"The Butler" قصة العالم السرى للبيت الأبيض

 
حياة المهمشين ليست مهمة في ذاتها عند الكبار، ولكنها رغم إرادتهم "نصف الحقيقة" عند كتاب التاريخ ، والحقيقة كلها عند عامة الناس الذين يرغبون في معرفة التاريخ السرى غير المكتوب "للعظماء" فلا يجدونه الا في ملاحم البسطاء والمهمشين ومنهم كبير الخدم سيسيل غينز الذى تحولت سيرته الذاتية من قصة كفاح بسيطة لرجل أسود، الى شهادة حية عن العالم السرى لدهاليز البيت الأبيض في فترة رئاسةثمانيمن أهم رؤساء الولايات المتحدة الأمريكيةمن هاري ترومان إلى رونالد ريجان.
 
القصة الحقيقية التي تحولت لفيلم حمل عنوان "The Butler" تصدر قائمة الإيرادات سريعا وحقق حتى اللحظة 110,265,862 دولارا منذ عرض للمرة الأولى في 16 أغسطس الماضى ، وعرض في البيت الأبيض نفسه تلبية لرغبة الرئيس الأمريكي أوباما الذى بكى بشدة تأثرا من رحلة معاناة السود في المجتمع الأمريكي إذ يحكى الفيلم قصة رجل أمريكي من أصل إفريقي خدم بالبيت الأبيض على مدار 34 عاما عمل خلالها مع عدة رؤساء، كاشفا عن جرائم التمييز العنصري التي عانى منها جيل كامل أبدى مثابرته وتمسكه بالحفاظ على كرامته وتحمل أبناؤه الكثير "آملا في تحقيق شيء أفضل لأولادهم" ولكن لم يمكنهم تحقيق الكثير بسبب جيم كرو (قوانين الفصل العنصري) والتمييز".
 
الفيلم ليس درسا في السياسة ولا في التاريخ ولا حتى تشريحا عميقا لجذور التمييز العنصرى في المجتمع الأمريكي فحسب، وإنما هو بالأساس نظرة ثاقبة لجوهر العلاقات الاجتماعية لأسر السود، وكيف أمكنهم وسط هذه الحروب الضارية الرافضة لمنحهم أبسط حقوق الإنسانية ،أن يتفوقوا وينتزعوا حقوقهم بكثير من الصبر والحب والتسامح والتكاتف وقليل من الغضب.
 
ويحكى فيلم "ذا باتلر" القصة الحقيقية ليوجين آلان ، رئيس الخدم الأسمر في البيتِ الأبيض ، والذي استمر في موقعه مع ثماني رؤساء للولايات المتحدة ، في الفترةِ بين 1956 و1986 ، عايش خلالها أحداثاً مُشتعلة من التاريخ الأمريكي ، مثل اغتيال كينيدي ، أو حرب فيتنام ، أو حركات التحرُّر للسود ، وأزمة مدرسة ليتل روك والحرب الباردة ، وأثر كل هذه الأحداث على أسرته استنادا على مقالة نشرت عام 2008 فى صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
 
الفيلم يبدأ في سرد أحداثه منذ طفولة الصغير وعمله فى مزارع القطن بجورجيا عام 1920 لمساعدة والده، ويقف عند واقعة اغتصاب والدته  من قبل المشرف الأبيض على المزرعة توماس يستفال وكيف ثأر الأب لشرفه فقتل المغتصب ثم حكم عليه بالطرد من المزرعة لتبدأ قصة تأسيس بيت زنجىيبحث عن "العلم" لانقاذ مستقبله، ثم يوضح الفيلم كيف تقدم الشاب الين _وهو تحريف صغير للاسم الأصلى_ للعمل في البيت الأبيض في المخازن في عهد إدارة الرئيس ترومان، ثم النقلة الأساسية للفيلم عندما ينتقل للخدمة داخل البيت نفسه في عهد إدارة أيزنهاور، في عام 1957 بعدما أثبتت تقارير المراقبة أنه لا يهتم بالسياسة ولكن مع نهاية الفيلم سنعرف أن الرجل كان غارقا حتى أذنيه في العالم السرى للسياسة دون أن يدرى.
 
وهو من بطولة النجم الأسمر فوريست وايتكر في دور رئيس الخدم وأوبرا وينفري في دور زوجته، وتقدمميلا كونيس شخصية جاكىكينيدى، و جين فوندا  دورنانسى ريجان، إضافة الى النجوم "ماريا كارى" في دور والدته ، وروبين وليامز وجون كوزاك والطفل مايكل رينيه في دور يوجين وهو صغير ومن أخرا جلى دانيلز.