فنون "القط العسيري" والاعتماد العالمي بـ"اليونيسكو"

يعتبر فن "القط العسيري" الذي يبلغ عمره مئات السنين، الفن العسيري الخالص والذي برعت فيه نساء عسير، حيث يحاكي الفن التجريدي بمختلف مكوناته وعناصره الإبداعية، خصوصاً وأن المرأة الألمعية قد أبدعت في وضع النقوش والألوان بفطرتها وسليقتها ونظرتها الجمالية نحو الأشياء فعبرت من خلال بساطتها عن فن فريد لفت انتباه الكثير من الدارسين والمختصين حول العالم والذين عملوا على التعمق في هذا الفن ومعرفة جذوره التاريخية.
 
"القط العسيري" والاعتماد العالمي بـ "اليونيسكو"
ينتظر هذا الفن الاعتماد العالمي من منظمة "اليونيسكو" قريباً ، حيث حددت الجمعية السعودية للمحافظة على التراث يوم 31 من شهر مارس القادم موعدا لتقديم ملف اعتماد فن القط العسيري عالميا لمنظمة اليونيسكو. 
 
وجاء ذلك بعد أن تم إنهاء أهم خطوتين تمثلت في حصر التراث الثقافي غير المادي القائم على المجتمع في المملكة، والفيلم الوثائقي عن القط، بانتظار قرار الاعتماد أو إعادة الملف لتعديل الملاحظات. 
 
تمت الإشارة إلى ذلك على هامش ورشة "حصر التراث الثقافي غير المادي القائم على المجتمع في المملكة: المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية" ، والتي تنظمها الجمعية بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في فندق قصر أبها، بمشاركة 22 شخصاً من الجنسين كممثلين للمجتمع المحلي من المؤهلين من حملة الدكتوراه وأصحاب الخبرات والفنانين والفنانات.
 
وعن روعة هذا الفن، أكد رئيس قسم تقارير وتسجيل التراث المعنوي بهيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، الدكتور إسماعيل علي الفحيل، الذي يتولى دور المدرب في الورشة المكونة من 22 وحدة، أن فن "القط" ليس أقل من اللوحات العالمية لكبار الفنانين العالميين، موضحاً أن فن "القط" ليس مجرد رسم، بل خلفه جملة من الأفكار والمعتقدات والشعر والأغاني والأمثال والحكايات، إذ أنه فن جدير بالعناية به وصونه.
 
فن القط العسيري في نيويورك
يُذكر بأن فنانات ومحترفات في فن "القط العسيري" قد قدمن مؤخراً جدارية لمبنى الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية سادسة المدن الكبرى في العالم، تحت عنوان "بيوت أمهاتنا" بطول 18 مترًا، من إبداع فنانات ومحترفات منطقة عسير، بتنظيم ودعم من مؤسسات مختصة، والتي حازت على إعجاب مُقَيْمين بقسم الفنون باليونيسكو.