
كابوس جيفري إبستين يطارد العائلة المالكة مجددا
في تطور مفاجئ، فقدت سارة فيرغسون، دوقة يورك، دعم ست جمعيات خيرية في غضون أيام قليلة، وذلك عقب الكشف عن رسالة بريد إلكتروني أرسلتها إلى الممول الأمريكي المدان بالاعتداء الجنسي على الأطفال، جيفري إبستين،وأثارت الرسالة، التي وصفت إبستين بأنه "صديق مخلص" واعتذرت له عن إدانته في الإعلام، موجة من الإدانات أدت إلى قطع علاقاتها بهذه المؤسسات.
سلسلة من إعلانات الانسحاب

بدأت الأزمة يوم الاسبوع الماضي، عندما أعلن "دار جوليا"، وهو مركز لرعاية الأطفال في مقاطعة دورسيت، أنه أنهى رعاية الدوقة للجمعية الخيرية، وجاء في بيان رسمي للدار: "في أعقاب المعلومات التي تم الكشف عنها هذا الأسبوع حول مراسلات دوقة يورك مع جيفري إبستين، قرر دار جوليا أنه من غير المناسب استمرارها في رعاية الجمعية الخيرية."
تبع ذلك إعلانات مماثلة من خمس جمعيات خيرية أخرى، مما يؤكد مدى خطورة الموقف. وأصدرت "مؤسسة ناتاشا لأبحاث الحساسية"، وهي مؤسسة معنية بالحساسية الغذائية، بياناً قالت فيه إنها "انزعجت" من محتوى المراسلات. كما أعلنت مؤسسة "منع سرطان الثدي" عن إنهاء رعاية الدوقة، وهو قرار يحمل رمزية كبيرة نظراً لأن الدوقة كانت راعية للمؤسسة منذ أكتوبر 2024 بعد تشخيصها بسرطان الثدي في يونيو 2023

كما حذت حذوها مؤسستان خيريتان أخريان، هما "مؤسسة محو أمية الأطفال" و"مؤسسة القلب البريطانية"، التي كانت الدوقة تدعمها لسنوات. وأعلنت "تينيدجكانسر ترست"، التي تعاونت مع الدوقة لمدة 35 عاماً، أنها ستنهي علاقتها بها، مما يشير إلى أن القرار كان صعباً ولكنه ضروري.
محتوى الرسالة وتداعياتها

كشفت صحيفة "ذا صن" البريطانية عن رسالة البريد الإلكتروني، التي أرسلتها الدوقة في 26 أبريل 2011، أي بعد أسابيع قليلة من إعلانها في مقابلة مع صحيفة "إيفنينج ستاندرد" في 7 مارس 2011 أنها "لن تتعامل أبداً" مع جيفري إبستين مرة أخرى، وفي تلك المقابلة، اعتذرت عن قبولها مبلغ 15 ألف جنيه إسترليني منه، معتبرة ذلك "خطأ فادحاً في التقدير".
ونشرت الصحيفة مقتطف من رسالة الدوقة إلى إبستين جاء فيها:
"أعلم أنك تشعر بخيبة أمل كبيرة مني. يجب أن أعتذر لك ولكل ما في قلبي عن ذلك. لقد كنت دائمًا صديقًا مخلصًا وكريمًا وعظيمًا بالنسبة لي ولعائلتي. لقد نُصحتُ بقطع التعامل معك، وإذا فعلتُ، فسوف أسبب المزيد من المشاكل لك..."

وفي محاولة لتوضيح الأمر، ولتبرير موقفها أمام الرأي العام والجمعيات الخيرية التي تخلت عنها، قال متحدث باسم الدوقة إن الرسالة أُرسلت "في سياق نصائح تلقتها الدوقة لمحاولة تهدئة إبستين وتهديداته"، وزعم المتحدث أن إبستين كان قد هدد بمقاضاتها بتهمة التشهير بعد أن ربطته بالاعتداء الجنسي على الأطفال في وسائل الإعلام.
يُذكر أن جيفري إبستين عُثر عليه ميتاً في زنزانته في أغسطس 2019 أثناء انتظاره المحاكمة بتهم الاتجار بالجنس، وقد وصفت وفاته رسمياً بأنها انتحار.
جيفري إبستين أطاح بالأمير أندرو من الحياة الملكية

من الجدير بالذكر هنا، أن علاقة الأمير أندرو دوق يورك وطليق سارة فيرغسون بـ جيفري إبستين، أدت إلى الإطاحة به من العمل الرسمي والحياة الملكية، وبعد محاولات عديدة للتهرب والالتفاف على صداقتهما، وبعد ظهور مقابلة تلفزيونية جاءت بنتيجة عكسية، صدرت أوامر الملكة الراحلة إليزابيث الثانية والدة الأمير أندرو بإبعاده عن العمل الرسمي وعن تمثيل التاج البريطاني.

مقابلة الأمير أندرو الشهيرة في برنامج Newsnightعلى شبكة بي بي سي BBC مع المذيعة والصحفية البريطانية الشهيرة، إميليمايتليسفي عام 2019، مقابلة وصفت فيما بعد بالكارثية وبأنها وضعت كلمة النهاية لحياة الأمير أندرو كفرد عامل في العائلة المالكة، بعد أن فشل خلال المقابلة في إعطاء مبررات مقنعة ومقبولة لدى الرأي العام البريطاني، لعلاقة الصداقة المثيرة للجدل التي جمعته مع جيفري إبستين.
تسوية قضائية ضخمة خارج المحكمة

وخلال مقابلته التلفزيونية المثيرة للجدل، فشل الأمير أندرو أيضا في النفي بشكل قاطع، صحة الاتهامات الموجهة إليه بالتورط في أنشطة إبستين الإجرامية، والتي وجهتها إليه صراحة الناشطة الأمريكية الأسترالية فرجينيا جيوفروهي واحدة من ضحايا عصابة الاتجار بالجنس التي شكلها جيفري، واتهمت الأمير أندرو بقيامه باستغلالها جنسيا في ثلاث مناسبات مختلفة، بينما كانت لا تزال قاصر وعمرها لا يتجاوز 17 عام، قبل أن تقوم في وقت لاحق بمقاضاته بنفس التهمة أمام محكمة أمريكية في نيويورك في قضية انتهت خارج المحكمة بعد أن قام الأمير أندرو بدفع تسوية مالية ضخمة في مقابل تنازل جيوفر عن القضية، قدرت بنحو 12 مليون جنيه إسترليني.