‏11 يناير.. ذكرى العيد الوطني الأقدم في تاريخ المغرب

يحتفل اليوم الشعب المغربي، بذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944، ويشكل هذا الحدث نقطة تحول هامة في ملحمة الكفاح الوطني، من أجل الحصول على الحرية والاستقلال عن الاستعمار الفرنسي وتحقيق السيادة الوطنية.

وعلى الرغم من إنه يعتبر من أقدم الأعياد القومية في المملكة المغربية، إلا إنه لم يصدر قرار بأن يوم 11 يناير من كل عام عطلة رسمية، إلا بعد 44 عاما تخليدا لذكرى تقديم وثيقة الاستقلال للسلطات الفرنسية في التاريخ نفسه سنة 1944 .

وبالنظر إلى أن قائمة الأعياد الوطنية التي تحتفل بها المملكة المغربية والتي تعود إلى فترة الاستقلال، فإن 11 يناير هو العيد القومي الوحيد الذي يعود تاريخه إلى ما قبل استقلال البلاد.

متى أصبح 11 يناير عطلة في المملكة المغربية؟

في يوم 9 يناير 1988، تم إصدار مرسوم وزاري يحمل توقيع عز الدين العراقي، لجعل 11 يناير عطلة رسمية تخلد ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال.

ما هي وثيقة المطالبة بالاستقلال المغربية ؟

شكل يوم 11 يناير 1944 إحدى المحطات الرئيسية في تاريخ الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي برعاية الملك محمد الخامس، من أجل الحرية والحصول على الاستقلال، إذ تم تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال إلى سلطات الحماية الفرنسية وتسليم نسخ منها إلى المقيم العام غابرييل بيو وإلى القنصلين العامين لبريطانيا العظمى والولايات المتحدة وإلى الجنرال ديغول وسفير الاتحاد السوفيتي بالجزائر الفرنسية.

تاريخ الاستقلال

 وقف المغرب عبر تاريخه العريق بعزم وإصرار في مواجهة الاستعمار، الذي قسم البلاد إلى مناطق نفوذ توزعت بين الحماية الفرنسية بوسط المغرب، والحماية الإسبانية بالشمال، فيما خضعت منطقة طنجة لنظام دولي لتفتيت وتقسيم الوطن، مما جعل مهمة التحرير الوطني صعبة.

فمن الانتفاضات الشعبية إلى خوض المعارك إلى مراحل النضال السياسي، وتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944 والتي تضمنت عددا من المطالب السياسية والتي تتعلق بالسياسة العامة للبلاد، منها المطالبة باستقلال المغرب تحت قيادة ملك البلاد الشرعي محمد بن يوسف.

وكان رد سلطات الحماية الفرنسية على هذه المبادرة الوطنية عنيفا بشن حملة اعتقالات بعد أيام من تقديم الوثيقة، وإلقاء القبض على أغلب الموقعين عليها والذي بلغ عددهم 66 شخصا.

وفي عام 1947 تم تعزيز موقف الحركة الوطنية بعد الخطاب التاريخي الذي ألقاه الملك محمد الخامس بطنجة، والذي أكد على أن المطالبة بالاستقلال اتخذت صبغة رسمية وأنه لا تراجع عنها، وقاد وقوف جلالته إلى جانب المقاومة وانخراطه فيها، إلى عزله عن العرش ونفيه إلى جزيرة مدغشقر في عام 1953.

وعلى آثر ذلك اندلاعت تظاهرات سميت بـ "ثورة الملك والشعب" والتي عمت المدن المغربية وعجلت بالاستقلال، وأمام تصاعد حدة المقاومة، اضطرت فرنسا إلى إرجاع السلطان الشرعي إلى بلده في عام 1955، ليعلن عن نهاية العهد الاستعماري وبداية استقلال المغرب، والذي أعلن بشكل رسمي في 2 مارس 1956.