
طوني ورد في الحلقة الثانية من Designer Takeover: القطار سريع في عالم الموضة إمّا أن نخوض اللعبة أو نتكسّر
رحلة شقّت طريقها بالإصرار من قلب بيروت المحاطة بالتحديات، إلى قمم الإبداع في عواصم الموضة العالمية. إنها قصة شغف لا ينتهي، بطلها المصمم طوني ورد. نفتح اليوم صفحة جديدة من الفخامة اللبنانية العالمية، مستعرضين محطات هذه المسيرة عبر سلسلة حلقاتDesigner Takeover.
في الحلقة الأولى، يغوص طوني ورد في أعماق مسيرته المليئة بالتحديات، مُعترفاً: "كنت أخشى التعلق بالمشغل كلما زرت والدي، لكنني علقت في النهاية".
يكشف ورد أنَّ والده أرسله إلى حلب وهو في سن الثامنة عشرة هرباً من الحرب. هناك، قادته الصدفة إلى التعرّف على ابنة السفير الفرنسي التي شجعته للحصول على تأشيرة لزيارة فرنسا، فهذا ما حصل، كما قرر الاستقرار والاعتماد على نفسه. وقال "عملت في وظائف عدة، من حارس شخصي إلى عامل طلاء جدران وموزع بطاقات في المترو".
نقطة التحوّل كانت في باريس عندما حصل على فرصة عمل في دار Lanvin العريقة، حيث بدأ كعامل مستودع يرتب الصناديق ويعدّ ربطات العنق. بفضل فطنة مهنية لافتة، شهدت مبيعاته ارتفاعاً ضخماً بعد صفقة مع صحافي أميركي شهير. انتقل بعدها إلى قسم المبيعات لمدة ستة أشهر قبل أن ينتقل إلى الأتوليه. ويختصر تلك الفترة بقوله: "كنت أقوم بكل شيء ولا شيء في الوقت نفسه، لأنني كنت أبني مستقبل مهنة طوني ورد".
وتابع "عدت إلى لبنان، في وقت كان فيه والدي قد توقّف عن العمل بسبب الحرب، حينها أعدنا ترتيب المشغل وأصلحناه وأعددت أول مجموعة أزياء لي عام 1995 وقد حققت نجاحًا كبيرًا، وبعد عشر سنوات توسّعنا إلى روما، ومن ثم عدت إلى باريس وافتتحت صالة عرض قرب دار Lanvin".
يتوقف ورد بتأثر عند ذكريات والده، مُعتبراً وجوده "بركة حقيقية". وعلى الرغم من وفاته قبل عامين، إلا أن حضوره ما زال يملأ المشغل: "كرسيه وماكينته ما زالت موجودة". وفي لقطة مؤثرة، يروي ورد كيف أن والده، الذي أصيب بالألزهايمر وفقد ذاكرته تجاه أبنائه، "ظل يتذكر الأقمشة والمشغل... لأن الخياطة كانت حياته."
في الحلقة الثانية، يشرح طوني ورد فلسفته في التصميم ويقول "في عالم الموضة القطار سريع… إمّا أن تخوضي اللعبة أو تتكسّري."
يسعى المصمم اللبناني العالمي إلى ابتكار قطع خالدة تحمل هوية واضحة، مع الالتزام بالاستدامة عبر استخدام 10% إلى 15% من القطع المعاد تدويرها في كل مجموعة. بالنسبة لطوني ورد، الهندسة والطبيعة يكمّلان بعضهما البعض مثل النفس والروح. وشدد على أهمية أن تكون التصاميم التي تحمل توقيعه خالدة، لا أن نصنع فنًا زائلاً، وقال "الفن يجب أن يكون له أثر طويل، كما أن كل تصميم يعكس شغفه وإبداعه ليترك بصمة خاصة، سواء كان فستان زفاف يُعاد صنعه عشرات المرات أو قطعة ترتديها نجمة بعد سنوات."
وإذ أكد أنه يعمل على تجديد نفسه، شدد على أهمية الحفاظ على الهوية الخاصة به، وتابع "توجهي هو أن أكون منفتحًا على التقنيات الجديدة من دون الوقوع في فخ التصاميم التي لا تُرتدى، لأن همي الدائم هو زبونتي التي هي أساس الشركة ولا أستطيع أن أكون مصممًا للجميع بل لامرأة محددة وهي متطلّبة جدًا وتحتاج إلى كل اهتمامي، وأنا أسعى دائمًا لتقديم شيء جديد".