"هي" تلتقي لبنى عز الدين المديرة التنفيذية لمؤسسة "مينتور" العربية

جدة –  منى سعود سراج
تصوير – رانيا برغوث
 
لبنى عز الدين أردنية وتحمل الجنسية اللبنانية، امرأة من طراز خاص، منغمسة بقضايا مجتمعها ومحيطها، وجدت ملاذها في مجال العمل التطوعي وفي مجال التنمية الاجتماعية، فانخرطت فيه بكل حب وإيمان، عملت في منظمة الأمم المتحدة ومستشارة لعدد من المنظمات الدولية الوطنية وأسست جمعية سند الخيرية ببلدها الثاني لبنان للعناية بالمرضى الذين يعانون من مرض عضال لا أمل بالشفاء منه وأسرهم، وأخيرا عينت المديرة التنفيذية لمؤسسة مينتور العربية، التي يرأس مجلس أمنائها الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز آل سعود.
  
"هي" التقت لبنى عز الدين لتحدثنا عن مسيرتها في مجال التنمية الاجتماعية، وتعيينها بمنصب المديرة التنفيذية لمؤسسة مينتور العربية، والتحديات التي تواجه عمل المؤسسة في العالم العربي.
 
•بداية كيف رشحت لبنى لهذا المنصب؟ 
حقيقة لم أرشح بالمعنى التقليدي، بل أعلن عن المنصب، وتقدمت له  كسائر المتقدمين، وبعد مقابلات عديدة تم اختياري وتعييني في منصب المديرة التنفيذية لمؤسسة مينتور العربية، التي يشرفني العمل فيها إلى جانب الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس أمناء المؤسسة، وأعضائها والفريق العامل، وكم أنا فخورة بالدور الوقائي والمجتمعي الذي تؤديه "مينتور" في العالم العربي للمحافظة على حياة الأطفال والشباب من خطر المخدرات بشكل علمي وممنهج.
 
•هلا عرفتنا إلى "مينتور"؟  
"مينتور" هي مؤسسة عالمية، رسالتها وقاية الأطفال والشباب حول العالم من المخدرات. تترأسها الملكة سيلفيا، ملكة السويد، وأعضاء مجلس الأمناء شخصيات رفيعة، مثل الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، والملكة نور الحسين، والسيد محمد الشايع، وغيرهم من الشخصيات المؤثرة في بلدانهم وفي العالم. ولها ثمانية مكاتب حول العالم في كل من السويد، ألمانيا، بريطانيا، أميركا، لاتفيا، كولومبيا وليتوانيا، و"مينتور العربية" جزء من هذه العائلة، وتغطي 22 دولة عربية. 
 
•ما نوع الوقاية التي تقومون بها؟
عمل المؤسسة يرتكز على ثلاثة أوجه، الأول كيف نحمي الأطفال والشباب في مجتمعاتنا العربية في المدارس والجامعات، وأيضا نهدف إلى العمل مع الفئة الأكثر تعرضا للخطر، مثل الأطفال والشباب اللاجئين، وأطفال الشوارع، والشباب والأطفال العاملين والمعرضين للنزاعات والحروب والتعنيف الأسري. أما المستوى الثاني، فهو تنمية الشباب وتمكينهم من المهارات الحياتية اللازمة من ثقة بالنفس، وقدرة على اتخاذ القرار، والتطلع إلى حاضرهم ومستقبلهم بدور فاعل، والتمتع بحرية التفكير والحوار والإبداع، وكل ما يتعلق بحقوقهم، لينموا و ينشؤوا في بيئة تفهمهم وتناصرهم. وأما المستوى الثالث، فهو خاص بالعالم العربي ككل، ويهتم بمعرفة الهموم المشتركة والمختلفة بين هذه البلدان، لمواجهة التحديات بشكل ملائم. ومن هذا المنظور تتطلع "مينتور" إلى تلبية الاحتياجات التي تختلف من بلد إلى آخر. وباكتمال هذه المستويات الثلاثة تجدين أن "مينتور" فرصة عظيمة للعمل وإحداث التغيير. 
 
•وهل لكم شراكات مع قطاعات مجتمعية أخرى؟ 
نعم، فـ"مينتور العربية" ترتكز على مبدأ الشراكة، ولنا شراكات مع القطاع الحكومي، مثل وزارتا الشباب والتنمية الاجتماعية وغيرهما، وكذلك القطاع التنموي الأهلي، حتى نضمن استمرارية المشروع وتوسيعه. وكمثال، نحن نعمل بشكل وثيق مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في المملكة العربية السعودية، التي تعمل بدقة وعلمية على جميع الصعد الاستراتيجية والعملية، ولنا شراكة كذلك مع جمعية رعاية الطفل في الرياض.
وضعنا استراتيجية لثلاث سنوات مقبلة، مقسمة على ثلاثة مستويات، الأول على مستوى السياسات، وذلك بدعم الدول لكي تبني استراتجيات وطنية للوقاية، والثاني على مستوى البحوث ونقل المعرفة، ودعم العمل البحثي والدراسات بشكل مكثف، لمعرفة الوضع الحالي للدول في العالم العربي بشكل دقيق، والأسباب التي تدفع الشباب لهذا الطريق، وكيف يحصلون على المخدرات؟ وما هي الأنواع؟ حتى نفهم جذور المشكلة. أما المستوى الثالث، فهو التدريب والتنفيذ من خلال مواد تدريبية وفقا لاحتياجات العالم العربي، وتتماشى مع عاداته وتقاليده، ويستهدف فئات مختلفة من الأساتذة والعاملين الاجتماعيين والأهل والطلاب. يتضمن ذلك التوعية الشبابية من خلال تدريب الأقران على العمل كمجموعات في التوعية، لأن نقل المعلومة من شاب إلى شاب يكون مفعولها أمضى وأسرع وأكثر تأثيرا.
 
•بحكم تعيينك مديرة تنفيذية، ورغم التحديات التي تواجهها المرأة العربية، أي دولة عربية بنظرك تعد نموذجا للمرأة الناجحة؟
المرأة العربية تمتلك إمكانات مهولة، فهي دائما تفكر وتشعر وتعمل بالطاقة نفسها وفي الوقت نفسه، وعلى اتجاهات عدة، تحسب وتزن الأمور بشكل دائم، وتجري عمليات حسابية مستمرة على الدوام للجميع، سواء تجاه أبنائها، أو زوجها أو عملها وأهلها، لذلك فهي دائما أمام تحديات، وعليها أن تكون جاهزة بالحلول والأجوبة للجميع. وبالنسبة للدولة المثالية تجاه قضية المرأة، حقيقة لا أعرف إن كان يوجد نموذج لتلك الدولة المثالية بالمعنى الكامل، فكل دولة خاضت أشواطا مختلفة، وكلها بدأت من مكان ما، ووصلت إلى مستوى خاص بها، كما أنني لا أجد فرقا بين سيدات الخليج وسيدات بلاد الشام، ففي أي مؤتمر أو لقاء أتعلم منهن، تعرفت إلى سيدات ولا أروع من المحيط إلى الخليج. وأنا فخورة بكل امرأة عربية تخوض حياتها رغم ما تتحمله من مصاعب وتحديات، فهن سيدات ملهمات يردن لأوطانهن التقدم الحقيقي وبناء مجتمع فاعل.