قصر الحصن .. رمز الشموخ والأصالة في أبوظبي

يعد قصر الحصن رمزاً للشموخ والأصالة في أبوظبي، وأيقونة تاريخية تمثل الثقافة والتقاليد الإماراتية. وقد شُيد مبني قصر الحصن قبل أكثر من 250 عاماً أي في أواسط القرن الثامن عشر كبرج لحماية مصادر المياه العذبة في جزيرة أبوظبي والتي اكتشفتها قبائل بني ياس المقيمة في واحة ليوا. وقد استخدم خلال قرنين ونصف من الزمن كمقر حكم أسرة آل نهيان الحاكمة واليت عملت الأجيال المتعاقبة على إضافة الأبراج والجدران والمكاتب ومقرات الإقامة ليتحول عبر التاريخ من برج مراقبة إلى حصن ومن ثم إلى قصر كما يبدو عليه في هيئته الحالية.
 
وقد أسهم وجود هذا المبنى الأثري الذي يدل اسمه على الدور المزدوج الذي ساهم به عبر التاريخ حيث كان في البداية حصناً دفاعياً خاصاً بالقوات العسكرية، ثم تغيرت مهمته ليصبح مقر إقامة العائلة الحاكمة.
 
وقد شهد البرج بعد ذلك أعمال تطوير وتوسعة حيث أضيفت إلى البناء المشيد من الأحجار المرجانية ثلاثة أبراج أخرى وجدار بهدف توفير مزيد من الحماية، لتتكون بذلك القلعة المنيعة. 
 
وتعود قصة القصر إلى الشيخ ذياب بن عيسى المتوفى عام 1793، شيخ قبيلة بني ياس في واحة ليوا. وكانت القبيلة تتجه في رحلات منتظمة إلى البحر بهدف الصيد، وعندما اكتشفت مصادر المياه العذبة في جزيرة أبوظبي، رأى الشيخ ذياب مدى أهمية توفير الحماية لهذه المنطقة. لذلك قرر بناء برج مراقبة لحماية هذه المصادر من الدخلاء، وبدأ السكان بالحضور للإقامة في هذه المنطقة حول الحصن لدوره في توفير الأمان وإضفاء أجواء الاستقرار والطمأنينة.
 
وفي الوقت الحالي يتولى فريق من المتخصصين والخبراء تنفيذ أعمال ترميم القلعة بعناية تامة وذلك لإزالة الطبقة البيضاء السميكة المكونة من الجبس والإسمنت والتي أضيفت إلى جدران القصر في ثمانينيات القرن الماضي، لإبراز الأحجار المرجانية والبحرية والتي كانت من أهم مواد البناء التي كان يستخدمها الإماراتيون في الماضي.
 
وتجدر الإشارة إلى مهرجان قصر الحصن وهو الحدث السنوي الذي يقام في القصر ليكون احتفالاً بتاريخ القصر وبقرون من الثقافة والتقاليد في الإمارات. 
 
ويتضمن مهرجان قصر الحصن أربعة أركان وهي الصحراء والواحة والبحر وجزيرة أبوظبي.