رائدة الأعمال الإماراتية لطيفة بن حيدر لـ "هي": نحرص على توفير فرص استثمارية أكبر ونتابع دعم النساء بطرق مختلفة

حوار: "لينا نعيم"  Leena Naim

تصوير: عبدالله رمال

هي نموذج نسائي مختلف، حوّلت التحديات إلى محطات نجاح، وكسرت تلك الصوّر النمطية لقصص النجاح في عالم ريادة الأعمال. فمن قال إن نجاح المرأة مرتبط بسن معينة أو ظروف مواتية؟!

إنها لطيفة بن حيدر شابة إماراتية في العشرينيات شقّت طريقها في عالم ريادة الأعمال، ودخلت سوق العمل الرقمي في سن مبكرة، لتكسر الخوف والتردد النسائي في الاستثمار العقاري.

في هذا الحوار، تروي لنا لطيفة قصتها الملهمة، وكيف أنّ نصائح جدتها كانت بمثابة مصدر إلهامها.

رائدة الأعمال الإماراتية لطيفة بن حيدر

رائدة الأعمال الإماراتية لطيفة بن حيدر لـ  "هي" : نحرص على توفير فرص استثمارية أكبر ونتابع دعم النساء بطرق مختلفة

بصفتك رئيسة مؤسسة لمنصات رقمية لتثقيف وتمكين المرأة، حدثينا عن دراستك وبداياتك، ولماذا اخترت هذا المجال؟

اسمي لطيفة بن حيدر، رائدة أعمال اجتماعية، وشريك مؤسس في شركةمينتال هيلث آي إي، ومؤسس ومدير تنفيذي لشركةبَيتُكِ”. تخرجت مؤخرًا في ربيع 2020 من الجامعة الأمريكية في الشارقة، حيث تخصصت في إدارة الأعمال مع اختصاص فرعي في الإدارة المالية. أنا شغوفة باستخدام مهاراتي، وطموحة إلى تطوير وتحسين وخدمة المجتمع.

أعتبر جدتي بمنزلة مصدر إلهام لي. لقد وجّهتني نحو الاستثمار في العقارات إذ لطالما نصحتني بأن أوفّر النقود من أجل استبدالها بالذهب، ولاحقا في العقارات. خلال مسيرتي التنمويّة، قابلت الكثير من النساء المهتمات بالاستثمار في العقارات، ولكنهنّ يرين أن الاستثمار العقاري يحتاج إلى مبلغ ضخم من المال أو خبرة سابقة ومعرفة في الاستثمارات. وقد سبب ذلك لهنّ الخوف والتردد من الانضمام إلى الاستثمار العقاري.

وكانت هذه لحظة استلهام فكرة "بَيتُكِ". منصّة "بَيتُكِ" عبارة عن موقع يتيح للمرأة الإماراتية البدء في مجال الاستثمار العقاري بمبالغ صغيرة، حيث يمكن شراء جزء من عقار ابتداءً من 5 آلاف درهم.

 

كونك سيدة أعمال في أوائل العشرينيات، ما أهم التحديات التي واجهتك في البداية؟ وكيف تغلبتِ عليها؟

بداية، في بعض الأحيان كنت لا أؤخذ على محمل الجد بسبب صغر سنّي، فكان من الصعب عليّ العثور على الدعم أو التمويل. ثمّ كان من الصعب الوصول إلى المستثمرين. شعرت أيضا بالتحدّي عند الانتقال من مرحلة التعلّم في الجامعة إلى مرحلة التنفيذ مباشرة.

لكنّي أثبتّ نفسي من خلال المجهود الذي وضعته في عملي. كما دأبت على البحث والتحرّي عن الأفكار المتعلقة بالمشاريع قبل البدء في اتخاذ القرارات المهمّة. فكانت الأفعال أعلى صوتا من الأقوال. فالنّاس كان لا بدّ أن يروا بأمّ أعينهم بدلا من الاستماع للأقوال.

أيضا فوزي بثلاث مسابقات لروّاد الأعمال أعطاني المصادقة التي كنت بحاجة إليها كي أمول مشاريعي. وهو ما جعل المستثمرين يرحبّون بفكرتي ويثقون بي أكثر من قبل.

والشيء الذي ساعدني -ولا يزال يساعدني- في سد الفجوة التعليميّة هو إصراري وعدم استسلامي وشغفي نحو هذه الفكرة. وفهم وتقبّل أنه لا بدّ لي من الضغط على نفسي والعمل جاهدة خارج حدود راحتي دفعني لتخطّي التحديات. والمضي قدما. العمل بجهد مهم، ولكن الأهم هو العمل بذكاء.

 

تغلبت على الظروف الاستثنائية لـ2020، وانطلقت بمشروع "بَيتُكِ"، حدثينا عن هذا المشروع وإنجازاته.

أثناء فترة الحجر الإلزامي، وعندما كنت لا أزال في الفصل الدراسي الأخير من الجامعة، قررت أن أغتنم الفرصة وأستفيد من الحياة وهي تمر ببطء، بدأت في إجراء مزيد من البحوث حول هذه الفكرة، وكنت أعمل على تطوير خطة عمل لتحويلها إلى واقع. شاركت في عدة مسابقات لريادة الأعمال، وفزت فيها جميعا، وهذا أعطاني ما يكفي من المصادقات لتلقّي استثمار خاص والبدء في المشاريع.

 

ما هي منصّة "بَيتُكِ"؟

"بَيتُكِ" هي منصة تمكّن المرأة الإماراتية تنفيذ استثمارات صغيرة في العقاراتتهدف "بَيتُكِ" إلى تمكين وتثقيف ودعم المرأة الإماراتية من جميع الأعمار وفئات الدخل لتحقيق الازدهار المالي، بحيث يمكنهنّ بدء رحلتهنّ الاستثمارية ابتداء من 5 آلاف درهم.

 

كيف كان الإقبال وردود الأفعال من المواطنات؟

لقد قابلت الكثير من النساء أثناء البحث عن هذه الفكرة، كنت بحاجة إلى التحقق من صحة ما إذا كنت سأضيف قيمة إلى السوق المستهدف. وهذا بالضبط ما حصلت عليه، ردود فعل إيجابية ومصادقات. لقد أجريت مقابلات مع عدد لا يمكنني عدّه من النساء، ورحّب العديد منهنّ بهذه الفكرة. تم تشكيلبَيتُكِبعد الاستماع إلى مخاوفهنّ وأسباب ترددهن. وطورنا خدماتنا بعد فهم احتياجاتهن. وأدركت أن الطلب كبير على هذه الخدمة.

 

هل هناك خطوات محددة للتغلب على التردد والخوف من الانضمام إلى مجال الاستثمارات؟

الطريقة الوحيدة لمعرفة عاقبة الأمور هي عبر التجربة. التثقيف يفيد في فهم الوضع وأساسيات الاستثمار، وبذلك يعزز الثقة بالنفس عند وضع الأهداف، ولكن لا بد من المجازفة. وينطبق هذا على أبسط الأشياء أيضا كالمجازفة عند عبور الطريق على سبيل المثال. فنحن نعلم أن هناك خطرا، لكن ما زلنا نعزم على المجازفة بالحد المعقول.

وكما يقول "باولو كويلو" السفينة آمنة على الشاطئ، ولكنها ليست من أجل ذلك صنعت.

 

حوار مجلة "هي" مع رائدة الأعمال الإماراتية لطيفة بن حيدر

رائدة الأعمال الإماراتية لطيفة بن حيدر لـ  "هي" : كل إمرأة تعمل جاهدة لتحقيق أحلامها أراها ملهمة
 

أنت أيضا شريكة مؤسسة في منصة Mental Health AE، ما هي فكرة هذه المنصة؟ والخدمات التي تقدمها؟

تضع منصة "منتال هيلث" خدمات الصحة النفسية والمعلومات في متناول الجميع، لنشر الوعي في دولة الامارات، والتقليل من الضرر النفسي، وإنهاء تردد الناس حيال لجوئهم للعلاج النفسي.

تتكون خدماتنا من ثلاثة عناصر:

 المعرفة: نستخدم موقعنا الإلكتروني وإنستغرام لتقديم المعلومات وإتاحة المصادر لكافة أفراد المجتمع.

 المشاركة: نحن نعمل مع مختلف الجامعات في الدولة للدعم ونشر التوعية، وعمل اللقاءات الأسبوعية التي تكون مفتوحة لعامة الجمهور.

 الدعم: نعمل على توفير اختصاصيين نفسيين ومستشارين ومعالجين في منصتنا بتكلفة رمزية.

 

المريض النفسي في مجتمعاتنا هو ضحية نظرة المجتمع. هل لا نزال في مرحلة تجاهل الأمراض النفسية أم أصبح هناك أشخاص لديهم الوعي الكافي لإدراك أنهم مرضى ويحتاجون إلى علاج؟

1 من 4 أشخاص يعاني من مرض نفسي، و 66 في المئة من هؤلاء الأشخاص لن يلجؤوا لطلب مساعدة من متخصص.

ساعدت جائحة كورونا الناس على التعبير عن مشاعرهم ومصاعبهم التي يمرون بها خلال فترة الحجر، حيث كان الكثير منهم يتجاهلون معاناتهم، ويخفون ما يشعرون به تحت مسمى ضغط العمل والحياة الروتينية والتجمعات. إلا أنه كان من اللازم الجلوس مع النفس في فترة الحجر، فكان هناك الكثير من التوعية فيما يخص الصحة النفسية التي قدمها الأفراد والتي هي متاحة للجميع ولكافة الأعمار، حيث شارك البعض تجاربهم في إحدى المشكلات النفسية التي واجهوها مسبقا، وكيفية معالجتها، وهنا التفت الناس إلى أن الشخص الذي يعاني من اضطرابات ومشكلات نفسية ليس بمجنون، بل هو شخص يحتاج إلى المساعدة. والمساعدة الآن متوفرة، وليس هناك عيب في تلقيها. فالمشكلات النفسية أشبه بالمشكلات البدنية، عندما يتعرض شخص ما لإصابة، فإنه يذهب للطبيب لمعالجتها وإعطائه الدواء اللازم، وهذا أيضا ينطبق على صحتك النفسية.

 

ما أهم النصائح للمحافظة على السلامة النفسية؟

 تثقيف الذات لزيادة الوعي والتقليل من الضرر النفسي.

 طلب المساعدة والدعم من شخص تثق به أو من مختص.

يساعدنا الوعي الذاتي على معرفة حالتنا النفسية، ومحاولتنا للتعرف إلى أفكارنا وما نشعر به هي الخطوة الأولى في تقبل وفهم الذات، فذلك يساعدنا على استيعاب هذه الأفكار وتحسينها والاستعاضة عنها بأخرى إيجابية.

كما أن الوثوق بالعلاج والوثوق بالطبيب أمران مهمّان، في بعض الأحيان يمكن للشخص الذهاب إلى عدة أطباء قبل أن يجد الطبيب المناسب.

 

 برأيك، ما المهارات الأساسية التي تحتاج إليها السيدة لتحقيق النجاح؟

برأيي، ما يسمّى بالمهارات المخصصة ليست مطلوبة للسيدة فقط، بل هي مطلوبة لجميع من يبحث عن النجاح بشكل عام. لا بّد من التحلّي بمهارة حل المشكلات، والتفكير النقدي، والتعاون مع الآخرين.

 

من السيدة التي تعتبرينها مثلك الأعلى؟ ولماذا؟

ليس لدي مثل أعلى يتمثل في شخص معين، لأنه تعجبني بعض الخصال في الأشخاص الآخرين، وأحب أن أتعلم منهم. هنالك العديد ممن يلهمونني، ولكن لا أحتذي بشخص محدد.

كل إمرأة تعمل جاهدة لتحقيق أحلامها أراها ملهمة، فلكل شخص إنجازاته الفريدة والمميزة التي تستحق التعلم منها.

 

ما مشاريعك المستقبلية؟

في هذه الفترة، أسعى إلى توسيع أعمالي وتعزيز نجاحها. سأحرص على توفير فرص استثمارية أكبر، وسأتابع دعم النساء بطرق مختلفة. سأواصل العمل بجهد على تطوير نفسي أولا، ثم مجتمعي بكل ما أستطيع من خطط وأهداف مدروسة