نجمات قلنَ "لا" للجراحة.. إليكِ أسرارهن للوصول إلى القوام المثالي

في السنوات الأخيرة، بات طبيعيًا أن نسمع عن نجمات خضعنَ لعمليات تكميم أو نحت أو شفط دهون للوصول إلى قوام مثالي في وقت قياسي.
لكن وسط هذا الاتجاه العام، برزت مجموعة من النجمات فضّلن طريقًا آخر، أبطأ وأكثر صبرًا، لكنه أقل ضررًا وأكثر واقعية: فقدان الوزن من خلال الأنظمة الغذائية المتوازنة، والرياضة، وتغيير نمط الحياة.

ما يجعل هذه التجارب ملهمة أنها ليست فقط عن خسارة الوزن، بل تتمحور أيضًاحول استعادة الثقة بالنفس، والتحكم، والشعور بالرضا.وهي أمورٌتهمّ كل امرأة، خصوصًا من تسعى لتحقيق توازنٍ بين جسم صحي وجسدٍ يعكس طاقتها الداخلية.

في السطور التالية، نأخذكِ عزيزتي في جولة ضمن قصص نجمات شهيرات استطعن إنقاص وزنهن بشكل ملحوظ، دون أي تدخل جراحي… فقط بالحِمية والإصرار.

مي عز الدين: من اللقمة الصغيرة إلى النتيجة الكبيرة

دعينا نبدأ بقصة مي عز الدين، التي كانت في بداياتها تظهر بقوام ممتلئ بعض الشيء، خاصة في أعمال مثل  "رحلة حب"و"أين قلبي".

لكن لاحقًا، ظهرت مي برشاقة واضحة لفتت الانتباه، وأثارت تساؤلات حول الطريقة التي خسرت بها وزنها.

وبعيدًا عن التكهنات، كشفت مي أن السر وراء هذا التغيير هو "ريجيم اللقيمات"؛نظام غذائي بسيط من حيث الفكرة، لكنه يتطلب انضباطًا حقيقيًا. يعتمد على تناول ملعقتين من الطعام كل ساعتين، بما لا يزيد عن 18 لقمة يوميًا. والميزة في هذا النظام أنه لا يُرهق الجسم بحرمان، بل يعتمد على تكرار الأكل بكميات صغيرة، مما يُبقي الجسم في حالة حرق دائمة.كما يُشجّع في الابتعاد عن الوجبات السريعة، والتركيز على البروتينات مثل اللحوم والأسماك والبيض، إلى جانب البقوليات.

هل هو مناسب للجميع؟ ربما لا؛ لكنه بالتأكيد مناسب لمن تبحث عن نمط غذائي بسيط ومنظم، ويمنح نتائج مستمرة على المدى الطويل.

سمية الخشاب: الصيام المتقطع... والتعافي بعد الكورتيزون

أما الفنانة سمية الخشاب، فكانت تجربتها أكثر تعقيدًا بعض الشيء.

فهي لم تكتسب الوزن بسبب نمط حياة غير صحي، بل نتيجة استخدام الكورتيزون خلال فترة مرض، وهو ما تمر به كثير من النساء، ما يجعل فقدان الوزن تحديًا حقيقيًا.

لكن سمية لم تستسلم، بل بدأت في تطبيق نظام الصيام المتقطع، الذي يعتمد على الامتناع عن تناول الطعام لمدة 16 ساعة يوميًا، وتناول الطعام خلال 8 ساعات فقط.

إلى جانب ذلك، اعتمدت على تناول العصير الأخضر بانتظام، وهو مزيج غني من التفاح الأخضر، الليمون، والخضروات الورقية مع قليل من الماء.هذا العصير ليس فقط قليل السعرات، بل أيضًا غني بالألياف والفيتامينات، ويساعد على الشعور بالشبع ويمنح الجسم طاقة ونضارة.

تجربة سمية مثالٌ واضح على أن التحكم في الجسم يمكن أن يبدأ من قرار بسيط، حتى لو لم تكن البداية في صالحكِ. إنما من الضروري عزيزتي أن تستشيري طبيبكِ الخاص حول هذا النظام وفعاليته بالنسبة لكِ.

ليلى علوي: الاعتدال أولًا وأخيرًا

على عكس التجارب السابقة التي اعتمدت على أنظمة محددة، اختارت الفنانة ليلى علوي نهجًا أكثر مرونة وأقل تعقيدًا.

لم تحرم نفسها من الطعام، بل اعتمدت على قاعدة بسيطة: كل شيء لكن بكميات قليلة جدًا.كانت تتناول معظم العناصر الغذائية، لكنها حرصت في الوقت ذاته على تقليل الكميات، خاصة في وجبة العشاء، الذي كانت تكتفي فيه غالبًا بعلبة زبادي فقط.

كما اهتمت بشرب كميات كبيرة من الماء مضافًا إليه شرائح الليمون والبرتقال، وهو ما يساعد على تحسين الهضم وتنشيط الحرق.

ان كنت لاتميلين للحميات القاسية، بالتأكيد أسلوب ليلى علوي يناسبكِ، فهو ملائم للسيدات اللاتي يرغبن في الحفاظ على نمط حياة واقعي ومتوازن ويمكن الاستمرار فيه على المدى الطويل.

الدكتورة ثريا الألفي: لا نتائج حقيقية دون تغيير نمط الحياة

لأن كل نظام صحي ناجح يحتاج إلى رأيٍ علمي داعم، تحدثنا مع الدكتورة ثريا الألفي، استشاري السمنة والتغذية العلاجية، عن الفارق بين خسارة الوزن بالأنظمة الصحية وبين اللجوء إلى العمليات الجراحية أو الحقن.

في بداية حديثها مع "هي" دعمت دكتورة ثريا الأنظمة الغذائية المتوازنة، مؤكدة أنها الخيار الأكثر أمانًا واستدامة، خاصة لمن ترغب في فقدان الوزن بطريقة صحية دون تعريض جسدها للخطر.

ورغم أن الجراحات مثل التكميم تعطي نتائج سريعة، فإنها قد تتسبب في مشاكل لاحقة مثل التعب، نقص الفيتامينات، اضطرابات الهضم، أو حتى تأثيرات نفسية نتيجة التغييرات المفاجئة في الشهية أو نمط الأكل.

وترى الدكتورة ثريا أن كثيرًا من النساء اللاتي خضعن لتلك العمليات، عدنَ لاكتساب الوزن بعد فترة بسبب عدم تغيير نمط حياتهن الغذائي.في المقابل، يمكن تحقيق نفس النتائج — أو أفضل — من خلال نظام متوازن مثل الصيام المتقطع أو أنظمة السعرات المرنة، بشرط الالتزام والمتابعة.

إذًا، أي نظام يناسبكِ أنتِ؟

لكل جسد طبيعته، ولكل امرأة جدولها اليومي وتفاصيلها الخاصة.

ما نجح مع مي عز الدين قد لا يناسبكِ تمامًا، وما ساعد سمية الخشاب قد لا يكون مناسبًا في حالتكِ. لكن ما تشترك فيه كل هذه التجارب هو أمريناثنين:الاستمرارية والوعي.

أهم ما في هذه القصص أنها لم تبنَ على قرارات سريعة أو ضغوط خارجية، بل كانت ناتجة عن رغبة صادقة في تحسين الذات، بالشكل والمضمون.

كلمة أخيرة...

إذا كنتِ تفكرين في خسارة الوزن، ابدئي أولًا بقرار داخلي أنكِ تريدين الاعتناء بجسمك لأنه يستحق، وليس لأنكِ مضطرة لمجاراة توقعات من حولكِ.فقدان الوزن ليس مجرد أرقام على الميزان، بل هو انعكاسٌ لنمط حياة متوازن، وثقة بالنفس، وشعور بالتحكّم دون قسوة.

والنجمات اللاتي اخترن هذا الطريق، أكدن لنا جميعًا أن النتائج التي تأتي بالصبر... تدوم أكثر، وتُرضي أكثر.