هل تتأثر إنتاجية الموظفات السعوديات في رمضان؟

هي – شروق هشام 
 
تغيّر الأجهزة الحكومية ومعظم القطاعات الأهلية مواعيد الدوام وتقليص ساعات العمل خلال شهر رمضان المبارك، ومع ذلك يبقى ضعف النشاط هو السمة العامة لمعظم الموظفات، فهل يعني ذلك أن إنتاجية الموظفات السعوديات في العمل تتأثر خلال شهر رمضان؟
 
للإجابة على هذا السؤال استطلعنا أراء الخبراء: 
 
"الموارد البشرية": لا تأثير كبيراً 
أكدت خبيرة الموارد البشرية سوسن حمدان أن الإنتاجية لا تتأثر في العمل بشكل كبير خلال الصيام لاسيما في الأعمال المكتبية وهو ما تقوم به معظم الموظفات السعوديات، مشيرة إلى أن تأثر الإنتاجية قد يكون أكبر في الأعمال التي تخص الرجال والتي تتطلب منهم مجهودا عضلياً إضافة إلى الأعمال التي تنجز في جو حار على سبيل المثال. أما ضعف النشاط بشكل عام فيخصّ الأشخاص المعتادين على سلوكيات ثابتة وخاطئة كالسهر المتواصل والتدخين وشرب المنبهات كالشاي والقهوة بكثرة خلال فترة الصباح بحيث يكون تأثرهم بالصيام أكثر من غيرهم الأمر الذي ينعكس على نشاطهم، أي أن أسباب ذلك ترتبط بالاعتياد على سلوكيات معينة ومن ثم الامتناع عنها، ولا يعني ذلك انخفاض الأداء أو الإنتاجية الخاصة بالعمل.
 
"الرأي الاجتماعي": تغيرات سلوكية 
أوضحت الأخصائية الاجتماعية جيهان توفيق أن وتيرة الحياة الاجتماعية والعملية تتغير في شهر رمضان المبارك بشكل عام، فعادات المجتمع اليومية، وسلوكيات أفراده تصبح أقل انضباطاً وقد تنعكس سلباً على مجالات العمل وميادينه وأنشطته اليومية وذلك نتيجة السهر المبالغ فيه وتزايد الالتزامات الاجتماعية، ويتباين نمط النشاط بالنسبة لأغلب الناس، وعلى الرغم من أن أكثر الفئات تضرراً في رمضان هن الموظفات فأغلب وقتهن يهدر في مشاوير الحضور والانصراف من العمل وفي الازدحام المروري الكثيف على الرغم من ارتباطهن بأعباء ومسئوليات أسرية أخرى في منازلهن، إلا أن ذلك لا يعني التكاسل عن أداء العمل أو ضعف إنتاجية الموظفات بحجة الصيام، بل أن الواقع يشير إلى أن معظم الموظفات يحرصن على رفع نسبة استثمار وقت العمل في رمضان بشكل أعلى يتوافق مع استغلال الوقت الذي تقضيه الموظفة في مكان عملها.
 
الدراسات المتخصصة
أشارت شركة اوكسفورد ستراتيجيك كونسالتنغ البريطانية المتخصصة في الأبحاث عن دول "الخليج" في تقرير لها أن شهر رمضان بالغ الأهمية بالنسبة لكافة المسلمين، حيث يسود الاعتقاد في غالب الأحيان أن هذا الشهر مرتبط بتباطؤ النشاطات والعمليات وتقليص ساعات العمل الرسمي. ونفى الأكاديمي البريطاني البروفيسور ويليام سكوت جاكسون، رئيس شركة اوكسفورد ستراتيجيك كونسالتنغ هذا الاعتقاد بالنسبة إلى السعودية، حيث أن التقارير تتحدث عن زيادة الإنتاج خلال شهر الصوم حيث يصبح من السهل الانتقال أثناء العمل لعقد الاجتماعات وترتيب الالتزامات والمسؤوليات التي يتوجب على الفرقاء المختلفين في العمل الاضطلاع بها وذلك ضمن مناخ عمل اقل تعقيدا من حيث القيود الرسمية.