LA QUETE DU TEMPS - MECANIQUE D'ART  تحفة تجمع بين عالم الساعات والحرف الفنية وعالم الفلك (2)

ڤاشرون كونستنتان تكشف غداً في اللوفر، بمناسبة ذكرى تأسيسها الـ270، عن تحفة ميكانيكية تجمع الزمن بعلم الفلك والفنون

سهى حامد
16 سبتمبر 2025

يشهد متحف اللوفر في باريس، في 17 من سبتمبر، لحظة استثنائية مع الكشف عن تحفة  LA QUÊTE DU TEMPS - MÉCANIQUE D'ART أو "البحث عن الزمن"، التي طورتها دار "ڤاشرون كونستنتان" VACHERON CONSTANTIN على مدى سبع سنوات. ويأتي هذا الحدث في إطار احتفالات الدار بذكرى تأسيسها الـ270، حيث تقدم عملا فنيا يجمع بين صناعة الساعات والفلك والفنون الحرفية في ابتكار فريد من نوعه. وسيكون هذا العمل القطعة المحورية في معرض MÉCANIQUES D'ART الذي يستمر حتى 12 نوفمبر  2025.

متحف اللوفر
متحف اللوفر

آلية ذاتية التشغيل تدل على الوقت

يظهر في أعلى هذه التحفة الفنية مجسد لإنسان نتخيله عالم فلك، مصنوع من البرونز المطلي بالذهب عيار 18 قيراط ومرصع بالماس. ويعمل المجسد بآلية ذاتية التشغيل أي "أوتوماتون" يتحرك ليؤدي وظائف تدل على معلومات مختلفة عن الوقت. ويقف هذا المجسد تحت قبة زجاجية مرسوم عليها مشهد النجوم والأبراج كما ظهرت فوق جنيف يوم تأسيس الدار عام 1755. يبلغ ارتفاع هذا المجسم ذاتي التشغيل حول 28 سنتيمترا، وتتحرك أطرافه بحركات دقيقة وانسيابية.

ملصق معرض MECANIQUES D'ART  في اللوفر الذي سيفتتح في 17 سبتمبر
ملصق معرض MECANIQUES D'ART  في اللوفر الذي سيفتتح في 17 سبتمبر

يؤدي الأوتوماتون 144 إيماءة مختلفة بفضل نظام معقد يضم 158 كامة وذاكرة ميكانيكية تنقل المعلومات الزمنية من الساعة إلى حركاته. فتجسد كل حركة لحظة زمنية: رفع الذراع للإشارة إلى القمر، توجيه البصر نحو النجوم، أو رسم مسار الساعات والدقائق على الأقواس المعلقة تحت القبة. وقد رتبت الأرقام على الأقواس بشكل غير تقليدي، مما يمنح كل إيماءة فرادة خاصة.

ولتجربة غامرة الحواس، صممت آلية موسيقية متكاملة، ابتكرها "فرانسوا جونو"، تصدر نغمات فريدة ترافق الحركات. وقد ألف الفنان "وودكيد" WOODKID ثلاث مقطوعات موسيقية خصيصا لهذه المناسبة. فتحولت كل دورة للأوتوماتون إلى عرض فني يجمع الصوت والحركة والرمزية الفلكية.

LA QUETE DU TEMPS - MECANIQUE D'ART  تحفة تجمع بين عالم الساعات والحرف الفنية وعالم الفلك (2)
LA QUETE DU TEMPS - MECANIQUE D'ART  تحفة تجمع بين عالم الساعات والحرف الفنية وعالم الفلك

كما يضم هذا الابتكار 23 تعقيدا ساعاتيا، يشمل التقويم الدائم، ومؤشر الشروق والغروب، والطور القمر ثلاثي الأبعاد بدقة 110 سنوات، إضافة إلى توربيون ضخم يحسّن دقة قياس الوقت. وقد دخل في تركيب هذه التحفة الفنية نحو 6293 مكون ميكانيكي، وتقديم 15 طلب براءة اختراع بين ميكانيكا الساعة والابتكارات الخاصة بالأتوماتون.

خطوات صناعة الساعات
خطوات صناعة الساعات

بين التراث والابتكار

ارتبط اسم "ڤاشرون كونستنتان" VACHERON CONSTANTIN، منذ عام 1755، بالسعي الحثيث للتميز. وفي هذا المشروع، جمعت الدار بين خبرة صانعي الساعات وإبداع الفنانين والحرفيين ودقة علماء الفلك. فجاءت النتيجة تحفة فنية بين الشفافية والخفة بفضل الكريستال الصخري واللازورد، وتزدان بتفاصيل من الذهب والألماس والنقش باليد على الزجاج.

ابداع من توقيع VACHERON CONSTANTIN
جزء من التحفة التي تجمع بين عالم الساعات والحرف الفنية وعالم الفلك -LA QUETE DU TEMPS - MECANIQUE D'ART

وقد ساهم في هذا الإنجاز نخبة من الشركاء البارزين، من بينهم "فرانسو جونو" الذي يعد من أهم صانعي الأتوماتون في العالم، ودار "ليبيه" L'EPÉE 1839 المتخصصة في انتاج ساعات الطاولة الميكانيكية، إضافة إلى فلكيي مرصد جنيف الذين ضمنوا دقة المشهد الفلكي المعروض في تحفة  LA QUÊTE DU TEMPS - MÉCANIQUE D'ART.

وترى "ڤاشرون كونستنتان" VACHERON CONSTANTIN أن الابتكار لا ينفصل عن المعنى. في LA QUÊTE DU TEMPS يرمز الرقم 8 إلى اللانهاية وعدد الكواكب، ويتكرر في القاعدة الثمانية الأضلاع والنجمة التي يقف عليها الأتوماتون. أما الحركات الراقصة للمجسد فتمثل استعارة عن رحلة الإنسان الأبدية لفهم الكون والزمن.

المتحف التاريخي Musee du Louvre
المتحف العريق Musee du Louvre

أعرق متحف يحتضن أحدث تحفة فنية

يعكس الكشف عن LA QUÊTE DU TEMPS - MÉCANIQUE D'ART في متحف اللوفر الإنسجام بين الماضي والحاضر. فيضع معرض MÉCANIQUES D'ART هذه التحفة إلى جانب قطع تاريخية من المجموعة الدائمة، مثل ساعة CRÉATION DU MONDE، التي أهديت إلى الملك "لويس الخامس عشر، عام 1754، وأتوماتون على شكل طاووس من القرن العاشر، وساعات فلكية أوروبية من القرن السادس عشر  والسابع عشر. يبرز هذا الحوار بين القطع كيف تستمر الإنسانية في ابتكار آلات تجسّد الزمن وتحوّله إلى تجربة جمالية.

ويعد الكشف عن LA QUÊTE DU TEMPS - MÉCANIQUE D'ART محطة مفصلية في الشراكة الممتدة بين دار "ڤاشرون كونستنتان" VACHERON CONSTANTIN ومتحف اللوفر، والتي انطلقت قبل عدة سنوات، وتمثلت في دعم الدار لمشاريع ترميم كبرى مثل ساعة CRÉATION DU MONDE التي رممت عام 2016 بفضل مساهمتها. وقد بدأت الشراكة الرسمية عام 2019 وتضمنت مشاريع مشتركة مثل التعاون في المعارض ومزادات خيرية لصالح المتحف. وتعد هذه التحفة الجديدة أبرز انجاز في هذه الشراكة حتى الآن، فهي تتجاوز التعاون للحفاظ على الإرث لتقدم ابتكارا جديدا يعرض داخل أروقة المتحف في خطوة غير مسبوقة في تاريخ هذه الشراكة.

ساعة اليد

العمل على ساعة الطاولة LA QUÊTE DU TEMPS - MÉCANIQUE D'ART ألهم مصممي الدار وخبرائها أن يصنعوا ساعة يد محدودة الإصدار وبالغة التعقيد تحمل اسم  MÉTIERS D'ART TRIBUTE TO THE QUEST OF TIME. تطلب تطوير هذه الساعة ثلاث سنوات من العمل الدؤوب وجاءت في إصدار محدود يقتصر على عشرين قطعة فقط.

ساعة Metiers d’Art Copernicus Celestial Spheres عام 2017
ساعة Metiers d’Art Copernicus Celestial Spheres عام 2017

تضم هذه الساعة الثنائية الوجه حركة يدوية التعبئة جديدة هي CALIBRE 3670، مكونة من 512 جزءا وأربع براءات اختراع. تظهر على الوجه الأول شخصية شبيه بالمجسم الذي نراه في ساعة الطاولة، ترفع ذراعيها لتعرض الوقت بنظام ارتجاعي مزدوج يدل على الساعات والدقائق. يحيط به رسم سماء جنيف كما بدت ليلة 17 سبتمبر 1755، مع الكوكبات والنجوم المرئية آنذاك.  

ساعة Esprit des Cabinotiers عام 2005
ساعة Esprit des Cabinotiers عام 2005

ويضيف الطور القمري ثلاي الأبعاد بعدا تقنيا مذهلا، إذ يمكنه العمل بدقة تصل إلى 110 سنوات دون تصحيح. كما يضم مؤشر احتياطي طاقة ارتجاعي مزدوج. بينما يكشف الوجه الثاني للساعة عن خريطة سماوية دقيقة تعرض الكوكبات في الزمن الحقيقي مع احتساب "اليوم النجمي" الذي يختلف عن اليوم الشمسي بأربع دقائق تقريبا.

وتقدم  "ڤاشرون كونستنتان" VACHERON CONSTANTIN، بهذا التصميم، ساعة يد تتجاوز حدود الوظيفة العملية لتصبح عملا فنيا مصغرا يجسد الفلسفة نفسها التي تقف خلف ساعة الطاولة LA QUÊTE DU TEMPS - MÉCANIQUE D'ART.