
الاضطرابات النفسية للأطفال وطرق التعامل معها.. حقائق تهمك!
في لحظة؛ وعلى غير العادة، يتغير سلوك طفلك. فقد تلاحظين أنه لم يعد كما كان بالأمس القريب، فقد أصبح حزينًا، يميل إلى العزلة، ويقوم بسلوكيات غريبة تثير قلقك، ستظنين أنها مجرد مرحلة وستمر، لكنها في الحقيقة قد تكون علامة من علامات الاضطراب النفسي.
اليوم، أصبحت الاضطرابات النفسية عند الأطفال أكثر شيوعًا، وهذا ما يجب علينا كأمهات الانتباه إليه جيدًا، إذ تشهد الطفولة مراحل حساسة من النمو العقلي والنفسي، وقد يمر بعض الأطفال بتجارب تؤثر سلبًا على توازنهم النفسي والعاطفي، مما يؤدي إلى ظهور اضطرابات نفسية تؤثر في سلوكهم وقدرتهم على التعلم والتواصل.
ولأن الأمر يتعلق بالصحة النفسية لطفلك، أعيريني اهتمامك، وتابعي معي بدقة السطور التالية، حيث معرفة حقائق تهمك عن الاضطرابات النفسية عند الأطفال، أبرز الأسباب والعوامل المؤدية إليها، والعلامات التحذيرية التي تنذر ببها، وطرق التعامل معها عبر إفادة "أميرة داوود" دكتورة علاج شعورى وعلاج بالطاقة الحيوية دكتوراه صحة نفسية جامعة سيلينس إنجلترا.

ما هي الاضطرابات النفسية عند الأطفال؟
الاضطرابات النفسية عند الأطفال تشير إلى مجموعة من الحالات التي تؤثر على التفكير، المشاعر، أو السلوك، وتعيق قدرة الطفل على ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، ليست تقلبات مزاجية كما يظن البعض بل معاناة نفسية يعاني منها الطفل، وتؤثر على جودة حياته، وتحتاج إلى مساعدة مختص.
ما هي أنواع الاضطرابات النفسية؟
تتعدد أنواع الاضطرابات النفسية، فقد تكون أحد ما يلي:
- اضطراب القلق
- الاكتئاب
- اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)
- اضطرابات السلوك
- اضطراب طيف التوحد
- اضطرابات الأكل
- الوسواس القهري (OCD)
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
وبحسب د. أميرة، كل واحدة من هذه الاضطرابات لها طريقة التعامل الخاصة بها، ولذلك يجب إستشارة المختصين في الوقت المناسب لتحديد نوع الاضطراب النفسي الذي يعاني منه الطفل.

أسباب الاضطرابات النفسية عند الأطفال
توجد أسباب عديدة تقف وراء حدوث الاضطرابات النفسية عند الأطفال أبرزها ما يلي:
-
العوامل الوراثية
يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية إذا كان هناك تاريخ مرضي في العائلة.
-
البيئة التي يعيش فيها الطفل
من الطبيعي جدًا أن يتأثر الطفل بالبيئة المحيطة، وبكل ما يحدث فيها، فلو أننا تحدثنا على صعيد الأسرة باعتبارها بيئة أولى وأساسية في حياته، نجد أن هناك أسباب للاضطرابات النفسية عند الأطفال مرتبطة بها مثل:
- الخلافات الزوجية المستمرة.
- التعرض للسخرية والإهمال أو سوء المعاملة.
- فقدان أحد الوالدين.
- انعدام الشعور بالأمان بسبب انعدام استقرار الأسرة وتفككها كما في بعض حالات الطلاق.
-
الضغوط المدرسية والاجتماعية
قد يكون السبب وراء الاضطرابات النفسية عند الأطفال، التعرض لما يلي:
- التنمر.
- ضعف التحصيل الدراسي.
- صعوبة تكوين صداقات.
- التوقعات العالية من الأهل أو المعلمين.
-
الصدمات النفسية
يصاب الأطفال بالاضطرابات النفسية في بعض الحالات بسبب التعرض لصدمات نفسية كما في الحالات التالية:
- الحوادث.
- الكوارث الطبيعية.
- مشاهدة العنف المنزلي أو المجتمعي.
-
عوامل بيولوجية
بعض الاختلالات في كيمياء الدماغ، أو إصابات الرأس، أو مشاكل في النمو العصبي قد تكون سببًا من أسباب الاضطرابات النفسية عند الأطفال.

ما هي علامات الاضطراب النفسي عند الأطفال؟
من الضروري أن يكون الأهل على دراية بالإشارات التي قد تدل على وجود اضطراب نفسي عند الطفل، مثل:
- الانسحاب الاجتماعي أو العزلة.
- تغيرات حادة في المزاج أو السلوك.
- نوبات غضب أو بكاء متكررة.
- حدوث اضطرابات في النوم أو الشهية.
- ضعف التركيز أو الأداء الدراسي.
- السلوك العدواني أو المؤذي للذات.
- القلق الزائد أو المخاوف غير المبررة.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان يحبها

كيفية التعامل مع الاضطرابات النفسية عند الأطفال
بحسب د. أميرة، يجب الحرص على تطبيق الخطوات التالية للتعامل مع الأطفال المصابين باضطرابات نفسية:
-
إستشارة المختص
أول خطوة يجب أن تكون، هي إستشارة طبيب نفسي للأطفال أو أخصائي نفسي لتشخيص الحالة بدقة ووضع خطة علاج مناسبة.
-
الاستماع إلى الطفل والتفاعل معه
شجعي طفلك على التعبير عن مشاعره، واستمعي إليه، وأنصتِ دون مقاطعة أو التسرع في الحكم عليه.
-
عمل روتين يومي للطفل
يجي عمل روتين يومي للطفل، لأنه يحفز على الشعور بالأمان، ويساعده على تنظيم وقته.
-
العلاج السلوكي المعرفي
يُعد من أكثر العلاجات فعالية في التعامل مع القلق والاكتئاب والاضطرابات النفسية عند الأطفال.
-
العلاج الأسري
في بعض الحالات، يشارك الأهل في جلسات علاجية لتحسين طرق التواصل وتعزيز العلاقات داخل الأسرة.
-
تقليل الضغوط
تجنب وضع الطفل تحت ضغط دراسي أو اجتماعي مبالغ فيه، وتشجيعه على ممارسة الأنشطة الترفيهية، وممارسة الهويات المفضلة عنده.
-
التدخل المدرسي
التعاون مع المعلمين والمرشدين الاجتماعيين يمكن أن يساعد في توفير بيئة تعليمية داعمة للطفل.
-
المتابعة المستمرة
حتى بعد تحسن الحالة، من المهم الاستمرار في المتابعة النفسية والوقاية من الانتكاسات.
ما هي أهمية الدعم النفسي المبكر؟
بحسب د. أميرة داوود، كلما تم التعرف على الاضطرابات النفسية عند الأطفال وعلاجها مبكرًا، زادت فرص الشفاء وتطور شخصية الطفل بشكل سليم. يجب العلم بأن العناية بالصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، والتدخل المبكر قد يمنع تطور الحالة إلى مراحل مزمنة تؤثر على حياة الطفل المستقبلية.
خلاصة القول:
وبحسب توجيهات د.أميرة، ليست الاضطرابات النفسية عند الأطفال دليلاً على ضعف الطفل أو فشل الأسرة، بل هي حالة صحية تحتاج إلى تفهّم، ووعي، ودعم نفسي متكامل. بمزيد من الحب، والاستماع، والمتابعة، يمكن مساعدة الطفل على تخطي الصعوبات النفسية وبناء مستقبل متوازن ومزدهر.
تذكري عزيزتي الأم .. نفسية طفلك أمانة بين يديكِ، حافظي عليها بكل ما أوتيتِ من قوة، بتجنب كل ما له مسببات الاضطرابات النفسية.