الفيلم الإماراتي "بني آدم"... رؤية بوليوودية كلاسيكية

بعد أن حضرنا المؤتمر الصحافي لفيلم "بني آدم" للمخرج مجيد عبدالرازق وجدنا أنه من المنصف أن نشاهد الفيلم كاملاً حتى نعطي قراءنا الأعزاء فكرة أوضح عن هذه التجربة الإماراتية التي ضمت أسماء لامعة في عالم الدراما الخليجية مثل عبدالله عبدالعزيز ووفاء مكي وعلياء المناعي وغيرهم. 
 
وبالفعل ذهبت مع صديقة لي لأحضر الفيلم في عرض الساعة السابعة مساء في سينما غراند بلكس في مركز ابن بطوطة وقد أدهشني في البداية عدم وجود أي إقبال على الفيلم حيث كنت و رفيقتي الشخصان الوحيدان في قاعة السينما! وبعد ساعتين و20 دقيقة تقريباً انتهي الفيلم الذي يؤسفني أن أصفه بأنه مخيب للآمال. 
 
بدت حبكة الفيلم ومشاهده المركبة أشبه بكلاسيكيات سينما بوليوود حيث يبدأ الفيلم بصوت عميق يخبرنا عن شخصية "سلطان" وهو إحدى الشخصيات الرئيسة في الفيلم؛ ويرافق الصوت مشهد يظهر فيه "سلطان" وهو يتقلب على فراشه إشارة إلى افتقاره للشعور بالراحة والطمأنينة رغم ثروته الطائلة.
 
وترتكز قصة الفيلم على أهمية التضحية بين البشر مع إشارة في نهاية الفيلم إلى أن ذلك من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. وعلى الرغم من أن القيمة المعنوية في رسالة الفيلم نبيلة إلا أن معالجة العديد من الأحداث في الفيلم كانت غير مقنعة هذا بالإضافة إلى أن أبعاد بعض الشخصيات مثل شخصية "سلطان" لا تبدو واقعية على الإطلاق حيث يظهر "سلطان" العديد من ردود الفعل الساذجة التي تتعارض مع واقع أنه رجل أعمال محنك وثري وله باع طويل في التعاملات التجارية والمالية. 
 
كما أن بعض الأحداث الرئيسية في الفيلم تستخف بشكل كبير بعقلية المشاهد، فنحن في زمن أصبح فيه عشاق السينما متابعين لكل ما هو جديد في صناعة الأفلام سواء في هوليوود أو غيرها مما يجعل المهمة أصعب على السينما الخليجية التي تكاد تخطو خطواتها الجدية الأولى. فمثلاُ من غير المعقول أن ينجو "سلطان" من عملية انتحار رمى خلالها بنفسه وهو مشلول على كرسي متحرك من جرف عال مطل على شاطئ صخري، ليس هذا فقط بل تتسبب السقطة في شفائه من الشلل وقدرته على المشي مرة أخرى! 
 
ورغم كل ما سبق فإنه من المنصف أن نشيد بأداء بعض الممثلين مثل عبدالله عبدالعزيز الذي قام بدور "سالم" وكذلك الممثلة فاطمة الحوسني التي قامت بدور والدة سالم. فيلم "بني آدم" تجربة إماراتية رصدت لها عناصر مهمة مثل الميزانية (3 مليون درهم) والأسماء اللامعة إلا أنها وقعت في فخ "عرض الرجل الواحد" وهو مجيد عبدالرزاق الذي أدى معظم المهام من التأليف إلى الإخراج والإنتاج.