
استشارية الطب النفسي لبنى عزام تكشف لـ"هي" كيفية التخلص من التأثيرات السلبية لصور البشرة المفلترة
في عالم تُحكمه الفلاتر وتُقدس فيه المثالية الرقمية، باتت صور البشرة الناعمة الخالية من العيوب كابوسًا يطارد كل امرأة وفتاة. فما بين لمسة "تنعيم" وخدعة "إضاءة"، تحولت منصات التواصل إلى ساحة مقارنات قاسية تهدد الصحة النفسية والجسدية للمرأة والفتاة من دون استثناء.
لذا، حان وقت لكسر المرآة الرقمية، بعد أن أثبتت الدراسات الحديثة أن " 7 من كل 10 فتيات يخفن نشر صورهن من دون فلاتر، وأن 60 % من النساء يشعرن بالقلق من مقابلة الآخرين شخصيًا بعد التعود على ظهورهن بالمظهر المعدل.
عمومًا هذه ليست مجرد أرقام، بل نداء استغاثة من عقول وقلوب منهكة تبحث عن ذاتها بين الصور المزيفة. فالبشرة الحقيقية لها مسام، لها تجاعيد تعبيرية، لها تفاصيل تروي قصتها الفريدة، وبالتالي هذا هو الجمال الذي يستحق الاحتفال به.
من هذا المنطلق، نبدأ عبر موقع "هي" رحلة التحرر من سطوة الفلاتر، ونعيد تعريف الجمال بأنه "أنتِ كما أنتِ"بكل أصالة وقوة؛ بناءً على توصيات استشارية الطب النفسي الدكتورة لبنى عزام من جدة.

ما هي التأثيرات السلبية لصور البشرة المفلترة على الصحة النفسية للمرأة والفتاة بصفة عامة؟

ووفقًا للدكتورة لبنى، تؤثر صور البشرة المفلترة والمعدلة رقميًا على وسائل التواصل الاجتماعي سلبًا على الصحة النفسية والجسدية للمرأة والفتاة، حيث تعزز معايير جمال غير واقعية وتؤدي إلى مشاكل متعددة، منها:
اضطرابات الصورة الذاتية وتدّني تقدير الذات
تخلق الفلاتر توقعات غير واقعية للجمال، مثل البشرة الناعمة الخالية من العيوب، الأنف الأنحف، أو الشفاه الأكثر امتلاءً، مما يجعل النساء يشعرن بعدم الرضا عن مظهرهن الطبيعي. والجدير بالذكر، أن الدراسات الحديثة أظهرت أن 90 % من النساء والشابات يستخدمن الفلاتر، و94 % منهن يشعرن بضغط كبير لظهور بمظهر معين، مما يؤدي إلى تدني الثقة بالنفس.
زيادة خطر اضطراب تشوه الجسم (Body Dysmorphic Disorder)
يُمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط للفلاتر إلى اضطراب تشوه الجسم، حيث تصبح المرأة مهووسة بعيوب طفيفة أو غير موجودة في مظهرها. وبما بعض النساء قد يلجأن إلى عمليات التجميل لمحاولة تحقيق المظهر "المثالي" الذي يرونه في الصور المفلترة، فإن ذلك قد يعرضهن لمخاطر صحية ونفسية إضافية.
الإصابة بالقلق والاكتئاب
يُمكن أن يزيد الضغط المستمر للمقارنة بالمظهر المثالي على وسائل التواصل من مستويات القلق والاكتئاب. وهنا أظهرت دراسة حديثة أن 70% من النساء اللواتي يستخدمن الفلاتر يشعرن بالضغط لعرض "حياة مثالية"، مما يؤدي إلى إجهاد نفسي كبير.
الإدمان على الموافقة الاجتماعية (الإعجابات والتعليقات)
تعتمد الكثير من النساء على التفاعلات الإيجابية مثل (الإعجابات والتعليقات) على صورهن المفلترة لتعزيز ثقتهن بأنفسهن، مما قد يؤدي إلى إدمان الموافقة الاجتماعية. وبالتالي عندما لا تحصل المرأة على التفاعل المطلوب، قد تشعر بالإحباط وانعدام القيمة.
التأثير سلبي على العلاقات الاجتماعية
يُمكن أن تُقلل الصور المفلترةمن الشفافية في العلاقات، حيث يقدم الأشخاص صورة غير حقيقية عن أنفسهم، مما قد يؤدي إلى خيبة أمل عند المقابلات الواقعية. علمًا أن بعض النساء يفضلن العزلة خوفًا من أن يراهن الآخرون من دون الفلاتر، مما يؤثر على حياتهن الاجتماعية.
التأثير غير المقبول على الفتيات الصغيرات
تعرض الفتيات الصغيرات الدائم للصور المفلترة قد يطور لديهن مشاكل في صورة الجسم في سن مبكرة، مثل كره مظهرهن أو الرغبة في استخدام الفلاتر منذ الطفولة؛ وذلك بخلاف بعض الآباء الذين يستخدمون الفلاتر على صور أطفالهم، مما يرسل رسالة خاطئة بأن المظهر الطبيعي ليس جيدًا بما يكفي.
ما هي أبرز النصائح العملية لمواجهة التأثير السلبي لصور البشرة المفلترة لدى النساء والفتيات؟

وتابعت دكتورة لبنى، في عصر الهوس بالمظهر المثالي على وسائل التواصل الاجتماعي، باتت صور البشرة "المفلترة" والمعدلة رقميًا مصدرًا رئيسيًا للضغط النفسي وتدني تقدير الذات، وخصوصًا لدى النساء والفتيات من دون استثناء؛ لذا يجب توعيتهن بالنقاط التالية:
افهمي حقيقة الصور المزيفة
تخضع معظم الصور على الإنستغرام لتعديلات بالفلاتر أو برامج مثلFaceTuneوPhotoshop لتنحيف الوجه، تنعيم البشرة، أو تعديل الملامح. وبما أن الدراسات الحديثة ذكرت أن 90 % من النساء يستخدمن الفلاتر قبل النشر. لذا تذكري دومًا، أن هذه الصور "غير واقعية" وتعتمد على زوايا وإضاءة مدروسة، حتى لدى المؤثرين المشهورين.
قلًلي من التعرض للمحتوى المثالي
حددي وقتًا لمشاهدة وسائل التواصل، وتجنبي الحسابات التي تروج لمعايير جمال غير واقعية. كذلك اتبعي حسابات تروج للتنوع الجسدي وتظهر البشرة الطبيعية بجميع عيوبها، مثل المسام والتجاعيد.
ركّزي على صحتك بدلًا من المظهر
مارسي تمارين الاسترخاء مثل اليوجا أو التنفس العميق لتقليل التوتر الناتج عن المقارنات، كذلك اعتني ببشرتك عبر روتين بسيط يناسبها، بدلًا من السعي لتحقيق "الكمال" غير الموجود.
كافئي نفسكِ بعيدًا عن المقارنات
اكتبي قائمة بصفاتكِ الإيجابية (غير المرتبطة بالمظهر) وكرريها يوميًا لتعزيز الثقة بالنفس، كذلك خصصي وقتًا للهوايات الإبداعية مثل (الرسم أو الكتابة)، والتي تشتت الانتباه عن التركيز المفرط على المظهر.
تواصلي مع الآخرين بشكل حقيقي
شاركي مشاعركِ مع صديقات أو مجموعات دعم تتحدث عن تأثير وسائل التواصل على الصورة الذاتية. علمًا أن الدراسات الحديثة أكدتأن التحدث عن المشاعر يخفف التوتر، كذلك تجنبي العزلة، فهي تزيد من التركيز على المقارنات السلبية.
استخدمي وسائل التواصل بوعي
قبل نشر صورة، اسألي نفسكِ: "هل أنشرها لإسعاد نفسي أم لمقارنة نفسي بالآخرين؟". كذلك قللي من استخدام الفلاتر المعدلة للملامح، وحاولي تقديم صورتكِ الطبيعية تدريجيًا.
اطلبي المساعدة المتخصصة عند الحاجة
إذا تسببت هذه المقارنات في أعراض مثل (الاكتئاب أو اضطرابات الأكل)، فلا تترددي في استشارة طبيب نفسي أو معالج متخصص في صورة الجسد.

وأخيرًا، تذكري دومًا أن الجمال الحقيقي يكمن في التنوع والإنسانة الكاملة التي أنتِ عليها، وليس في نسخة معدلة رقميًا لا وجود لها في الواقع. كذلك تأكدي أن "الوعي هو الحماية" ضد هذه الصور المثالية.