لمى بشارة الرئيس التنفيذي لمجموعة بابيلو في الشرق الأوسط والهند

لمى بشارة الرئيس التنفيذي لحضانات بلوسوم لـ "هي" مسؤوليتنا تعزيز الأطفال في مرحلة السنوات التأسيسية فكريًا وعاطفًيا

ريهام كامل

تأسيس الأطفال في مرحلة الطفلولة المبكرة أمر يشغل فكر الآباء والأمهات، خصوصًا وأن الأمر يتعلق بمستقبل أبنائهم وبتمهيد الطريق لهم للالتحاق بالتعليم. كما أن لكل أم وأب أمنية كبيرة حيال أبنائهم، فالأحلام لا تنتهي مع فلذات أكبادهم. ولذلك لا يترددون أبدًأ في توعية أنفسهم ليكونوا على قدر كافي من المعرفة، وليكونوا قادرين على اتخاذ قرارات سليمة تتعلق بأطفالهم، وبخاصة تلك التي تتعلق بالتحاقهم بدور الحضانات التعليمية في مرحلة ما قبل المدرسة.

من أجل ذلك، ومساهمة منا، نقدم لكل أم عصرية، في ما يلي إجابات وافية وكافية لكل الأسئلة التي تدور برأسها حول مرحلة الطفولة المبكرة، لتكون مرجعًا أساسيًا لكل الأمهات وكذلك الآباء عندما يكونوا بصدد اختيار حضانة على مستوى عالٍ من الجودة التعليمية لأطفالهم. كما ويسعدنا أن تكون الإجابة على هذه الأسئلة من قبل السيدة لمى بشارة الرئيس التنفيذي لمجموعة حضانات بلوسوم في دولة الإمارات العربية المتحدة.

من هي لمى بشارة؟

ضيفتنا اليوم هي لمى بشارة الرئيس التنفيذي لمجموعة بابيلو في الشرق الأوسط والهند منذ عام 2018، وهي عضو مؤسس للمجموعة في المنطقة منذ عام 2014. تعتبر مجموعة بابيلو إحدى أكبر شبكات التعليم الأولي في العالم، حيث تمتلك وتدير أكثر من 1150 حضانة ومركز تعليم أولي في 12 دولة.

قادت لمى نمو المجموعة في المنطقة وضمان تقديم عرض تعليمي يعتبر الأفضل في فئة السنوات الأولى بموجب قيادتها، ونمت المجموعة عضويًا ومن خلال عدة استحواذات. اليوم، تمتلك وتدير 26 حضانة في 3 إمارات في الإمارات العربية المتحدة، حيث تستقبل أكثر من 3000 طفل يوميًا. تُعرف حضانات بابيلو في الإمارات العربية المتحدة باسم حضانات بلوسوم.

لمى بشارة الرئيس التنفيذي لمجموعة بابيلو في الشرق الأوسط والهند
لمى بشارة الرئيس التنفيذي لمجموعة بابيلو في الشرق الأوسط والهند

والآن مع الأسئلة التي تخص مرحلة الطفولة المبكرة والتعليم المبكر

تُعد مرحلة الطفولة المبكرة مرحلة حرجة في حياة الطفل وتتطلب توفير رعاية خاصة، إلى أي مدى نجح التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في تلبية هذه الاحتياجات؟

تُعد مرحلة الطفولة المبكرة مرحلة جوهرية بالفعل في تشكيل مستقبل الطفل. لا يتعلق النجاح في التعليم في السنوات الأولى بالتحضير الأكاديمي فقط، بل يتعلق الأمر بتطوير قاعدة من الذكاء العاطفي والمرونة والمهارات الاجتماعية للأطفال. وتهدف برامج التعليم المبكر إلى تنمية هذه الصفات منذ بداية النشأة، وبما يساعد الأطفال على تحقيق النجاح أكاديميًا، وتحقيق إزدهار كأفراد متكاملين.

ونحن حضانة بلوسوم نفهم تمامًا أهمية هذه المرحلة التطورية ونصمم منهجنا حول إطار مرحلة السنوات التأسيسية الأولى، الذي يُصمم لتلبية الاحتياجات التطورية للأطفال منذ الولادة وحتى عمر خمس أعوام. كما تعمل بيئتنا كمعلم ثالث، كبيئة مستوحاه من نهج ريجيو إميليا، وتشجعنا على التفكير في كيفية دمج الطبيعة طوال رحلة تعليم الطفل. وذلك من خلال استحضار الطبيعة إلى الداخل ونسجها في منهجنا، حيث نقيم اتصالًا حيويًا بين الأطفال والعالم الطبيعي، وهو خيط مشترك يربط الطفل بمعلمته وهذا يتماشى مع جانب أساسي من فلسفتنا نحو التعليم المستدام التي تساعد في خلق اتصال بالطبيعة بين الأطفال. من خلال منهجنا، الذي يدمج أحدث الأبحاث في علم الأعصاب، كما نضمن تلقي كل طفل الاهتمام والرعاية الفردية التي تعزز تطوره العاطفي والاجتماعي والمعرفي.

التعليم المبكر له وجود قوي ومؤثر في المنظومة الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، كيف ترين تجربة حضانات بلوسوم في مختلف إمارات الدولة؟

يُعدّ التعليم المبكر حجر الزاوية في نظامنا التعليمي داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، ويعكس الالتزام الوطني حيال تنشئة الأجيال القادمة، متماشياً مع رؤية التعليم الإماراتية لعام 2030 وذلك لضمان حصول جميع الأطفال على تطوير عالي الجودة في مرحلة الطفولة المبكرة ورعاية وتعليم ما قبل المرحلة الابتدائية. وتمتع حضانات بلوسوم بمكانة جيدة للمساهمة في ضمان توفير تعليم عالي الجودة شامل ومتكافئ أيضًا. هذا يضمن وجود أساساً قوياً يُعدّ الأطفال لمستقبل ناجح، بالإضافة إلى تنوع كبير في العروض التعليمية التي تخدم جمهورًا متعدد الثقافات.

وقد كانت تجربتنا في دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أشكال النمو المستمر والتكيف مع الاحتياجات المتنوعة على مستوى الإمارات، وتُظهر طريقة حضانة بلوسوم في التعليم المبكر فعالية التكيف مع فلسفات التعليم العالمية لعائلة بابيلو مع السياقات الثقافية المحلية. كما تُعرف حضاناتنا بتميزها، لأنها تجسد الدمج الناجح للمعايير العالية والممارسات المبتكرة في التعليم المبكر في مرحلة الطفولة، كما أننا نواصل تحسين طرقنا الخاصة لضمان تقديم أفضل تجارب تعليمية ممكنة لأطفالنا.

ماهي أهمية التعليم المبكر في تعزيز شخصية الطفل قبل التحاقه بالمدرسة؟

يعد التعليم في السنوات الأولى أمرًا أساسيًا في تشكيل مستقبل الطفل، حيث يضع الأساس اللازم لجميع الجوانب التعليمية والسلوكيات اللاحقة، وهي فترة حرجة للتطور الاجتماعي والعاطفي والمعرفي. كما أن السنوات الأولى من عمر الأطفال تمتاز بالتطور السريع للدماغ. ولذلك توفر برامج التعليم المبكر للطفولة أنشطة وتجارب محفزة تساعد في بناء الاتصالات مما يعزز المهارات المعرفية مثل الذاكرة وحل المشكلات والتفكير النقدي بالإضافة إلى مهارات التطور الاجتماعي العاطفي ومهارات التطوراللغوي. نحن حضانات بلوسوم نؤمن بشدة أن التجارب التي يمر بها الطفل خلال سنواته الأولى يمكن أن تحدد قدرته على التعلم، وقدرته على تنظيم المشاعر، ونجاحه في تكوين علاقات صحية.

كيف يساهم التعليم المبكر في استثمار طاقات الأطفال الصغار في هذه المرحلة المهمة من حياتهم؟

تؤدي برامج التعليم المبكر في مرحلة الطفولة دورًا محوريًا في توجيه الطاقات الطبيعية والفضول للأطفال نحو مسارات بناءة وتطورية. يُعدّ الأطفال فضوليون ومليئون بالحياة بشكل فطري. ولذلك صُممت برامجنا في حضانة بلوسوم لتحديد فرص التعلم والنمو.فمن خلال التعلم القائم على اللعب، يشترك الأطفال في أنشطة تُحسّن مهاراتهم الحركية، وتعزز عملياتهم المعرفية، وتدعم التفاعلات الاجتماعية.

إن اللعب ليس مجرد ترفيه، بل يُعد أداة تعليمية ضرورية تساعد الأطفال على فهم العالم من حولهم وحل مشكلاتهم، وبناء مهاراتهم الشخصية. كما أنه يصبح من السهل على الأطفال إدارة وقتهم وطاقتهم بفعالية وذلك من خلال توفير الروتين المنظم، والذي يُعدّ أمرًا أساسيًا لتطورهم العام. وتساعد هذه الروتينات الأطفال على الشعور بالأمان وفهم ما هو متوقع منهم، مما يقلل القلق والمشاكل السلوكية. التي تتضمن برامجنا التعليمية مجموعة متنوعة من الأنشطة مثل؛ سرد القصص، والفنون والحرف، والموسيقى، والتربية البدنية، والتي تُعدّ جميعها جزءًا لا يتجزأ في تعزيز التطور المعرفي والعاطفي لهم. ويجري اختيار هذه الأنشطة بعناية لإبقاء الأطفال مشاركين ومتحمسين للتعلم، وبمل يساعدهم على توجيه طاقاتهم بطرق تُعزّز ثقتهم وقدراتهم.

ما الذي يميز حضانات بلوسوم للتعليم المبكر عن غيرها من الحضانات الأخرى؟

تُميزّ حضاناتنا نفسها في عدة جوانب رئيسية، يمكن ملاحظاتها في مختلف مراكزنا.أولاً، التزامنا بتبني أفضل الممارسات الدولية إلى جانب دمجنا للقيم الثقافية المحلية مما يخلق مزيجًا فريدًا من الفلسفات التعليمية العالمية والمحلية. لا يعزز هذا النهج تجربة التعلم فحسب، بل يضمن أيضًا حصول الأطفال على تعليمًا يحترم التنوع في مجتمع الإمارات ويعكسه. ويستفيد نهجنا للتعليم المبكر في مرحلة الطفولة المبكرة وأبحاث علم الأعصاب التي تُجريها عائلة بابيلو لتشكيل نموذج التعليم المستدام  من أحدث الاكتشافات في علم الأعصاب لفهم كيفية تطور العقول الصغيرة خلال السنوات الأولى الحرجة. ويترجم هذا التعلم إلى منهجنا، مما يعزز نموذجًا مسؤولًا ومستدامًا للتعلم مدى الحياة. تساعدنا الأبحاث في تطور الدماغ على فهم لماذا تُعدّ مرحلة الطفولة المبكرة فترة ضرورية لتطوير المهارات اللازمة للنمو الفردي والإشباع. كما يمتد التزام عائلة بابيلو بهذا المجال إلى ما وراء

حدود الحضانة، حيث يدعم المبادرات التي تعزز التطور المعني للأطفال.على سبيل المثال، سيجمع المؤتمر العالمي الثاني لعلوم الدماغ ورعاية الطفولة المبكرة والتعليم، بالتعاون مع اليونسكو في سبتمبر القادم، الباحثين والممارسين البارزين من جميع أنحاء العالم حيث يتبادلون المعرفة وأفضل الممارسات لاستكشاف كيف يمكن لأبحاث علم الأعصاب وأنماط الدماغ تحسين رعاية الطفولة المبكرة والتعليم.

كما نركز أيضًا على خلق بيئة مربية وشاملة، مع إيلاء الأولوية للرفاهية العاطفية والنفسية للأطفال وهو أمر أساسي في السنوات الأولى. تم تصميم برامجنا لضمان رعاية جميع الأطفال، بما في ذلك أولئك من ذوي الاحتياجات الخاصة، وشعورهم بالتقدير، ومنحهم فرصًا متساوية للنجاح. جميع المربيون لدينا مدربون ويتم إيفادهم بالمستجدات باستمرار على أحدث الاتجاهات والتقنيات التعليمية. ويضمن هذا الالتزام بالتطوير المهني أن الرعاية والتعليم المُقدّمين يكونان من أعلى المعايير ومتكيفان مع أحدث الأبحاث التعليمية وأفضل الممارسات حيث تم تصميم منشآتنا مع مراعاة احتياجات الأطفال، فهي آمنة، محفزة، ومجهزة بمواد تعليمية على أحدث طراز، نحن نستضيف بيئات فيزيائية تعزز التجارب التعليمية وتروج لحب التعلم. كما نركز أيضًا على برامجنا متعددة اللغات، ومبادرات الاستدامة، ولدينا اندماج عميق مع المجتمع المحلي، كل ذلك يساهم في رسم هويتنا الفريدة في مجال التعليم المبكر في مرحلة الطفولة.

يقع على الأم مسؤولية اختيار الحضانة التي تفي باحتياجات أطفالها في مرحلة الطفولة المبكرة، هل من نصائح للأمهات تساعدهن في الاختيار؟

لكل والد قيم فريدة يُحدد على أساسها اختيار الحضانة المناسبة لطفله. تُعدّ زيارة الحضانات المحتملة لتقييم دفء البيئة وأمانها، ومراقبة تفاعل الموظفين مع الأطفال نقطة بداية. فيجب أن يتوافق المنهج في الحضانة مع أهداف التعليم للوالدين، مع التأكيد على نهج متوازن للتطور الاجتماعي والعاطفي والجسدي والمعرفي في نهاية المطاف، ويجب أن يكون الإعداد بيئة مربية حيث يشعر الطفل بالأمان والدعم، مكان يسمح لهم بالنمو والتعلم أثناء بناء علاقات قوية مع مقدمي الرعاية الذين يؤدون دورًا حيويًا في تطورهم.

ختامًا، تعد الرعاية المستمرة مطلبًا ضروريًا  كونها تُشكل الأطفال الصغار وتربطهم بارتباطات آمنة. ويجب أن تحافظ الحضانات على معايير عالية من الأمان والنظافة، وتعزز التواصل الصريح مع الآباء، وذلك بتقديم تحديثات منتظمة حول تقدم الطفل واستجابة لمخاوف الوالدين. من المهم أيضًا تقييم كيفية استيعاب الحضانة للاحتياجات المتنوعة، مما يضمن بيئة شاملة. يجب على الآباء الوثوق بغرائزهم والبحث عن بيئة يبدو فيها الطفل مشاركًا وسعيدًا، حيث سيكون مكانًا يمكنهم فيه الازدهار.