الشيخة حصة سعد العبدالله الصباح لـ"هي": والدي كان صوت الحكمة ووالدتي علمتني العطاء

الكويت: خاص بـ"هي"
 
بإرادتها القوية وعقليتها المتقدة بالأفكار الخلاقة نجحت رئيسة اتحاد سيدات الأعمال العربيات والإفريقيات الشيخة حصة سعد العبد الله السالم الصباح كريمة الأمير الرابع عشر لدولة الكويت في ترك العديد من البصمات، وتحقيق كم كبير من الإنجازات في مجالات عملية وإنسانية متنوعة، لكنها تعتبر تأسيسها لاتحاد سيدات الأعمال الخليجيات والعربيات الأهم على الإطلاق في تاريخها المهني، وهي تقدر وتفتخر بكل الجوائز والتكريمات التي حصدتها خصوصا ما يتعلق منها بدعم قضايا المرأة، لكنها تفتخر أكثر بحصولها على جائزة جوسي للسلام من قبل Gusi Peace Prize في العاصمة الفلبينية مانيلا في نوفمبر 2012 لجهودها في رعاية المرأة العربية في الشرق الأوسط، وهي من الجوائز التي تعادل في قيمتها المعنوية جائزة نوبل، كما أسعدها أخيرا اختيارها سفيرة للنوايا الحسنة في منطقة الخليج العربي للمنظمة العالمية لصاحبات الأعمال والمهن عام 2013.
 
• ارتبط اسمك بمجلس سيدات الأعمال العرب الذي ترأسينه، بماذا تخبرينا عن قصة تأسيسك لهذا الكيان المميز؟ ومراحل ورحلة تأسيسه؟ والصعوبات التي واجهتك فيها؟
- فكرة مجلس سيدات الأعمال العرب نشأت عام 1999 في القاهرة، عندما كنت أحضر اجتماعا لمجموعة كبيرة من سيدات الأعمال من مختلف الدول العربية، ووقتها كانت تونس الدولة العربية الوحيدة التي أسست سيدات الأعمال فيها جمعية خاصة بهن تتبع غرفة التجارة والصناعة، وقد أعجبت كثيرا بفكرة وجود كيان أو هيئة تجمع كل صاحبات الأعمال من الدولة الواحدة، وتتيح لهن إمكانية تبادل الخبرات والمعرفة، وعدت إلى الكويت، وشرعت في تأسيس جمعية لسيدات الأعمال فيها كانت الجمعية الأولى من نوعها على مستوى الخليج، ثم عدت إلى القاهرة في اجتماع آخر لسيدات الأعمال في شهر سبتمبر من العام نفسه، وطرحت فكرة إنشاء اتحاد لسيدات الأعمال يجمع كل الدول العربية، وحظيت الفكرة بالقبول، وتم تبنيها من قبل جامعة الدول العربية، وأجريت فيها انتخابات اخترت فيها كرئيسة لمجلس إدارة الاتحاد، ومازلت أشغل هذا المنصب إلى الآن، أي على مدى 14 عاما.
 
من أبرز وأهم المعوقات التي واجهتها في رحلة التأسيس للمجلس صعوبة الوصول إلى كل النساء العربيات، وتحديدا صاحبات وسيدات الأعمال منهن في مختلف المناطق، وقد حرصت منذ سنوات التأسيس الأولى للمجلس على زيارة كل الدول التي تتاح لي زيارتها الخليجية والعربية، وكنت أوصي وبشدة سيدات الأعمال الرائدات فيها بتأسيس جمعيات تجمعهن، بغية الانضمام إلى مجلس سيدات الأعمال العربيات، وبالفعل انطلقت فكرة المجلس من الكويت، وانتشرت في دول مجلس التعاون الخليجي، ثم إلى مصر والسودان، والآن المجلس موجود وممثل في 19 دولة، وتتخلف عنه دولتان فقط، هما موريتانيا وجزر القمر، كما أسهم إنشاء موقع إلكتروني لاتحاد سيدات الأعمال العربيات في الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من النساء، ورويدا رويدا نجحنا في خلق روابط واتصالات قوية بين سيدات وصاحبات الأعمال في المنطقة العربية والقارة الإفريقية والشرق الأوسط أيضا، وأسست اتحادا لسيدات الأعمال العربيات والإفريقيات، وهو ينبثق عن اتحاد سيدات الأعمال العربيات، وحصل الاتحاد على اعترافات دولية من عدد كبير من المنظمات والجهات العالمية الوثيقة الصلة به، ونعمل الآن على ضم الاتحاد لمنظمة الأمم المتحدة، وستتم هذه الخطوة بشكل نهائي بإذن الله تعالى في عام 2014 الجاري.
 
وقد نظمنا من خلال اتحاد مجلس سيدات الأعمال العربيات العديد من الفعاليات، كان أهمها إقامة ثلاثة مؤتمرات كبيرة بمستوى دولي، كان أولها مؤتمر عن المرأة الطموح في دولة الإمارات العربية المتحدة كان تحت رعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك، وثانيها مؤتمر عن المرأة في جمهورية مصر العربية، وكان تحت رعاية السيدة الأولى آنذاك سوزان مبارك، وشكل حضور الأمير الوليد بن طلال فيه دعما كبيرا لمجلس سيدات الأعمال العربيات، أما المؤتمر الثالث الأخير، فكان في عام 2007 بمملكة البحرين تحت رعاية الأمير ورئيس مجلس الوزراء الشيخ خليفة والأميرة سبيكة حرم الملك، وكان موضوعه عن المبدعات العربيات، وتم اختيار خمس نساء مبدعات من كل دولة خليجية وعربية وإفريقية شاركت في المؤتمر، وركزنا على تجارب الفائزات، وقامت الأميرة سبيكة حرم ملك البحرين بدعمهن ورعايتهن ماديا ومعنويا، كما أحدث هذا المؤتمر نقلة نوعية في نظرة المجتمعات الغربية للمرأة العربية والخليجية في عالم المال والأعمال وغيّر تماما الأفكار السلبية السائدة عن كونها امرأة لا تعمل، وتعتمد على غيرها، خصوصا بعد أن اطلعت سيدات الأعمال الأجنبيات على أنشطة الاتحاد، وأبهرهم حرصي على العمل والمشاركة رغم انتمائي للأسرة الحاكمة في الكويت، وكذلك الشيخة هند التي كانت تشغل منصب وكيلة وزارة الشؤون في مملكة البحرين. 
 
• وما طبيعة ونوعية الخدمات التي يقدمها اتحاد سيدات الأعمال العربيات للعضوات فيه؟
- سيدة الأعمال العضوة في اتحاد سيدات الأعمال العربيات تستفيد من انتمائها لهذا بصور وأمور عدة، فالمجلس له صوت مسموع مع العديد من الجهات الحكومية في مختلف الدول العربية والخليجية، وتوصياته التي تقدم أغلبيتها للجهات المعنية بشؤون التجارة والأعمال والمال، وخصوصا اتحادات سيدات الأعمال في الغرف التجارية والصناعية مسموعة ويعتد به.
 
وفضلا عما سبق يحيط الاتحاد عضواته علما أولا بأول بأهم المؤتمرات والفعاليات التجارية والمالية والعالمية التي تهم المرأة وأماكن ومواعيد انعقادها، كما يتيح لعضواته حضورها والمشاركة فيها، وفي هذا السياق، سيشارك الاتحاد بعدد كبير من عضواته بمؤتمر سيعقد في منتصف عام 2014 في العاصمة الكينية أديس أبابا، لطرح فرص ومجالات الاستثمار المتاحة للمرأة سيدة الأعمال في القارة الإفريقية.
 
وبشكل عام تتجه أنشطة اتحاد سيدات الأعمال العربيات إلى التدويل، وأخذ مساحة أكبر على خريطة منظمات ومجالس المرأة العاملة في مجال المال والأعمال، من خلال التركيز على بناء شراكات ثنائية بين سيدات الأعمال العربيات من جهة، وسيدات الأعمال في الشرق الأقصى وأمريكا وأوروبا وإفريقيا من جهة أخرى .
 
• وماذا عن الخطط والمشاريع المستقبلية لاتحاد سيدات الأعمال العربيات؟
- نعكف حاليا على التحضير لمؤتمر كبير سيعقد في الكويت نهاية عام 2014 الجاري سنجمع من خلاله، سيدات الأعمال الخليجيات والعربيات والإفريقيات والأمريكيات عبر استضافة أكبر منظمتين عالميتين لسيدات الأعمال، وهما تضمان ممثلات وعضوات من 100 دولة حول العالم، وعمرهما 80 سنة، ونأمل أن يحظى هذا المؤتمر برعاية صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ليضاف إلى قائمة الأحداث العالمية والإقليمية الكبيرة التي تشرفت الكويت باستضافتها في العامين الأخيرين، ومنهم القمة العربية الإفريقية والقمة الاقتصادية العربية.
 
الحوار كاملا تجدونه في عدد مجلة "هي" رقم 241 لشهر مارس 2014.