
رمزية الضيافة والتقاليد السعودية.. المملكة تشارك في بينالي لندن للتصميم 2025
في إطار حرص هيئة فنون العمارة والتصميم على تعزيز التبادل الثقافي الدولي باعتباره أحد أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030.. تشارك المملكة ممثلة بهيئة فنون العمارة والتصميم، وبدعم من وزارة الثقافة، بجناح خاص في بينالي لندن للتصميم 2025، بعنوان "مياه صالحة"، تجسيدًا لرمزية الضيافة والتقاليد السعودية.. فلنتعرف على التفاصيل.
مشاركة المملكة في بينالي لندن للتصميم 2025

تشارك المملكة ممثلة بهيئة فنون العمارة والتصميم، بجناح خاص ضمن فعاليات بينالي لندن للتصميم 2025، التي تقام في سومرست هاوس خلال الفترة من 5 إلى 29 يونيو 2025.
ويعود الجناح الوطني السعودي مجددًا للمشاركة في بينالي لندن من خلال مبادرة رائدة من هيئة فنون العمارة والتصميم، وبدعم من وزارة الثقافة، حيث تجسّد التزام المملكة بالمشاركة الفاعلة في النقاشات الدولية حول التصميم، وتعزيز الحلول المستدامة والمبتكرة.

وحول ذلك أشارت الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم الدكتورة "سمية السليمان"، إلى أن عودة المملكة العربية السعودية إلى بينالي لندن للتصميم، تشكّل فصلًا واعدًا جديدًا في التزامهم بتوظيف التصميم بصفته أداة فاعلة للحوار والتبادل الثقافي، منوهة إلى تطلعهم لأن تتيح لهم مشاركتهم في بينالي لندن للتصميم إمكانية الإسهام في النقاشات حول الإبداع والابتكار والتفكير المنظومي.
المملكة تشارك في بينالي لندن للتصميم 2025 بجناح "مياه صالحة"

يحمل جناح المملكة المشارك في بينالي لندن للتصميم 2025، عنوان "مياه صالحة"، ويتماشى مفهوم "مياه صالحة" الذي وضعه القائمون على المعرض مع موضوع بينالي لندن للتصميم لهذا العام "Surface Reflections" حيث يستكشف كيف تتشكّل الأفكار من تفاعل التجارب الداخلية والتأثيرات الخارجية والتاريخ الشخصي.
ويتمحور الجناح الوطني السعودي حول مفهوم سبيل الماء الذي يوفر ماء الشرب مجانًا، ويجسّد رمزية الضيافة المتجذّرة في التقاليد السعودية العريقة، حيث تنتشر سُبل الماء في جميع أنحاء المملكة، موفرةً الماء لسقي المارة، في تجسيد لأخلاقيات الجود والكرم.. غير أن سبيل الماء، في سياق هذا المعرض، لا يمثل مجرد بادرة لحسن النية فحسب، بل يطرح تساؤلات جوهرية: مَن يدفع ثمن الماء "المجاني"؟ ما هي تكلفته الحقيقية؟ والأهم من ذلك، إذا وقع هذا العبء على عاتق طرف آخر، أفلا يكون الثمن واقعًا، بشكل أو بآخر، على الجميع؟.
الفريق السعودي المشارك في جناح المملكة في بينالي لندن للتصميم

ويُشرف على جناح هذا العام فريق من المصممين، الذين سيوظّفون خبراتهم في مجالات العمارة والتصميم والفنون، لتقديم معرض يستجوب ويقوّض ويعيد تصور أنظمة الوصول إلى الماء وتوزيعه، وكذلك طبيعة علاقتنا به، وهم: عزيز جمال، ودرّ قطان، وفهد بن نايف، وآلاء طرابزوني.
وفي إطار ذلك فلقد كشف أعضاء فريق المصممين أن الجناح يستخدم عددًا من العناصر المألوفة للفت الانتباه إلى اقتصاديات الماء الخفية، وتشجيع الزوار على الشرب بوعي، وتقدير ثمن الماء، وفهم أن تكلفة المياه "الصالحة" المجانية، وإن تحمّلها شخص آخر، فإنها تقع، في الحقيقة، على الجميع وغالبًا ما تؤخَذ سُبل الماء كأمر مسلّم به، ويُنظر إليها بصفتها خدمةً عامةً لا أكثر، وكذلك إعادة تأطيره ليصبح موضوعًا للفحص والتساؤل، بهدف إحداث تغيير في الإدراك، وإزاحة الستار عمّا هو خفي، ليتحوّل السبيل من بنية هامشية إلى عامل فاعل في حياتنا اليومية.