جيهان السادات لـ هي : رسالتي حاليا تعريف الغرب بدور المرأة العربية

خاص بـ "هي": اعتدنا في كل حوار أجريناه مع السيدة جيهان السادات التي تعد من أبرز وأقوى سيدات مصر الأوائل على طرح كل ما يخطر في بالنا من أسئلة، ولم تتردد السيدة جيهان، حرم الرئيس المصري الراحل أنور السادات، يوما في الإجابة عن أي سؤال. وها هي كعادتها تتحدث بصراحة لـ"هي" عن الجديد في حياتها ورأيها ببعض الأمور. تتمتع السيدة جيهان بابتسامة هادئة ونظرات واثقة تعكس شخصية قوية متفائلة. ولدت في القاهرة بجزيرة الروضة، ذلك الحي الذي كان يسكنه أبناء الطبقة المتوسطة، بينما كان على الجهة الأخرى حي الزمالك الأكثر فخامة، والذي كان يسكنه العديد من الأسر الإنكليزية والأثرياء المصريين، ترتيبها الثالثة بين إخوتها، وكانت هي الابنة الأولى لأسرتها. وقد ورثت البشرة البيضاء والملامح الشقراء ليس فقط من والدتها الإنكليزية، وإنما أيضا من والدها الذي كان ينتمي إلى صعيد مصر، لكنه كان ناصع البياض أزرق العينين. لنبدأ الحديث عن طبيعة عملك حاليا، هل يمثل بالنسبة لك دخلا أم قيمة؟ هو قيمة ورسالة، وأنا أعمل حاليا خارج مصر، وخصوصا في أميركا، ورسالتي حاليا تعريف الغرب بدور المرأة العربية والمصرية، لأن بعضهم مازال يتصور أن دورها يقتصر على تربية الأولاد. كذلك أهتم بإلقاء محاضرات عن السلام الذي وضع الرئيس السادات الأسس له، وفتح طريقه لمن سيأتي من بعده. وقتي حاليا ليس مشحونا بالعمل مثلما كان أيام الرئيس السادات، وقد كان أفضل كثيرا رغم التعب والإرهاق. كنت مشغولة ليلا نهارا، وكنت أعمل أيضا خلال الوقت الذي أرتاح فيه. حاليا الوضع مختلف، وقتي في يدي، أرتاح كما يحلو لي وأعمل كما أريد. ما الذي يتغير في يومك بين إقامتك الحالية في أميركا، وعند عودتك إلى القاهرة؟ يومي في الولايات المتحدة الأميركية يختلف كثيرا عن يومي في بلدي، فعملي في جامعة ميرلاند الأميركية يأخذ معظم الوقت، ويشغلني كثيرا، لكنني في كلتا الحالتين أستيقظ مبكرا، ويبدأ يومي بصلاة الفجر، ثم أمشي في حديقة المنزل قبل شروق الشمس، لأنني حريصة على رياضة المشي، وأتصفح الصحف، وأشرب قهوتي. أبدأ بالاطمئنان هاتفياً الى بناتي، وفي القاهرة أنتظرهن في البيت، نجلس معا، أو نخرج لقضاء بعض المشاوير، حياة عادية مثل أي أسرة مصرية، وأحيانا أشارك بالحوار لبعض نوادي الروتاري وبعض الجمعيات. كما أشغل نفسي بالقراءة ومتابعة الأحداث، طبعا يومي في القاهرة أفضل، فهو أسري وهادئ وجميل. هل ما زال الرسم ضروريا في حياتك؟ ـ ما زلت أرسم، وفي الشتاء المقبل أنوي تقديم لوحاتي في معرض، وسيكون المعرض الأول في حياتي، وسأقيمه في مصر، وأحلم بأن أقيم معرضا آخر لرسوماتي في أميركا. كيف ترين دور السيدة الأولى في مصر بعد ثورة 25 يناير؟ أنا شخصيا أحب أن تكون سيدة مصر الأولى على صلة بالشعب، وتحاول أن تقدم خدمات للطفل والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصو، لأن هناك مجالات كثيرة تحتاج إلى الخدمة، وعندما تقوم سيدة مصر الأولى بهذه المهمة، فإنها تعطي مثالا جيدا لبقية السيدات والرجال، شرط أن ينحصر دورها على الخدمات الاجتماعية من دون التدخل في السياسة. لنتحدث عن الماضي قليلا... كيف تعلقين على زواج والدك المصري من والدتك الإنكليزية؟ أمي كانت جريئة حين تركت بلدها إنكلترا لتأتي وتعيش في مصر، ولا شك في أن والدي كان شجاعا ليتزوج من أجنبية. فقد تدخلت الأقدار في لقاء والدي صفوت رؤوف بوالدتي غلاديس تشارلس كوتريل عام 1923 في مدينة شفيلد بإنكلترا، حيث كان يدرس الطب في جامعة شفيلد، وكانت هي تعمل مدرسة للموسيقي، وقد تزوجا بعد قصة حب قوية جعلت والدي يسقط من حساباته ترتيبا سابقا للزواج من ابنة عمه في القاهرة. لم تنشئنا أمنا لنكون بريطانيين، ولم تتعمد ذلك مطلقا، ففي بيتنا كنا نتحدث العربية التي تعلمتها والدتي، وأصبحت تجيدها بطلاقة، ولم تحاول بأي شكل من الأشكال أن تبعدنا عن تقاليدنا الإسلامية، لكنني لا أنكر أنني كنت أشعر أحيانا ـ كطفلة صغيرة ـ بنوع من الحيرة عندما تسقط عيني على مجسم لصلب المسيح كانت تحتفظ به أمي فوق سريرها، وفي إحدى المرات سألتها: لماذا أنت مسيحية ونحن مسلمون؟ فأجابتني بهدوء: "المهم هو أن نتذكر أن هناك إلها واحدا لجميع الأديان". الحوار كاملا مع مجموعة من الصور تجدوه في عدد يونيو من مجلة "هي".