نجلاء القحطاني لـ”هي”: الإعلام بالنسبة لي رسالة وصوت شبابي سعودي يصل إلى العالم
في عالم الإعلام السعودي الذي يشهد اليوم حضورًا متناميًا على الساحة المحلية والعالمية، تبرز أسماء شبابية استطاعت أن تجعل من الكلمة والصورة أداة للتأثير وصناعة التغيير. من بين هذه الأسماء الإعلامية السعودية نجلاء القحطاني، التي اختارت أن تكون صوتًا شبابيًا يعكس طموحات جيل كامل ويسعى إلى تقديم صورة واقعية وجميلة عن الثقافة السعودية.
منذ بداياتها في مواجهة الجمهور وحبها للكلمة، وحتى وقوفها على منصات كبرى وأمام الكاميرات، نجحت نجلاء في بناء مسيرة مهنية تتسم بالشغف والصدق، وتجمع بين التقديم التلفزيوني وتقديم الفعاليات المباشرة، مؤكدة أن الإعلام بالنسبة لها رسالة قبل أن يكون مهنة.
في حوار خاص مع هي، تحدثت الإعلامية السعودية نجلاء القحطاني عن مسيرتها وتجربتها في التقديم، مؤكدة أنها تنتمي إلى جيل طموح يرى أن الإعلام ليس مجرد مهنة، بل مساحة للتأثير وصناعة الأثر. تقول نجلاء: “أمثل نفسي أولاً كإنسانة، ثم كصوت شبابي سعودي يحمل شغف المشاركة وصناعة الأثر ويسعى أن يعكس صورة واقعية وجميلة عن ثقافتنا للعالم.”
حضور عالمي مع روائع الأوركسترا السعودية في قصر فرساي
وعن تقديمها لفعاليات كبرى خارج المملكة، تصف التجربة بقولها: “هو لحظة تاريخية بالنسبة لي. أن نُظهر فنوننا وإرثنا في معالم أوروبية كبرى، هذا دليل أن ثقافتنا اليوم أصبحت جسراً للحوار مع العالم.”
تعتبر نجلاء أن تمثيل السعودية في المحافل العالمية شرف ومسؤولية كبرى، وتقول: “أن أقدم فعالية كبرى في الخارج يعني أنني لا أمثل نفسي فقط، بل أمثل ثقافة وتاريخ بلد كامل. هذه اللحظات تؤكد أن الإعلام السعودي أصبح حاضرًا ومؤثرًا عالميًا.”
وتضيف: “المذيع ليس مجرد ناقل للحدث، بل هو مترجم للهوية. دورنا أن نُوصل للعالم أن السعودية غنية بالفنون والثقافة، وأن لدينا قصة تستحق أن تُروى.”
شغف الطفولة يتحول إلى رسالة إعلامية

تعود بدايات شغفها بالإعلام إلى طفولتها، حيث تصف تلك المرحلة بقولها: “منذ صغري وأنا أعشق الكلمة وأحب مواجهة الجمهور، سواء في المدرسة أو الأنشطة الاجتماعية. اللحظة الحاسمة كانت عندما أدركت أن الإعلام ليس مجرد عمل، بل مساحة أستطيع أن أُوصل فيها رسالة وأن أكون جزءًا من صناعة وعي وثقافة.”
وتتذكر أول ظهور لها على الشاشة بقولها: “أول مرة على الشاشة لم تكن سهلة؛ كان هناك رهبة الكاميرا، ومسؤولية أن تصل كلماتي لآلاف الناس. لكنني تغلبت على الخوف بالممارسة وأن أكون أنا بطبيعتي، والإيمان بأن الصدق مع الجمهور هو السلاح الأقوى.”
قيم المذيع ومساحاته للتأثير
عن الصفات التي ترى أنها أساسية للمذيع الناجح، توضّح: “أعتقد أن المقدم يحتاج إلى مزيج من الثقافة، سرعة البديهة، والقدرة على الإصغاء. والأهم أن يكون صادقًا ومتواضعًا، لأن الجمهور يميز دائمًا من يتحدث من القلب.”
أما عن نوع التقديم الأقرب إليها، تقول نجلاء: “أجد نفسي أكثر في الفعاليات المباشرة، لأنني أحب التفاعل مع الناس وأشعر بطاقة فورية من الجمهور. لكن في نفس الوقت، الحوار والإعلام الاجتماعي والثقافي والفني يعطيني مساحة أعمق للتأثير.”
بين رهبة الكاميرا وطاقة الجمهور
عن الفرق بين مواجهة الكاميرا والجمهور المباشر، تصف التجربة قائلة: “الكاميرا تختبر تركيزي، أما الجمهور الحي فيمنحني طاقة حقيقية. بالنسبة لي، الحضور المباشر فيه تحدٍ أكبر ورهبة أعظم، لكنه أيضًا يمدني بشعور لا يُنسى.”
وتصف استعداداتها قبل أي ظهور قائلة: “أراجع المحتوى جيدًا، أتمرن على مخارج الحروف، وأخذ لحظة هدوء مع نفسي قبل الدخول على الهواء. طقسي الخاص هو أن أتنفس بعمق وأتذكر أنني بين أهلي وناسي مهما كان حجم الجمهور.”
رسالة إعلامية وهوية وطنية
وعند حديثها عن تطور الإعلام في المملكة، تؤكد: “الإعلام السعودي تطور بشكل هائل في السنوات الأخيرة، سواء من ناحية المحتوى أو المنصات. أطمح أن أكون جزءًا من هذه المرحلة عبر تقديم أعمال تُبرز هويتنا وتنافس عالميًا.”
وتفخر نجلاء بدورها في التغطيات الوطنية على قناة MBC، وتقول: “أنا لمدة ثلاث سنوات على التوالي أغطي اليوم الوطني ويوم التأسيس على MBC ببث مباشر، وهو شيء مهم جدًا بالنسبة لي. الشعور يكون مضاعفًا بالفخر والمسؤولية، لأنك تدرك أن ملايين يشاهدونك، وكل كلمة وصورة يجب أن تكون انعكاسًا للوطن.”
وتلخص رسالتها في جملة قصيرة بقولها: “رسالتي أن أكون صوتًا حقيقيًا يربط بين الثقافة السعودية والعالم، ويترك أثرًا جميلًا في قلوب الناس.”
رحلة نجلاء القحطاني تجسد مسارًا يلخص معنى الطموح والإصرار؛ فهي لم تكتفِ بكونها مقدمة برامج على الشاشة، بل أصبحت وجهًا حاضرًا في أهم الفعاليات الوطنية والعالمية.
من تغطيتها المباشرة لليوم الوطني ويوم التأسيس عبر شاشة MBC، إلى وقوفها على مسرح قصر فرساي لتقديم الأوركسترا السعودية أمام العالم، تثبت نجلاء أن الإعلام السعودي يعيش عصره الذهبي، وأن جيلها قادر على أن يكون همزة وصل بين الثقافة السعودية والجمهور العالمي.
وبرسالتها الواضحة: أن تكون صوتًا حقيقيًا يترك أثرًا جميلًا، تؤكد نجلاء أن الإعلام هو مرآة المجتمع وأحد أبرز أدواته للتأثير وصناعة المستقبل.