كيف تساهم المرأة في الصناعة التحويلية؟

كيف تساهم المرأة في الصناعة التحويلية؟

عبد الرحمن الحاج

لقد نفد الكثير من الحِبر على الورق لكتابة تقارير تؤكد على الحاجة الملحة لتحقيق تمثيل أكثر مساواة للمرأة في القوى العاملة، وخاصة في قطاع التصنيع.

كيف تساهم المرأة في الصناعة التحويلية؟

ما هي أهمية المرأة في الصناعات التحويلية
ما هي أهمية المرأة في الصناعات التحويلية

وبدايةً من جلب وجهات نظر متنوعة وأساليب مبتكرة في صنع القرار، إلى توفير التوازن للهيكل التنظيمي وتحسين الأداء المالي للأعمال، هناك بالتأكيد العديد من الفوائد لوجود المزيد من تمثيل المرأة في القوى العاملة.

وعلى مرّ التاريخ كانت الصناعة يهيمن عليها الذكور، بخلاف بعض التجارب، فعلى سبيل المثال شهدت الصناعة الهندية ارتفاعًا في عدد النساء اللائي يلعبن أدوارًا رئيسية في الصناعة على مدار السنوات القليلة الماضية، ولكن الفجوة لا تزال قائمة حتى اليوم..

ومع بذل العديد من الجهود لتشجيع المزيد من النساء على دخول مجال الصناعات التحويلية، هناك الكثير من المكاسب الناتجة عن مشاركتهن.

والخبر السار هو أنه مع التطور التكنولوجي المستمر الذي يقود الصناعة من المتوقع أن يستمر تمثيل المرأة في التصنيع في النمو.

وعلى وجه التحديد، وبعد تباطؤ كبير بسبب فيروس وكورونا وفترات الإغلاق العالمية، حان الوقت الآن للمصنعين لبذل جهود متضافرة لإدخال المزيد من النساء ضمن قوتهم العاملة في المصانع.

إفساح المجال للعاملات

إفساح المجال للعاملات
إفساح المجال للعاملات

ووفقا للدراسات، تشكل النساء بالكاد 12 في المائة في قطاع الصناعات التحويلية في بعض البلدان مثل الهند، وهي بالمناسبة من أكثر الدول التي تستخدم النساء في الصناعات التحويلية، لذلك، فإن جذب المواهب النسائية في التصنيع والاحتفاظ بها والنهوض بها هي الحاجة الملحة لنجاح الأعمال في مختلف القطاعات.

كيف ندمج  المرأة في الصناعة؟

كيف ندمج  المرأة في الصناعة؟
كيف ندمج  المرأة في الصناعة؟

وربما السؤال الذي يجب أن نطرحه هو كيف نحقق ذلك، أي كيف نُسح المجال للمرأة في الصناعة؟ والحقيقة أن الإجابة الواضحة على هذا السؤال تتمثل في إحداها في إعادة تشكيل الطريقة التي يفكر بها الناس بشأن الوظائف في التصنيع.

ويرجع ذلك إلى أن التصورات التي عفا عليها الزمن والتي غالبًا ما تكون خاطئة عن التصنيع كثيفة العمالة، أثرت على رغبات النساء في الانضمام إلى الصناعة.

والآن، يجب بذل جهود مكثفة من أجل خلق المزيد من الوعي والتعليم حول أنواع الوظائف في التصنيع، وتبديد الخرافات وعرض الفرص الهائلة في هذا القطاع لمساعدة النساء في الحصول على المؤهلات المناسبة، مما يمهد الطريق لمزيد من النساء للانضمام إلى الصناعة التحويلية.

وثانيًا، يمكن للمصنعين جذب المواهب النسائية من خلال خلق ثقافة متنوعة والتركيز على تقدمهم الوظيفي وتطوير القيادة الشاملة.

وبالنظر إلى التجارب السابقة، نجد أن العديد من الشركات نجحت في تطوير سياسات محددة تتعلق بالمرأة ودمجها في الصناعة، مثل إجازة الأمومة وساعات العمل المرنة والاستراتيجيات القوية التي تهدف إلى جذب النساء ذوات الأداء العالي في القوى العاملة لديها وبناء ثقافة شاملة في مكان العمل.

وعلى سبيل المثال، تحتل صناعة السيارات المرتبة الأولى في جذب واستبقاء العاملات بسياسات مواتية وخرائط طريق للتقدم الوظيفي.

ولذلك من الضروري أن تظهر نماذج الأدوار النسائية، اللاتي ارتقوا في الرتب، على جميع المستويات في قطاع الصناعة، وعلى صعيد متصل، يساعد التعرف على نجاحهم في جذب النساء الأخريات إلى التصنيع.

وعلى سبيل المثال، العديد من المهندسات في مختلف المجالات، لا يرشدن فقط، بل يشاركن أيضًا رحلاتهن المهنية مع الطلاب الطموحين، مما يخلق تصورًا مؤثرًا وإيجابيًا حول التصنيع.

ومن المهم للغاية تسليط الضوء على إنجازات النساء المنجزات في الصناعة التحويلية لإلهام الآخرين للانضمام إليهن وخلق مجتمع ناجح قادر على دمج السيدات في الوظائف المختلفة، وعدم النظر لهن كونهم نساء ضعيفات يصعب عليهن العمل في قطاع الصناعة.

وهناك مجال آخر لتحسين دور المرأة في هذا القطاع، وهو التركيز على استراتيجية محددة حول توظيف النساء، وعلى الرغم من أن العديد من الشركات لديها استراتيجية مواهب شاملة، إلا أنه من المحتمل أن يواجه المصنعون وقتًا عصيبًا في مواجهة ناقص تمثيل السيدات العاملات.

والأهم من ذلك، أن خلق الفرص للمهام الصعبة، وممارسات العمل المرنة، والأجور الجذابة هي أيضًا الجوانب الدافعة الرئيسية لتوظيف النساء في الصناعة التحويلية.

وأخيرًا وليس آخرًا، يجب على الحكومات أن تضع المزيد من السياسات التي تفيد العاملات وتشجع مشاركتهن النشطة في الصناعة التحويلية.

والبداية الجيدة هي صياغة سياسة التعليم الجديدة التي تركز على التدريب المهني كطريق لتوليد فرص العمل.

بالإضافة إلى ذلك، ينبغي وضع سياسات صارمة بشأن ضمان الشركات لسلامة وصحة موظفيها موضع التنفيذ ومراقبتها.

المرأة  في الصناعة التحويلية

المرأة  في الصناعة التحويلية
المرأة  في الصناعة التحويلية

اليوم، تمثل النساء أحد أكبر مجموعات المواهب غير المستغلة للمصنعين، وبالنظر إلى أن الصناعة التحويلية في حالة تجديد، فإن تشجيع النساء وتعليمهن وتمكينهن للانضمام إلى القوة العاملة سيكون أمرًا بالغ الأهمية لنجاح الصناعة في المستقبل.

وبوجه عام، زاد عدد النساء في وظائف التصنيع بشكل مطرد بين عامي 2010 و 2020، وبعد انخفاض خلال وباء فيروس كورونا المستجد، ارتفعت هذه الأرقام مرة أخرى، ولقد تغيرت طبيعة هذه الوظائف أيضًا، فقد انخفض العمل اليدوي والمزيد من التكنولوجيا والأتمتة.

ووفقا للسيدة أليسون جرياليس، مؤسسة ورئيسة جمعية التجارة النسائية في التصنيع، فإن النساء يسمعن الآن عن هذه الفرص العظيمة في التصنيع، ويسمعن أيضًا المزيد عن حقيقة أن الأجر قوي حقًا وتنافسي ورائع في التصنيع وأشياء مثل الزيادة في الأتمتة، مشيرة إلى أن تمثيل المرأة في التصنيع يرتفع في جميع المجالات، وفي جميع أنواع الوظائف المختلفة، لذا فإن نسبة مشاركة المرأة في القيادة في الوقت الحاضر تشكل حوالي 1 من كل 4 من قادة التصنيع، وكذلك، نوهت أن تمثيل المرأة ساهم في  زيادة أعداد في الإنتاج، وسيزيدها أكثر طالما بقيت عجلة التصنيع دائرة وطالما هناك اتجاه لتوظيف المزيد من النساء في الصناعات التحويلية.