سنة أولى دراسة وتجربة أم

 
دبي : ريهام كامل
لازلنا في شهر العودة للمدارس، وها قد حانت اللحظة التي انتظرتها دوما، أجمل لحظة في حياتي عندما رأيت ابني الوحيد "محمد" يتأهب للذهاب للمدرسة، وكنت أرى في عينيه فرحة عارمة لكونه سيصبح تلميذا بالمدرسة، وكم كنت قلقة في الوقت ذاته من أمور عدة، وتساؤلات عديدة تتسابق في ذهني لمعرفة الجواب، أذكر منها هل سيحب طفلي المدرسة؟ هل سيبكي أم أنه سيتقبلها بدون بكاء من أول مرة؟ ماذا سيفعل إذا أراد شيئا؟ ماذا سيحدث عندما تحدثة مدرسة الفصل الدراسي؟ الخ... ولكن تجربتي كانت سعيدة مع ابني من أول وهلة لدخولنا المدرسة فأخذ يتطلع إلى الحديقة، والأطفال، وأحواض السمك المزينة بأجمل الزينات، وأماكن الألعاب المخصصة لهم للترفيه، والرسوم الجاذبة للإنتباه والمعبرة جدا عن المرحلة الجديدة لكل التلاميذ الجدد. وفجأة قال لي: "أنا أحب المدرسة يا أمي فهي جميلة وأنا أحب أيضا الأطفال". وذهبنا سويا لمعرفة الفصل الخاص به، وعندما قرأت أسمه في القائمة التي تتضمن أسماء الأطفال توالت عليه لحظات سعيدة أخرى، وشعرت بأن طفلي كبر وهو الآن يخطو أولى خطوات التعليم، وكانت أشد اللحظات تأثيرا في أنا ووالده عندما رأيناه يستعد لدخول الفصل في هدوء وسألته المدرسة ما اسمك؟ مكملة سؤالها بجملة أخرى وهي" فأنا أتذكرك من وقت المقابلة"، فأجاب بكل ثقة عن اسمه واتخذ مكانا له بهدوء. كم أسعدتني رؤيته هكذا وبقلبي دعوت ربي أن يظل كما هو، وأن يكون طريقه يسير نحو التعليم، بل أخذتني الفرحة وتخيلته في الجامعة، فما أجملها أماني الأمهات، وما أروع قلوبهن، ولكني شعرت ببعض ضيقه من بكاء الأطفال حوله وبدأ يسأل لماذا يبكون؟ استطاعت اعطاء اجابة مريحة له، فأنا أريده أن يبقى كما هو يحب المدرسة ويلعب ويمرح ويدرس ويسعد بأوقاته، والحمدلله نجحت في ذلك.
 
تذكرت أمي الحبيبة رحمها الله تعالى، تذكرتها بكل أحاسيسي المتداخلة من فرح وقلق، تذكرتها عندما رأيت الأطفال يبكون لتعلقهم بأمهاتهم، تذكرتها عندما دخل طفل آخر الفصل الدراسي وهو يبكي، وأمه تراقبه من بعيد وهي تبكي أيضا، إنها الأم رمز الحنان والعطف، رمز العطاء والتضحية، هي لا تريده بعيدا عنها ولا لحظة ولكنها تسعى لأن يكون أفضل الناس وأحسنهم علما وخلقا، وتتمنى له أفضل الأفضل.
 
فأهلا بسنة أولى دراسة، وأهلا بتجربتي في أول يوم دراسي، وأهلا بأولى خطوات صغيري نحو التعليم، كم أنا سعيدة بها وبابني حفظه الله تعالى هو وجميع الأطفال.
 
عزيزتي الأم حدثينا عن تجربتك كأم في أول يوم دراسي وأول سنة دراسية لصغيرك.