Cara Delevingne

الدكتورة مها أبو الفضل تكشف لـ"هي" كيف تستمعين لإشارات بشرتك لاختيار روتين العناية الأنسب

رحاب عباس المواردي

لماذا نتعامل مع البشرة كآلة صماء نكرّر لها نفس الخطوات بلا تفكير؟. لأننا نقع غالبًا في فخ "الروتين الثابت"، نطبّق نفس المستحضرات صباحًا ومساءً بغض النظر عن احتياجات بشرتنا الفعلية. لكن الحقيقة المثيرة؟ بشرتنا كالكائن الحي تتأثر بالطقس، مشاعرنا، نومّنا، وحتى ما نأكله!.

 وللتوضيح أكثر، تخيلي معي أن بشرتكِ كصديقة حميمة تُرسل إليكِ رسائل خفية كل يوم "أحيانًا تهمس لكِ بالشكر عندما تمنحينها الترطيب العميق، وأحيانًا تصرخ من الألم إذا أجبرتيها على تحمّل منتج قاسٍ. وبما أنه لا توجد بشرتان متشابهتان في العالم، فلماذا نستخدم كلّنا نفس الروتين؟

لذا، حان الوقت لنسيان القواعد الصارمة، وأدعوكِ اليوم أنا محررة مجلة هي "رحاب عباس" لتبني فلسفة جديدة قائمة على مبدأ "العناية المرنة"، حيث تصبحين خبيرةً في فك شفرات بشرتكِ، وتعديل خطواتكِ كما تعدّلين ملابسكِ مع تغير الفصول؛ لأن أجمل بشرة ليست تلك التي تتبع أحدث الصيحات، بل التي تعرف كيف تتناغم مع احتياجاتها اللحظية.

من هذا المنطلق، سأطلعكِ عبر موقع "هي" كيف تستمعين إلى إشارات بشرتكِ لاتباع روتين العناية المناسب لها؛ بناءً على توصيات أخصائية الطب التجميلي الدكتورة مها أبو الفضل من القاهرة.

لماذا يُنصح دومًا بعدم اتباع روتين ثابت للبشرة ؟

ووفقًا للدكتورة مها، لأن اتباع روتين ثابت للعناية بالبشرة من دون مراعاة احتياجاتها المتغيرة قد يكون غير فعّال أو حتى ضارًا لعدة أسباب؛ أهمها:

تعرفي على الأسباب الجوهرية وراء التزامك بتغيير روتين العناية بالبشرة حسب احتياجاتها
تعرفي على الأسباب الجوهرية وراء التزامك بتغيير روتين العناية بالبشرة حسب احتياجاتها

تغير احتياجات البشرة باستمرار

تتأثر البشرة بالعوامل الداخلية مثل (الهرمونات، التوتر، النظام الغذائي) والخارجية مثل (الطقس، التلوث، الرطوبة)؛ على سبيل المثال: "قد تحتاجين إلى مرطب أكثر كثافة في الشتاء بسبب الجفاف، بينما في الصيف قد تكفي مستحضرات خفيفة، كذلك أثناء الدورة الشهرية، قد تظهر بثور بسبب التقلبات الهرمونية وتحتاجين إلى علاج موضعي بدلًا من الروتين المعتاد".

عدم ملاءمة المنتجات للمرحلة العمرية

لأن بشرة العشرينيات تركز على الوقاية من البثور، بينما تستهدف بشرة الثلاثينيات مكافحة الخطوط الدقيقة، أما بشرة الأربعينيات فتسعى إلى مكافحة الجفاف وفقدان الكولاجين. وبالتالي استخدام نفس منتجات العناية بالبشرة خلال المراحل العمرية المتنوعة قد يؤثر سلبًا على صحة الأنسجة وليس العكس.

إجهاد البشرة أو "الاعتياد" على المنتجات

قد يؤدي استخدام نفس المكونات النشطة مثل (الريتينول أو الأحماض) يوميًا إلى تقلص الفعالية "تصبح البشرة أقل استجابة للمكونات مع الوقت"، والتهيج المفرط " خصوصًا إذا كانت البشرة حساسة أو في ظروف معينة مثل "التعرض للشمس من دون حماية كافية".

استخدام المكونات النشطة يوميًا مثل الريتينول أو الأحماض المتنوعة قد يُقلل من استجابة البشرة  لفعاليتها
استخدام المكونات النشطة يوميًا مثل الريتينول أو الأحماض المتنوعة قد يُقلل من استجابة البشرة  لفعاليتها

إهمال مشكلات جديدة

قد يجعلكِ الروتين الثابت تتجاهلين إشارات تحذيرية مثل: "جفاف مفاجئ (قد تحتاجين إلى زيادة الترطيب). احمرار أو حساسية (قد تحتاج إلى وقف بعض المنتجات القاسية).

التأثير السلبي للمكونات الثابتة

قدلا تناسب بعض المكونات كل الفصول أو الأحوال. على سبيل المثال: "المنظفات القوية في الشتاء قد تزيد جفاف البشرة، والزيوت الثقيلة في الصيف قد تسبب انسداد المسام".

الحاجة إلى "استراحة" البشرة

تحتاج البشرة أحيانًا إلى يوم راحة من المكونات النشطة مثل (الأحماض أو الريتينول) للتعافي، خاصة إذا ظهرت علامات تهيج.

 اختلاف حالة البشرة في مناطق الوجه

قد تكون منطقة الجبهة دهنية بينما الخدود جافة. وبالتالي الروتين الثابت لا يعالج هذه الاختلافات.

كيف تستمعين إلى إشارات بشرتكِ بدلًا من اتباع روتين ثابت؟

وتابعت دكتورة مها، بما أن البشرة كائن حي يتفاعل مع الظروف المحيطة والحالة الصحية للجسم بصفة عامة؛ فإن اتباع العناية المرنة "كحوار مستمر" هو نهج مثالي للتكيف مع احتياجات البشرة المتغيرة، وأفضل من فرض روتين صارم قد لا يناسبها دائمًا. لذا يُمكنكِ تطبيق الأساليب الفعالة التالية:

فهم لغة بشرتكِ والتعامل معها حسب احتياجتها واستخدام مكونات العناية المناسبة لها سر جوهري لتحسين صحتها وتجديد نضارتها
فهم لغة بشرتكِ والتعامل معها حسب احتياجتها واستخدام مكونات العناية المناسبة لها سر جوهري لتحسين صحتها وتجديد نضارتها

افهمي لغة بشرتكِ

  • إذا شعرت بضيق أو تقشر أوجفاف بعد تنظيف بشرتكِ، فقد تحتاجين لمرطب أكثر غنى أو تغيير المنظف.
  • إذا ظهر لمعان سريع أو مسام واضحة يعني أنها تطلب تنظيفًا لطيفًا من دون تجفيف مفرط.
  • إذا ظهر احمرار أو حكة بعد منتج معين يعني توقف فوري واستبداله بمكونات مهدئة مثل (الألوفيرا أو الشوفان).
  • قد يرتبط ظهور البثور المفاجئ بالهرمونات، التوتر، أو منتج غير مناسب.

عدّلي روتينك اليومي حسب الإشارات

  • الصباح: إذا كانت البشرة متوردة ومريحة، اكتفي بغسلها بالماء الفاتر أو منظف لطيف؛ أما إذا ظهرت دهون زائدة، فاستخدمي تونر خالي من الكحول.
  • المساء: إذا كنتِ تضعين مكياجًا وظهرت حساسية، فاستخدمي مزيل مكياج بالزيوت مثل (زيت الجوجوبا). أما إذا شعرت بإرهاق، فأضيفي سيروم مرطب غني بحمض الهيالورونيك.

تفاعلي مع التغيرات الموسمية

  • الشتاء: استخدمي أقنعة مرطبة أسبوعيًا إذا لاحظتي تشققًا.
  • الصيف: اختاري الكريمات المرطبة الخفيفة (جل أو سيروم)، وخصوصًا إذا شعرت بثقل في المنتج الشتوي.
الكريمات المرطبة الخفيفة هي الأنسب مع روتين العناية المرنة للبشرة في فصل الصيف
الكريمات المرطبة الخفيفة هي الأنسب مع روتين العناية المرنة للبشرة في فصل الصيف

تجنبي الحلول الجاهزة

  • لا تستمري في استخدام مقشر قوي فقط لأنه موجود في روتينك. وبالتالي إذا كانت بشرتك حمراء استبدليه فورًا بأقنعة مهدئة.
  • إذا زادت البثور رغم استخدام المنتجات المضادة لها، توقفي مؤقتًا واتركي بشرتكِ تتنفس.

استخدمي اختبار اليوم الواحد

عند تجربة منتج جديد، طبّقيه على منطقة صغيرة في الصباح وانتظري حتى المساء؛ وعند ظهور أي احمرار أو عدم راحة فهذا يعني أنه غير مناسب.

استفيدي من الأدوات المساعدة    

  • استخدمي مرطب ذو تركيبة قابلة للتعديل مثل "الكريمات التي يمكن خلطها بقطرة زيت للجفاف الشديد".
  • اختاري منظف لطيف كخيار آمن عندما تكون بشرتكِ في حالة "لا أعرف ماذا أريد".

لا تنسي أن السيكولوجيا وراء الإشارات

  • قد يُسبب التوتر قد التهابًا مفاجئًا. في هذه الحالة، ركزي على العناية الذاتية مثل "التدليك بلطف أو أقنعة التهدئة".
  • قد يظهر النظام الغذائي غير الصحي مثل (كثرة  تناول السكريات) على شكل بثور صغيرة.
استمعي إلى إشارات بشرتكِ لاختيار روتين العناية المناسب لها  ولا تُصري على استخدام منتج أو روتين لمجرد أنه موصي به
استمعي إلى إشارات بشرتكِ لاختيار روتين العناية المناسب لها  ولا تُصري على استخدام منتج أو روتين لمجرد أنه موصي به

وأخيرًا، بشرتك مثل حالة الطقس تتغير يوميًا. لذا كوني "خبيرة أرصاد" لها، راقبي العلامات، وعدّلي خطواتكِ وفقًا لذلك. والأهم هو عدم إصراركِ على منتج أو روتين لمجرد أنه "مُوصى به"، وخصوصًا إذا كان لا يناسب إشارات بشرتكِ الفعلية.