النوع الثاني، والمساعدة على إنقاص الوزن، بجانب فوائد أخرى تستحق المشاركة. ما عليكِ الآن سوى تحضير فنجانٍ من القهوة السوداء دون سكر أو حليب أو مُحلَيات، ومتابعة القراءة هنا..

هل القهوة مفيدة في تحقيق شيخوخةٍ صحية؟

3 فوائد صحية في شرب القهوة للنساء ودورها بمحاربة الشيخوخة-رئيسية واولى
3 فوائد صحية في شرب القهوة للنساء ودورها بمحاربة الشيخوخة-رئيسية واولى

الجواب نعم، بحسب إحدى الدراسات التي أجراها باحثون من جامعة هارفارد شملت ما يقرب من 50 ألف امرأة على مدى 30 عامًا. كان الهدف من الدراسة تحديد ما إذا كان تناول القهوة في منتصف العمر يُسهم في تحقيق الشيخوخة الصحية للنساء. وبحسب ما نشر موقع New Atlas، فقد اكتشف الباحثون أن شرب المزيد من القهوة خلال منتصف العمر يرتبط بانخفاض الإصابة بالأمراض المزمنة ومشاكل الحركة البدنية والتدهور المعرفي خلال السنوات اللاحقة. فيما لم تُحقق المنتجات الأخرى التي تحتوي على الكافيين، بالإضافة إلى القهوة منزوعة الكافيين، نفس النتائج.

وأشار موقع "العربية. نت" إلى قيام الباحثين بتقييم البيانات الصحية لأكثر من 47 ألف امرأة في دراسة صحة ممرضات NHS طيلة 30 عامًا، بدءًا من عام 1984. ووفقًا للدكتورة سارة مهدوي، من كلية هارفارد للصحة العامة: "تتميز الدراسة بالعديد من نقاط القوة الرئيسية؛ فبالإضافة إلى حجم العينة الكبير والمتابعة التي استمرت 30 عامًا، تمَ تقييم جوانب مختلفة من طول العمر والشيخوخة الصحية، إلى جانب معلوماتٍ شاملة للغاية حول العادات الغذائية ونمط الحياة، جُمعت كل أربع سنوات بعد بدء الدراسة."

الشيخوخة الصحية هي مصطلحٌ عام، لكن العلماء في هذه الدراسة حدَدوها ضمن سن 70 عامًا فما فوق دون وجود لأيِ من الأمراض الرئيسية الأحد عشر، وغياب أية قيود على الوظائف الجسدية، وعدم وجود مشاكل في الصحة العقلية أو الإدراكية، وعدم وجود مشاكل في الذاكرة، وفقًا لإجابات المشاركات في عامي 2014 و2016. وتمَ تصنيف البيانات الصحية التي استوفت تلك المتطلبات ضمن مجموعة كبار السن الأصحاء.

خلال العام 2016، عمل الباحثون على إدراج 3706 مُشاركة في الدراسة ضمن مجموعة كبار السن الأصحاء. وعندما تراوحت أعمار هؤلاء النساء بين 45 و60 عامًا، كنّ يستهلكن حوالي 315 ملغ من الكافيين يوميًا ولشكلٍ منتظم، أي ما يعادل ثلاثة أكواب صغيرة في ذلك الوقت، أو حوالي كوب ونصف كبير بحلول عام 2025. فيما جاء أكثر من 80% من إجمالي استهلاكهنَ للكافيين من القهوة وحدها.

بعد المتابعة، تبيَن للباحثين ظهور تحسنِ ملحوظ في المؤشرات الصحية للنساء اللاتي تناولنَ كمية أكبر من القهوة في هذه المجموعة. واكتشف الباحثون أن كل 80 ملغ من الكافيين - أي ما يعادل كوبًا واحدًا تقريبًا (340 مل) من القهوة - أدى إلى ارتفاعٍ بنسبة 2-5% في المؤشرات الصحية، طبعًا بعد أخذ عوامل أخرى مثل التدخين، في الاعتبار. فيما ارتفعت هذه النسبة مع كل كوب، لتصل إلى حوالي خمسة أكواب صغيرة من القهوة - أو 2.5 كوب في أحجام عام 2025.

يسعى الباحثون اليوم إلى التحقق من مسارات الشيخوخة، وكيف يمكن لمُركبات القهوة المختلفة أن تُخلَف تأثيرًا إيجابيًا على المؤشرات الصحية لتلك الشيخوخة. وتُعلَق مهدوي على هذه النتائج بالقول: "في حين ربطت الدراسات السابقة القهوة بالنتائج الصحية الفردية، فإن هذه الدراسة هي الأولى التي تُقيّم تأثير القهوة في مجالاتٍ متعددة للشيخوخة على مدى ثلاثة عقود. تشير النتائج إلى أن القهوة التي تحتوي على الكافيين - وليس الشاي أو القهوة منزوعة الكافيين – يمكن أن تدعم بشكلٍ فريد مسارات الشيخوخة التي تحافظ على الوظائف العقلية والجسدية."

هل يكفي تناول القهوة للوقاية من تداعيات الشيخوخة؟ بالتأكيد لا، تقول مهدوي؛ مشيرةً إلى أن هذه النتائج "على الرغم من كونها أولية، إلا أن العادات الصغيرة والمستمرة يمكن أن تُشكَل الصحة على المدى الطويل". إذ يمكن لتناول القهوة باعتدال، توفير بعض الفوائد الوقائية عند دمجه مع سلوكياتٍ صحية أخرى، مثل ممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظامٍ غذائي صحي والامتناع عن التدخين.

تُعزز القهوة صحة القلب عند النساء كما تقي من داء السكري
تُعزز القهوة صحة القلب عند النساء كما تقي من داء السكري

ماذا بشأن القهوة والوقاية من مرض السكري؟

أشار موقع "العربية.نت" نقلًا عن موقع News Medical إلى دراسةٍ مثيرة ومُبشرة للأشخاص الذين يخشون من الإصابة بالسكري من النوع الثاني، خصوصًا أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي لهذا الداء.

فقد توصلَ فريقُ من العلماء إلى نتائج مبهرة حول العلاقة بين استهلاك القهوة ومرض السكري من النوع الثاني، وذلك بعد تحليلٍ علمي موسع شمل قرابة 150 دراسة بحثية. التحليل المنشور في مجلة International Journal of Molecular Sciences، سلط الضوء على إمكانية أن تلعب القهوة دورًا محتملًا في الوقاية من اضطرابات التمثيل الغذائي.

بحسب الدراسة؛ فإن المركبات الفينولية الموجودة في القهوة، وعلى رأسها حمض الكلوروجينيك، تمتلك قدرةً كبيرة على تنظيم مستويات السكر في الدم من خلال عدة مساراتٍ بيولوجية متشابكة. لا يقتصر عمل هذه المُركبات على تحسين استجابة الخلايا للإنسولين فحسب، بل تمتد تأثيراتها إلى تقليل الالتهابات التي تلعب دورًا محوريًا في تطور مقاومة الإنسولين. كما تظهر خصائصها المضادة للأكسدة كعاملٍ إضافي في حماية خلايا البنكرياس من التلف التأكسدي.

أكثر ما يُثير الإعجاب في نتائج هذه الدراسة، هو أن الفوائد المرصودة تظهر بغض النظر عن محتوى الكافيين بخلاف الدراسة السابقة؛ إذ سجلت القهوة منزوعة الكافيين تأثيراتٍ إيجابية مماثلة. ويُحوَل هذا الاكتشاف الانتباه إلى التركيبة المعقدة للقهوة التي تحتوي على مئات المركبات النشطة بيولوجيا، والتي قد تعمل لتحقيق هذه التأثيرات الوقائية.

بعد إجراء دراساتٍ قصيرة المدى، وجد الباحثون تحسنًا ملحوظًا في مستويات الغلوكوز عند المشاركين، وذلك عند تناول قهوة غنية بحمض الكلوروجينيك بعد الوجبات، إضافةً إلى انخفاض مستويات الإنسولين الصائم. لكن هذه النتائج تظل غير حاسمة لدى الأشخاص المصابين فعليًا بالسكري؛ إذ تُظهر بعض الدراسات تناقضاتٍ في النتائج، ناهيكِ عن ارتباط الاستهلاك المفرط للقهوة ببعض الآثار الجانبية مثل ارتفاع ضغط الدم والقلق.

وهو ما يؤكد على الحاجة للمزيد من الأبحاث والدراسات، قبل التوصل إلى نتيجةٍ نهائية للدور الوقائي المتوقع من القهوة في حمايتنا من داء السكري. وإلى أن يثبت ذلك بالدليل العلمي الدامغ، ما عليكِ عزيزتي سوى الاستمتاع بشرب القهوة باعتدال واختيار الأنواع الجيدة منها، للاستفادة منها أيضًا في الحفاظ على صحة القلب؛ وهو ما نتعرف عليه في الفقرة التالية..

ما علاقة القهوة بصحة القلب؟

بحسب دراسةٍ جديدة قام بها باحثون من كلية فريدمان لعلوم التغذية في جامعة تافتس الأميركية؛ أظهرت النتائج أن كوبًا واحدة من القهوة السوداء السادة (يعني غير المضاف إليها أية إضافات كالحليب والمحليَات) تُوفر فوائد صحية كبيرة لأجسامنا، تصل في بعض الأحيان إلى الوقاية من أمراض القلب والوفاة، كما جاء على موقع "العربية.نت" نقلًا عن موقع Health الطبي المختص.

الدراسة التي امتدت لنحو 10 سنوات وكان الهدف منها معرفة ما إذا كان خطر الوفاة مرتبطًا بعادات تناول القهوة، ونُشرت نتائجها في مجلة Nutrition، أفضت إلى الخلاصة التالية: الأشخاص الذين يشربون كوباً أو كوبين من القهوة يومياً، انخفض لديهم خطر الوفاة بنسبة 14 في المئة مقارنةً بمن لا يشربونها. إلا أن هذه النتائج لم تنطبق سوى على المشاركين الذين يشربون قهوتهم سادة، أو مع كمياتٍ صغيرة من الكريمة أو الحليب أو المُحليات، وليس كافة المشاركين في الدراسة.

وشرحت الدكتورة فانغ فانغ زانغ، الأستاذة في كلية فريدمان لعلوم التغذية في جامعة تافتس الأميركية، والمؤلفة الرئيسية للدراسة هذه العلاقة بالقول: "إذا أضفنا الكثير من السكريات أو الدهون المشبعة إلى نظامنا الغذائي، فإن ذلك يزيد من إجمالي استهلاكنا من السعرات الحرارية، وهو ما قد يكون مرتبطاً أيضاً بنتائج صحية سلبية".

تناول القهوة باعتدال يمنحكِ فرصة الاستمتاع بفوائدها الصحية والجمالية
تناول القهوة باعتدال يمنحكِ فرصة الاستمتاع بفوائدها الصحية والجمالية

بعد تتَبع صحة المشاركين؛ وجد فريق الباحثين أن شرب كوبٍ واحد من القهوة يومياً ارتبط بانخفاض خطر الوفاة لجميع الأسباب بنسبة 16 في المئة، فيما ارتبط شرب كوبين أو 3 أكواب من القهوة يومياً بخفض خطر الوفاة لجميع الأسباب بنسبة 17 في المئة. كذلك انخفض خطر الوفاة بأمراض القلب لدى شاربي القهوة بنسبة 29 إلى 33 في المئة. وعند دراسة الإضافات التي توضع في القهوة مثل السكر والحليب وغيرها، وجد الباحثون أنه مقارنةً بمن لا يشربون القهوة، انخفض خطر الوفاة بصورةٍ عامة لدى المشاركين بنسبة 14 في المئة، سواء شربوا القهوة سادة أو قليلة السكر والدهون المشبعة. في حين لم يلحظ الباحثون أي ارتفاعٍ في معدل الوفيات لدى الأشخاص الذين تناولوا قهوتهم مع كمية كبيرة من السكر أو مع جرعة كبيرة من الحليب أو الكريمة.

ما يعني أن إضافة المزيد من السكر أو الدهون المُشبعة إلى قهوتك، لا يُلغي بالضرورة آثارها الصحية؛ في حين أن الاستهلاك المُفرط للسكر والدهون المُشبعة هو العامل الأساسي في تدهور صحة القلب والأوعية الدموية وارتفاع معدل الوفيات.

وعليه؛ نجد أن القهوة سحريةٌ بطعمها وفائدتها الصحية الكبيرة على مستوياتٍ عدة. فهي تحافظ على صحة قلوبنا وتحمينا من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، كما تُعزز شيخوختنا الصحية دون أمراضٍ مزمنة.

بشرطٍ واحد: الاعتدال في تناولها، وعدم الاسراف في إضافة مكوناتٍ سكرية أو مشبعة بالدهون إليها. وبذلك تكون القهوة رفيقة الأُنس لكِ، والدعامة التي ترتكزين عليها للتمتع بالصحة والرفاه على طول السنوات.