هل تعب شعركِ من التساقط؟ إليكِ الحلّ بالخلايا الجذعية

وداعاً للفراغات..كيف تٌعيد الخلايا الجذعية الكثافة لشعركِ؟

ندى الحاج
14 يوليو 2025

بين ترف الابتكار وحنين العودة إلى الجمال الطبيعي، تظهر تقنية الخلايا الجذعية المركّزة كإحدى أبرز محطات التطوّر في عالم العناية بالشعر. لم تعد الكثافة حلماً مؤجلاً ولا الفراغات أمراً لا يمكن علاجه، بل أصبحت استعادة امتلاء الشعر ممكنة بفضل مقاربة علمية دقيقة تعيد للبصيلات حيويتها وتمنح الفروة فرصة للانتعاش من الداخل. إنه عصر الجمال الهادئ، الذي يحتاج إلى خلية ذكية تعرف تماماً كيف توقظ الحياة من جديد.

ما هو علاج الخلايا الجذعية للشعر؟

علاج الخلايا الجذعية للشعر هو تقنية طبية حديثة تهدف إلى معالجة تساقط الشعر وتحفيز نموه من جديد من خلال استخدام خلايا جذعية نشطة تُعيد تنشيط بصيلات الشعر الخاملة، وتحسّن بيئة فروة الرأس من الداخل.

هي خلايا غير متخصصة تتمتع بقدرة عالية على التجدد والتحول إلى أنواع مختلفة من الخلايا. فعندما تُحقن في فروة الرأس أو تُستخدم مستخلصاتها، تقوم بـ:

  • تنشيط الدورة الدموية الدقيقة في فروة الرأس.
  • تحفيز بصيلات الشعر الخاملة على العودة للنمو.
  • إفراز عوامل نمو تساعد على تقوية الشعر وزيادة كثافته.
  • تهدئة الالتهابات وتحسين صحة الفروة بشكل عام.

أسباب تساقط الشعر لدى النساء،وما الذي يجعل هذه التقنية ضرورية؟

  • التغيرات الهرمونية بعد الحمل أو في سنّ ما بعد الثلاثين.
  • التوتر النفسي ونمط الحياة السريع.
التوتر النفسي ونمط الحياة السريع من أسباب تساقط الشعر
التوتر النفسي ونمط الحياة السريع من أسباب تساقط الشعر
  • العوامل الوراثية أو التقدم في العمر.
  • الاعتماد المفرط على الصبغات والحرارة العالية.
  • سوء التغذية أو نقص الفيتامينات مثل الحديد وفيتامين D.

في ظل هذه المسببات المتعددة، تعجز الحلول الموضعية عن التصدي للمشكلة من الجذور، ما يجعل العلاج بالخلايا الجذعية خياراً فعالاً يعالج السبب، لا فقط النتيجة.

أنواع الخلايا الجذعية المستخدمة في علاج الشعر

الخلايا الجذعية الذاتية:

تستخلص من الدهون الخاصة بالمريضة، وغالباً من منطقة البطن أو الورك، ثم تُعالج وتُعاد حقنها في فروة الرأس. تمتاز هذه الطريقة بأنها طبيعية 100%، وفعالة خصوصاً لدى من يعانين من التساقط المتقدّم.

الخلايا الجذعية الذاتية لعلاج تساقط الشعر
الخلايا الجذعية الذاتية لعلاج تساقط الشعر

الخلايا الجذعية النباتية:

مستخرجة من مصادر طبيعية نادرة مثل التفاح السويسري أو الرز النابت، وتُستخدم عادة على شكل سيرومات موضعية ضمن الجلسات. تعزز البيئة الحيوية للبصيلات وتقلل من الالتهاب.

الإكسوسومات:

هي جزيئات نانوية مشتقة من الخلايا الجذعية تعمل على تحفيز البصيلات دون أن تكون خلايا حية. لها قدرة عالية على نقل الإشارات البيولوجية، وتُعد الخيار الأحدث والأكثر تطوراً حتى اليوم.

كيف تتم الجلسة؟ خطوات العلاج بالتفصيل

تبدأ رحلة علاج الشعر بالخلايا الجذعية بجلسة أولى دقيقة يُخصص فيها الطبيب وقتاً لفحص فروة الرأس باستخدام تقنيات تصوير متقدمة مثل TrichoScan، والتي تتيح رؤية واضحة لكثافة الشعر، نشاط البصيلات، ونسبة المناطق الضعيفة أو الخاملة. هذا التشخيص الدقيق يشكّل الأساس الذي تُبنى عليه خطة العلاج الشخصية.

بعدها، يتم تحديد نوع العلاج الأنسب بحسب حالة كل سيدة. في حال استخدام الخلايا الجذعية الذاتية، تُؤخذ عينة صغيرة من الدهون غالباً من منطقة البطن، ثم تُعالج وتُستخلص منها الخلايا الفعالة داخل مختبر مخصّص. أما في حال استخدام الخلايا النباتية أو الإكسوسومات، فيُحضّر المركب الخاص الذي يحتوي على عوامل النمو المحفزة.

وحين يصبح كل شيء جاهزاً، تبدأ مرحلة الحقن. تستخدم إبر دقيقة جداً أو أجهزة ميزوثيرابي متطورة لإيصال الخلايا مباشرة إلى المناطق التي تعاني من التساقط أو الفراغات، بدقة وعمق محسوب. غالباً ما تكون الجلسة مريحة ولا تتطلب أي تخدير عميق، وقد تشعرين فقط بوخز خفيف يشبه جلسات الميزو العادية.

تستخدم إبر دقيقة جداً  لإيصال الخلايا مباشرة إلى المناطق التي تعاني من التساقط أو الفراغات
تستخدم إبر دقيقة جداً  لإيصال الخلايا مباشرة إلى المناطق التي تعاني من التساقط أو الفراغات

ولأن الراحة عنصر أساسي في العناية التجميلية الحديثة، تُتبع جلسة الحقن غالباً بجلسة تهدئة فورية، تتضمن تبريداً لطيفاًللجلد أو ماسكات مهدئة تساعد على تخفيف أي احمرار محتمل، وتمنح الفروة شعوراً بالانتعاش.

في النهاية، لا تنتهي التجربة عند باب العيادة. بل يُقدّم لكِ الطبيب خطة متابعة شاملة، تتضمن تناول مكمّلات غذائية خاصة بالشعر، وروتيناً منزلياً مدروساً للعناية اليومية، لأن نجاح العلاج لا يعتمد فقط على الجلسة، بل على الاستمرارية والاهتمام المتكامل من الداخل والخارج.

من يناسبه هذا العلاج؟

  • من يعاني من تساقط شعر وراثي أو هرموني في مراحله الأولى أو المتوسطة.
من يعاني من تساقط شعر وراثي أو هرموني يناسبه علاج الخلايا الجذعية
من يعاني من تساقط شعر وراثي أو هرموني يناسبه علاج الخلايا الجذعية
  • النساء بعد الحمل أو أثناء فترة انقطاع الطمث.
  • من خضع لعلاجات كيميائية أثّرت على كثافة الشعر.
  • من يفضّل البدائل غير الجراحية لزراعة الشعر.
  • النساء اللواتي يبحثن عن تحسين حيوية الفروة وصحة الشعر من الداخل.

متى تظهر النتائج؟ وما مدى استمراريتها؟

تبدأ النتائج بالظهور التدريجي بعد 4 إلى 6 أسابيع، حيث يتوقّف التساقط، تليه زيادة تدريجية في الكثافة ونمو الشعر الجديد خلال 3 إلى 6 أشهر.
مع الاستمرارية، يمكن الحفاظ على النتائج لفترة طويلة، خصوصاً عند دمج العلاج مع نظام غذائي متوازن وروتين عناية صحي.

مميزات هذه التقنية مقارنة بغيرها من العلاجات

  • لا تتطلب تدخلًا جراحياً ولا فترة تعافٍ.
  • آمنة وخالية من المواد الكيميائية الضارة.
  • تُعزز النمو الطبيعي للشعر بدلًا من تغطيته مؤقتاً.
  • نتائج تدريجية وطبيعية تزداد مع الوقت.
  • يمكن تكرارها بشكل موسمي حسب حاجة الشعر.

هل من آثار جانبية؟

بشكل عام، تُعد تقنية الخلايا الجذعية آمنة جداً عند تطبيقها على يد اختصاصيين مؤهّلين. قد تُلاحظين احمراراً طفيفاً أو شعوراً بالوخز بعد الجلسة، لكنه يزول خلال 24 ساعة. ولأن المواد المستخدمة غالباً ما تكون من الجسم نفسه أو نباتية، تقلّ احتمالات التحسس أو الالتهابات بشكل كبير.

نصائح للحفاظ على النتائج بعد الجلسات

  • الالتزام بالجلسات الداعمة كل 4-6 أشهر حسب توصية الطبيب.
  • تجنّبي الحرارة المرتفعة وأدوات التصفيف القاسية بعد العلاج مباشرة.
  • استخدام شامبو لطيف خالٍ من الكبريتات.
  • تناولي مكمّلات غنية بالبيوتين والزنك.
  • الحفاظ على نمط حياة متوازن بعيد عن التوتر.