بطل مسلسل "رشاش" يعقوب الفرحان لـ "هي": الأحداث الحقيقية التي استوحي منها المسلسل لا تعني بأي حال التزامه بالقصة الأصلية
"رشاش" عمل درامي سعودي يستند على أحداث واقعية من أرشيف الجهات الأمنية السعودية. ينقل لنا في اللقاء الخاص بمجلة "هي"، بطل المسلسل يعقوب الفرحان أهم التفاصيل التي دارت قبل التحضيرات، وماهي الصعوبات التي واجهها في تقمص شخصية من أرض الواقع، وكيف يتعامل يعقوب الفرحان مع الجدل والاعتراضات التي تدور حول مسلسل "رشاش".
في البداية نبارك لحضرتكم على النجاح الباهر لـ مسلسل "رشاش"، حدثنا كيف كانت تجربة تقمص شخصية عميقة وجدلية من أرض الواقع ومرتبطة بحقبة زمنية سابقة.
لم تكن تجربة سهلة، وإن كنا متفقين بأن العمل لا يتناول بالضرورة السيرة الذاتية للشخصية لكن بناء الشخصية في النص لم يكن سهلاً على الإطلاق وعملت مع المخرج كثيراً لنصل إلى تركيبة مقنعة درامياً.
كيف تم ترشيحك لدورك في رشاش؟
تم الإتصال بي لتقديم تجربة أداء لأكثر من شخصية في العمل، وأخيراً وقع اختيار المخرج علي لأداء الدور ووافقت على الفور.
ماهي التحديات التي واجهتها في العمل على شخصية رشاش؟
التحديات كانت كثيرة، منها مثلاً تزامن فترة التصوير مع انتشار فايروس كورونا وحالة الإغلاق العالمية صعّب من المهمة، إضافةً إلى وجود الكثير من المشاهد الصعبة في التصوير والتي كانت تتطلب تحضيرات وتدريبات مكثفة، في أجواء الصحراء الحارة. ولكن كان لدينا جميعاً رغبة في إنجاز المشروع على أفضل نحو مهما كانت المصاعب.
هل كانت هناك تجهيزات مسبقة وخاصة للعمل على شخصية رشاش؟
على اعتبار أن نوع العمل يميل إلى الأجواء البوليسية والمطاردات والأكشن فقد تطلب ذلك تجهيزات خاصة وفترات تدريب مستمرة قبل وأثناء التصوير، لنصل إلى حالة الإقناع أمام الكاميرا. وأنا فخور أن طاقم الممثلين السعودي الموجود كان محترفاً وقام بدوره على أكمل وجه، وأن النتيجة النهائية كانت مبهجة ولله الحمد.
العمل مأخوذ من أحداث حقيقية.. إلى أي مدى تم الالتزام بالاحداث الحقيقية وما الذي تم تغييره بسبب الدراما؟
كون العمل مستوحى من أحداث حقيقية لا يعني بأي حال التزامه بالقصة الأصلية. فقد تم خلق قصة منبعها القصة الأساسية لكن بظروف درامية مبتكرة لإعطاء العمل طابع درامي خالص.
المسلسل مليء بمشاهد الأكشن التي تم تنفيذها جيدا.. فهل واجهت صعوبات في أداء تلك المشاهد؟
كممثلين سعوديين لم يسبق أن تم اختبارنا في عمل من هذا النوع، لذا فقد كان هناك التزام بالتدريبات التي كانت مهمة للظهور بالشكل المطلوب، وهذا يحسب للمخرج والجهة المنتجة ولطاقم الممثلين الملتزم، إلى جانب وجود فريق محترف خلف الممثلين.. كل تلك العوامل شكّلت عناصر مساعدة جداً، فقد كان هناك مثلاً تدريب على استخدام الأسلحة، وتدريب على أداء المشاهد الصعبة والمعارك ، وتدريب للتعامل مع مشاهد التفجيرات وكلها مفاصل أساسية في هذا النوع من الأعمال لأن النجاح قد يتوقف عليها أحياناً.
مع بدء عرض أولى حلقات المسلسل، واجه العمل الكثير من الاعتراضات والجدل، كيف واجهت هذا الأمر؟ وهل تفكر في تكرار هذه التجربة؟
أتفهم الجدل الذي حدث مع بداية الإعلان عن العمل، وأكن الإحترام والتقدير لجميع الآراء وأصحابها. هناك أكثر من طريقة في لرواية قصة ما. الطريقة المستخدمة في العمل اعتمدت القالب الدرامي في إطار بوليسي تشويقي. هناك أنماط أخرى لرواية القصص منها الوثائقي "داكيومنتري" مثلاً أو الدراما التوثيقية "الدكيو-دراما" أو السيرة الذاتية، ولكل نمط منها طريقة مختلفة قد تبتعد عن الواقع أو تقترب منه نسبياً. ما أريد قوله أن على جمهور الدراما ألا يأخذ بحتمية ما يشاهد على أنه واقع، فعملنا كما قلت هو دراما مستوحاة من الواقع. الأهم من ذلك، هل العمل بحد ذاته يستحق المشاهدة أم لا؟ هذا ما يجب أن نسأله لأنفسنا
مهنياً، سأفكر ملياً قبل تكرار تجربة من هذا النوع، إذ لا أريد أن يتم حصري ضمن قالب درامي أو نمط محدد، فما زال لدي الكثير لأقدمه وأطمح أن أكون متجدداً و(منعشاً) للجمهور .
كيف كان التعامل مع مخرج أجنبي لأول مرة؟
ليست أول مرة أتعامل فيها مع مخرج أو فريق متعدد الجنسيات، فالفن لا جنسية له، وبالتالي الرهان دائماً على التفاني والإجادة. كولن تيج مخرج مهم وما صنعه يستحق المشاهدة، فقد صنع الفارق بأكثر من طريقة، وأذكر أنه كان أقلّنا حصولاً على الراحة، كما كان التواصل بيننا ممتازاً وبدا ذلك واضحاً في كل المشاهد المقنعة، باختصار: تفاني كولين كان ملهماً.
كيف تصف شعورك كونك بطل مسلسل يعد محور حديث جميع السعوديين في الفترة الحالية؟
أنا وباقي أبطال العمل سعداء بهذا النجاح والحمدلله. لم تكن التجربة سهلة علينا، وندرك تماماً أن الجمهور في السعودية صعب الإقناع ويريد أن يشاهد أعمالاً محلية تليق به. يمكن القول بأن العمل مؤشر جيد لما يمكن صنعه وإنجازه مستقبلاً مع امنياتي بمنح مساحة أكبر للصناّع السعوديين والإهتمام بمشاريعهم.
بعد نجاح رشاش، هل ستضع شروطا معينة في اختياراتك لأعمالك المقبلة؟ وهل ستفضل تقديم الاعمال ذات الحلقات القصيرة على المنصات أم ستواصل الاهتمام بالمنافسة بالاعمال الطويلة في موسم دراما رمضان؟
سأستمر بالمشاركة في ما يقنعني كالعادة. قد أميل أكثر للسينما والأعمال القصيرة ذات الجودة العالية لأنني مؤمن بأن ال٣٠ حلقة والطريقة التقليدية للدراما العربية وأعمال المواسم والنجم الأوحد لم تعد جاذبة للجمهور إطلاقاً. الرهان الآن على الأفكار المتجددة والقصص الخصبة والفريق الذي يعمل عليها.
أصبحت تفضل عدم البوح بتفاصيل حياتك الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هل تسببت لك تلك المنصات بمشكلات معينة؟
لا أجيد التعامل مع مواقع التواصل أولاً، أضف إلى ذلك كوني ممثلاً ودائم الظهور على الشاشات، لذا أفضل عدم الإكثار من الظهور على مواقع التواصل بلا سبب وجيه، وفي ذلك احترام كبير لنفسي وللجمهور وعلاقتي به. أنا فنان ولست أكثر من ذلك. قد أكون مستقبلاً أكثر تفاعلاً، لكن في الوقت الحالي أفضل الهدوء والإبتعاد والإلتقاء بالناس وجهاً لوجه وفي الشارع.
رسالة خاصة توجهها لمتابعي مسلسل رشاش من خلال مجلة "هي".
أقول لهم شكراً لمحبتهم الكبيرة وتقديرهم وأتمنى لهم متابعة ممتعة والقادم أجمل إن شاء الله.