
لتحفيز طاقتكِ ورشاقتكِ: اتبَعي نصائح خبير لتعزيز عمليات الأيض والحرق في الجسم
هل تعلمين عزيزتي أن 93% من البالغين، يعانون من خللٍ في عملية التمثيل الغذائي (عمليات الأيض) Metabolism؟
رقمٌ مخيف، أليس كذلك؟ ومُقلق أيضًا، في ظل تسارع الحياة من حولنا والتراكمات السلبية التي تُخلفَها وسائل ومنصات التواصل الإجتماعي علينا بالعموم، سواء لجهة التأثير الصحي السلبي أو الحالة النفسية المتدهورة.
لا يظهر الخلل الأيضي عادةً بين عشيةٍ وضحاها؛ بل هو تدهورٌ تدريجي، يتشكَل على مر السنين من تناول الأطعمة المُصنَعة والروتين غير النشط. يتعلق الأمر بالراحة في عصرنا الحالي، حيث غالبًا ما تكون الأطعمة فائقة المعالجة والمليئة بالسكر أرخص بكثير وأسهل في الحصول عليها من المنتجات الطازجة. في الوقت نفسه، يُهيمن على أيامنا وقت الشاشات إلى جانب نمط حياةٍ حضري خامل وتوتر مستمر. والنتيجة؟ لقد خلقنا بيئةً حيث أصبحت الخيارات غير الصحية هي السائدة، مما يجعل الخلل الأيضي تحديًا مجتمعيًا بقدر ما هو تحدٍ طبي.
الأرقام تتحدث عن الكثير؛ معدلات السُمنة في ارتفاعٍ مستمر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يُصنَف الآن ما يقرب من 20% من البالغين على أنهم يعانون من السُمنة. لم يعد الأمر يتعلق بالمظهر الجسدي أو الوزن فحسب؛ فالصحة الأيضية لها ارتباطٌ كبير بقدرة الجسم على إدارة الطاقة بكفاءة. حالاتٌ مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسكري والسُمنة، والتي غالبًا ما تُوصف بأنها "أمراض نمط الحياة"، هي الآن قوى دافعة وراء الأمراض المُزمنة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان.
لذا فإن هناك حاجةٌ إلى تحوَلٍ كبير، يؤكد الدكتور سوريش فيسواكومار، ممارس الطب الأيورفيدي من عيادة ويلث. الخلل الأيضي، في كثيرٍ من الحالات، قابلٌ للعكس لحسن الحظ؛ وحتى التغييرات البسيطة في نمط الحياة، مثل تحسين جودة النوم، وزيادة الحركة اليومية، وتقليل تناول الأطعمة فائقة المعالجة، يمكن أن تُظهر تحسنًا ملموسًا في الصحة الأيضية في غضون أسابيع.

تُبلَغ المجتمعات التي تُعطي الأولوية للبيئات التي تدعم نمط حياةٍ نشطًا، وتُسهّل الوصول إلى الأطعمة الكاملة الغنية بالعناصر الغذائية باستمرار، عن نتائج صحية أفضل؛ ومعالجة هذه المشكلة تتطلب مبادرةً فردية وتغييرًا منهجيًا. لو كان 93% من البالغين مصابين بمرضٍ مُعدٍ، لُوُصف الأمر بأنه أزمة. ومع ذلك، ولأن الخلل الأيضي يتطور بهدوء ويصبح أمرًا طبيعيًا، فإنه غالبًا ما يتم تجاهله. لذا يجب أن تكون هذه الإحصائيات بمثابة جرس إنذار؛ يعتمد رفاهنا الجماعي على معالجة الخلل الأيضي باعتباره مشكلةً مُلحة وقابلة للوقاية كما هو في الواقع.
مشكورًا على المعلومات القيَمة والحلول الناجعة لمساعدة قارئات "هي" ومساعدتنا كأفرادٍ في هذا المجتمع، نقدم لكِ عزيزتي بعض النصائح التي شاركنا بها الدكتور فيسواكومار لتعزيز عمليات الأيض في الجسم في مقالة اليوم. فإذا كنتِ مهتمةً عزيزتي مثلنا، بتحسين الأيض والحرق في جسمكِ، تابعي القراءة.
ما هو الطرق الطبيعية لتعزيز عمليات الأيض؟
بالانتقال إلى الحلول؛ يُقدم الأيورفيدا، وهو نظام الطب الهندي القديم، نهجًا مُنظَمًا لتحسين عملية الأيض، يُعرف باسم "أجني" (النار الهضمية) ِAgni. ويُعدَ توازن "أجني" أمرًا أساسيًا للهضم الفعال، وإدارة الطاقة، والصحة الجيدة بشكلٍ عام.
تشمل الاستراتيجيات الأيورفيدية الرئيسية "ديناتشاريا" (الروتين اليومي) و"ريتوتشاريا" (الروتين الموسمي). يُركَز ديناتشاريا على اتباع جدولٍ زمني مُنتظم، يُوازن بين العادات الفردية والإيقاعات الطبيعية، مما يُساعد على تنظيم الساعة البيولوجية للجسم، ويُعزَز الوعي الذاتي الذي يجب اتباعه يوميًا. فيما يُركَز ريتوتشاريا على تكييف نمط الحياة والخيارات الغذائية وفقًا للتغيَرات الموسمية، مما يُساعد في الحفاظ على المرونة البدنية والعقلية، مع موازنة عناصر الجسم الثلاثة (فاتا، بيتا، كافا).
كيف يمكن تطبيق هذه الاستراتيجيات عمليًا؟ من خلال:
1. أنظمة غذائية مُخصصة: خصّصي التغذية المناسبة لطبيعة كل شخص (براكريتي)، والتي يُحدَدها توازن الدوشا. على سبيل المثال:
• لعنصر فاتا: ركّزي على الأطعمة الدافئة والرطبة والمُهدئة؛ وتجنّبي الأطعمة الباردة والجافة والنيئة.
• لعنصر بيتا: ركّزي على الأطعمة المُبرّدة والمُرطبة؛ وقلّلي من الأطباق الحارة والزيتية.
• لعنصر كافا: اختاري أطعمةً خفيفة وجافة ودافئة؛ وقلّلي من الخيارات الثقيلة أو الزيتية أو الباردة.

ينبغي أن تعكس التعديلات الغذائية التغيَرات الموسمية. لذا، تناولي أطعمةً خفيفة لكافا في الربيع، وأطعمةً مُبرّدة لبيتا في الصيف، ووجباتٍ دافئة لفاتا في الشتاء.
2. إضافة التوابل: تُساعد التوابل على تعزيز عملية الأيض؛ الزنجبيل، والكركم، والفلفل الأسود، والكمون، والقرفة (الحلتيت)، وغيرها، تُساعد في تنشيط الأجني (النار الداخلية).
3. الاتساق: حافظي على نمطٍ غذائي منتظم وموقوت، مما يُساعد على الهضم والامتصاص السليمين. لذا، تناولي وجباتكِ في أوقاتها المحددة، أي الساعة 8:00 صباحًا للإفطار، و12:00 ظهرًا للغداء، و4:00 عصرًا للوجبات الخفيفة، و8:00 مساءً للعشاء.
4. مارسي اليوغا والبراناياما: تُساعدك ممارسة اليوغا بانتظام، أو التأمل، وتقنيات التنفس، بشكلٍ كبير على ضبط ذهنكِ نحو الحاضر أو اللحظة الآنية. كما يُنصح بالمشي والسباحة، بالإضافة إلى تمارين متوسطة الشدة، للحفاظ على نشاطكِ.
5. اشربي كمياتٍ كافية من الماء: يُساعد الترطيب على طرد السموم، ويدعم الهضم طوال اليوم، بالإضافة إلى تحفيز عمليات الأيض.
6. استخدمي الدعم العشبي (تحت إشرافٍ طبي): تُستخدم التريفالا، والتريكاتو، والأشواغاندا، وغيرها بشكلٍ شائع لدعم عمليات الأيض بشكلٍ طبيعي.
7. أبهيانغام (التدليك بالأعشاب): يُمكن للتدليك الجيد والمنتظم، باستخدام الزيوت الطبيعية المناسبة للحالة المزاجية والموسم، أن يُساعدك بشكلٍ كبير في تعزيز الدورة الدموية، والتخلص من السموم، وتحسين عمليات الأيض.
في الخلاصة؛ فإن النسبة الكبيرة لاختلال عملية الأيض أو التمثيل الغذائي في أجسام البالغين حاليًا، لا يجب أن تكون مُحبطةً تمامًا. بل بالإمكان دومًا عكس هذه النسبة من خلال اتباع طرقٍ طبيعية لتعزيز عمليات الأيض.
يمكن استعادة صحة الأيض وتحسينها من خلال تعديلاتٍ استراتيجية في نمط الحياة واتبَاع ممارساتٍ مُجربة. ومن خلال دمج العمل الفردي مع الدعم على مستوى المنظمة والمجتمع، يمكننا معالجة هذا التحدي الصحي الملحّ بشكلٍ أكثر فعالية.