مي كساب بعد عملية تكميم المعدة

عملية تكميم المعدة بين الأمل والمخاطر.. مي كساب تروي تجربتها

عبير عباس
23 سبتمبر 2025

مع تزايد الإقبال على عمليات تكميم المعدة كحلٍ سريع وفعّال للتخلص من السمنة، أصبح من الصعب تجاهل الجدل الدائر حولها. فالبعض يراها طوق نجاة وحلًا طبيًا يمنح صاحبه حياة جديدة، بينما يراها آخرون قرارًا جراحيًا قد يترك أثرًا دائمًا، يستدعي التفكير والتأني قبل الإقدام عليها. نحن هنا لا نُروج لها، ولا لنُحذّر منها؛ بل نستعرض التجربة بكل أبعادها، بين الإيجابيات والسلبيات، حتى تتمكني عزيزتي من اتخاذ قراركِ عن وعي.

تكميم المعدة عمليةٌ رائجة بين الفنانات بشكلٍ خاص؛ ومن بين النجمات اللاتي خضنَ هذه التجربة مؤخرًا، تصدرت الفنانة مي كساب حديث الجمهور ومواقع التواصل بعد تصريحاتها الجريئة عن العملية، والتي تزامنت مع دعمها الكبير لصديقتها الفنانة شيماء سيف في اتخاذ نفس الخطوة. حديث مي كساب لم يكن فقط عن الرشاقة، بل عن المسئولية والتغيير النفسي قبل الجسدي، وهو ما فتح بابًا واسعًا للحديث عن هذه الجراحة من زوايا جديدة قد لا يعرفها كثيرون.

مي كساب تتفهم مسئولية قرار الخضوع لتكميم المعدة

أجرت مي كساب عملية تكميم بعد تجارب فاشلة مع أنظمة الريجيم
أجرت مي كساب عملية تكميم بعد تجارب فاشلة مع أنظمة الريجيم

من بين أبرز النجمات اللاتي تحدثنَ عن تجربة تكميم المعدة بصراحة وصدق كانت الفنانة مي كساب، التي شاركت جمهورها تفاصيل دقيقة عن رحلتها، ليس فقط من باب التجميل أو الرغبة في الرشاقة، بل انطلاقًا من قناعة صحية ونفسية دفعتها لاتخاذ القرار بعد سنوات من محاولات غير مجدية مع أنظمة الرجيم المختلفة. فقد كانت تخسر بعض الوزن، ثم تعود لاكتسابه بسرعة، حتى أصيبت بوعكة صحية بسبب أدوية سد الشهية، مما جعلها تعيد النظر في كل شيء.

في لحظة حاسمة، قررت مي الخضوع لعملية التكميم، ورغم مرور وقت طويل عليها، فإنها ما زالت تتحدث عنها باعتبارها نقطة تحوّل حقيقية في حياتها؛ مؤكدة أن ما وصلت إليه من رشاقة ليس نتيجة سحرية، بل نتاج شعور عميق بالمسئولية تجاه جسدها. وعبّرت عن ذلك بقولها إنها "قطعت جزءًا من جسمها"، وبالتالي أصبحت أكثر وعيًا بطبيعة الطعام الذي تتناوله، فلا يتعدى حجم وجبتها قبضة اليد، لأنها ببساطة لم تعد تمتلك المعدة ذاتها.

تجربة مي كساب لم تكن مجرد خطوة صحية، بل تحوّلت إلى مصدر إلهام للكثيرات، خاصة بعد تصدرها التريند لفترة طويلة على مواقع التواصل بسبب تصريحاتها الصريحة، ودعمها الإنساني لصديقتها شيماء سيف التي خاضت التجربة نفسها لاحقًا. حديثها لم يخلُ من البعد النفسي، بل ركّزت على أن التغيير الجسدي يجب أن يصاحبه وعي مستمر للحفاظ على النتائج، وأن العملية وحدها ليست كافية إذا لم تليها قناعة كاملة بنمط حياة صحي ومتزن.

شيماء سيف تلجأ للتكميم جراء أزمة صحية

لجأت شيماء سيف للتكميم جرّاء أزمة صحية
لجأت شيماء سيف للتكميم جرّاء أزمة صحية

حديث مي كساب لم يكن فقط عن الرشاقة، بل عن المسئولية والتغيير النفسي قبل الجسدي، وهو ما شجّع كثيرين على إعادة التفكير في خطواتهم الصحية، ومن بينهم الفنانة شيماء سيف التي خاضت التجربة بدورها، بعد أن وجدت دعمًا كبيرًا من صديقتها مي.

فبعد معاناة صحية أثّرت في قدرتها على الحركة ووقوفها لفترات طويلة، وجدت شيماء نفسها أمام خيارين صعبين: إما الخضوع لجراحة مفصل، أو خسارة الوزن بشكل جذري. وهنا كان قرارها بالخضوع لعملية تكميم المعدة، رغم خوفها وترددها، ليبدأ معها فصل جديد في علاقتها بجسدها وصحتها. فوجئ الجمهور بنتيجة التحول لفنانتهم المفضلة، خاصةً وأن شيماء لطالما عُرفت بحبها للطعام، وبشكل خاص الحلويات. لكنها اختارت أن تتخلى عن هذه العادة، لتمنح نفسها فرصة حياة مختلفة، أكثر خفة ومرونة.

نجوم آخرون خاضوا تجربة التكميم

ديانا كرزون، حسين الجسمي، ومي فاروق من أبرز المشاهير الذين خضعوا لعملية التكميم لخسارة الوزن، وقدموا للجمهور تجاربهم مع هذه الخطوة، مؤكدين أنهم كسبوا حياتهم وصحتهم وعاشوا الحياة بشكل مختلف تمامًا بعدما فقدوا الوزن الزائد.

ما هي عملية تكميم المعدة؟

في السنه الأولى بعد التكميم تخسرين 70% من وزنك الزائد
في السنه الأولى بعد التكميم تخسرين 70% من وزنك الزائد

كشف الدكتور محمد مطر، استشاري جراحات السُمنة المفرطة والمناظير، في تصريحات خاصة لـ"هي" أن عملية تكميم المعدة أصبحت من أكثر جراحات السمنة انتشارًا؛كونها تهدف إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من زيادة مفرطة في الوزن. ويتم خلالها استئصال ما يقرب من 70% من حجم المعدة، مما يُقلَل بشكل كبير من كمية الطعام التي يمكن تناولها في كل وجبة.

أهمية التكميم لا تتوقف عند تقليل كمية الطعام، بل لها دور كبير في تقليل إفراز هرمون الجوع "الغريلين"، مما يؤدي إلى انخفاض الشهية تدريجيًا. وأوضح دكتور محمد أن العملية لا تستغرق أكثر من 45 إلى 90 دقيقة، وتُجرى عن طريق منظار من خلال 4 إلى 5 فتحات صغيرة في البطن، ويمكن للمريض مغادرة المستشفى بعد 48 ساعة والعودة لممارسة حياته الطبيعية.

لكن - وبحسب دكتور محمد مطر- فإن العملية لا تناسب جميع الأشخاص؛ فمرضى السمنة البسيطة، ومرضى ارتجاع المريء، والمصابون بأمراض مزمنة مثل القلب والفشل الكلوي قد لا يكونون مؤهلين طبيًا لإجرائها.

فوائد لا تتوقعيها بعد التكميم وخسارة الوزن

الخضوع لتكميم المعدة لا يعني فقط خسارة الوزن، بل يمنح الجسم فرصة للتحسن والتعافي من أمراضٍ مزمنة عدة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، الدهون الثلاثية، ومشاكل المفاصل.ويشرح دكتور محمد هذه النقطة بقوله :"هذه التغييرات تنعكس أيضًا على الحالة النفسية للمرضى، حيث تزداد الثقة بالنفس ويعود لديهم النشاط والرغبة في الحياة والمشاركة الاجتماعية."

ما هي المضاعفات المحتملة بعد جراحة تكميم المعدة؟

تطرق استشاري جراحات السُمنة المفرطة والمناظير أيضًا للحديث عن المضاعفات المحتملة للعملية؛مثل عودة الوزن إذا لم يتم الالتزام بنمط حياة صحي، ونقص الفيتامينات والمعادن نتيجة تقليل كميات الطعام، مما يتطلب تناول مكملات غذائية باستمرار. كما قد يعاني مرضى ارتجاع المريء من مضاعفاتٍ مثل الحرقان أو زيادة الارتجاع، وقد يحتاجون لأدوية طويلة المدى.

خلاصة القول؛تعتبر عملية تكميم المعدة من أشهر جراحات السمنة وأكثرها فاعلية، خاصة في الوطن العربي. وقد خاضها عدد من النجمات مثل مي كساب وشيماء سيف وشاركن تجاربهن بصراحة، لكن تبقى التجربة شخصية جدًا، ويجب التفكير فيها بعقلانية ومعرفة كل تفاصيلها قبل اتخاذ القرار.