
في يوم المتاحف العالمي… "هي" تدعوك لاكتشاف المتحف الوطني السعودي بعين مختلفة
في قلب العاصمة الرياض، ووسط نبض الحداثة المتسارعة، يقف المتحف الوطني السعودي شامخًا كأحد رموز الذاكرة الوطنية، وجسرًا يربط الماضي بالحاضر والمستقبل. وها هو اليوم، وفي مناسبة اليوم العالمي للمتاحف 2025، يفتح أبوابه على اتساعها، داعيًا الجمهور لاكتشافه من زاوية مختلفة، تحت شعار يواكب العصر: "مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغيير."
من 15 حتى 17 مايو، يتحول المتحف إلى منصة حيوية تفيض بالحوار، والفن، والتجارب التفاعلية التي تحتفي بالهوية الثقافية، وتدعم التنمية المستدامة، في ظل الاحتفاء بعام الحرف اليدوية في المملكة.
أكثر من مجرد مبنى… المتحف منصة للابتكار والتغيير
البرنامج الثقافي الذي يمتد لثلاثة أيام، لا يكتفي بعرض القطع الأثرية أو رواية الحكايات القديمة، بل يتجاوز ذلك إلى تسليط الضوء على دور المتاحف كمحركات اقتصادية فاعلة، تفتح أبوابًا جديدة لسوق العمل، وتطرح برامج تعليمية تهدف لتمكين المجتمعات، وتزرع بذور الإبداع في الأجيال القادمة.
وبين أروقة المتحف، ستجد المستقبل حاضرًا عبر توظيف أحدث التقنيات التي تمنح الزائر تجربة تفاعلية ممتعة، وتعيد تعريف العلاقة بين الفرد والتاريخ بطريقة أقرب للواقع الافتراضي منها للتلقين التقليدي.

شخصيات بارزة وجلسات لا تُفوّت
أحد أبرز الفعاليات المنتظرة في البرنامج، هي الجلسة الحوارية التي تستضيف صاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت منصور بن بندر، إلى جانب مديرة المتحف الوطني رولا الغرير، في نقاش مثري بالشراكة مع هيئة المتاحف، حول التحولات المستقبلية في عالم المتاحف، وكيف يمكن لهذه الصروح أن تواكب التغيير وتبني جسورًا جديدة مع المجتمعات.
كما يشهد البرنامج لقاءً تفاعليًا بالشراكة مع المعهد الملكي للفنون التقليدية (ورِث)، يستكشف فيه الحضور كيفية دمج القصص الشعبية والفنون الأدائية السعودية في تجربة المتاحف، لتصبح أكثر حيوية، وأكثر جذبًا للأجيال الشابة التي تبحث عن التفاعل والمعنى، لا مجرد المشاهدة.
"التراث الحي"... عنوان للثبات في عالم متغير
وفي زمن تتغير فيه أنماط الحياة بوتيرة سريعة، يطرح المتحف بالتعاون مع هيئة التراث جلسة حوارية بعنوان "التراث الحي في مجتمعات سريعة التغيير"، تناقش تحديات حفظ التراث الثقافي غير المادي، وكيفية إعادة توظيفه لينسجم مع الحاضر، ويستمر في تشكيل هوية الأجيال القادمة.

ورش وتجارب حيّة… حواس خمسة في مغامرة ثقافية
ولأن التجربة لا تكتمل بدون تفاعل مباشر، يختتم البرنامج أيامه الثلاثة بسلسلة من الورش التفاعلية والعروض الأدائية والموسيقية التي تحتفي بالحرف والفنون التقليدية السعودية. من النقش والخط العربي، إلى عروض الأداء الشعبي والأنغام التراثية، يعيش الزائر لحظات تمزج بين الاكتشاف والتعلم، وتقدم صورة نابضة بالحياة عن التراث السعودي الأصيل.
دعوة مفتوحة لعشاق الفن والتاريخ والمستقبل
في النهاية، لا يُعد هذا البرنامج مجرد مناسبة احتفالية عابرة، بل رسالة مستمرة من المتحف الوطني السعودي تؤكد على دوره كمؤسسة ديناميكية، ترسّخ الوعي الثقافي، وتفعّل الحوار المجتمعي، وتفتح النوافذ على المستقبل، دون أن تغلق الأبواب على الماضي.
في يوم المتاحف العالمي، لا تفوت فرصة أن ترى المتحف بعينٍ جديدة، وأن تعيش تجربةً تفاعلية تشبهك… تمزج بين الأصالة والحداثة، المعرفة والترفيه، الماضي والمستقبل.
