أسبوع من الفعاليات الفنية في جو جدة بالسعودية

خاص بمجلة "هي" -  فاتن أمان انطلقت في جدة فعاليات "أسبوع الفنون في جدة" في في نادي الفروسية ومارينا للقوارب واليخوت في فندق بارك حياة بجدة. وتم تخصيص أسبوع كامل من الأنشطة الثقافية والفعاليات الفنية والتحف، ومعرض سوذبيز هو الأول في المملكة العربية السعودية ضمن الفعاليات لمدة يومين 26 و27 نوفمبر سيكون الجمهور خلالها على موعد مع مجموعة مختارة من التحف الفنية، ثم في الدوحة خلال ابريل القادم. وقالت "لينا لازار جميل" الخبيرة في الفن العالمي المعاصر لدى سوذبيز ومؤسس أسبوع الفن في جدة: "نحن سعداء بتواجدنا في السعودية بمدينة جدة، وبالالتقاء بمحبي الفن والأعمال الفنية لأشهر الفنانين العرب والأجانب الموهوبين في عصرنا الحالي"، مشيرة إلى أن "مدينة جدة تعتبر ملتقى للثقافات المختلفة، وتتباهى بمجتمع تتنامى فيه شريحة من الفنانين والموهوبين، وانطلاقاً من تاريخ جدة الحضاري أدركنا ضرورة أن تكون عروس البحر الأحمر حاضنة للإبداع الفني، في هذا المعرض الذي يعد فرصة لمزيد من التحاورات والنقاشات وتبادل الرؤى والخبرات على مدى أسبوع كامل". وتتصدر أبرز المعروضات الفنية لوحة الفنان شانت أفيديسيان "أيقونات وادي النيل"، وهي لوحة "إستنسل" مرسومة يدوياً بالألوان المائية والأكريليك الذهبي والفضي على لوحة كرتون في العام 2010، إضافة إلى 126 لوحة تتراوح قيمتها التقديرية ما بين (1 – 1.5) مليون جنيه إسترليني جولة الفن الجميل بداية بأيقونات النيل "أيقونات النيل" للفنان الأرمني - المصري شانت آفيديسيان، والمنفذة بتقنيات مختلفة على الورق والتي تبدو انطباعية وأقرب إلى الفطرية عند النظر إليها، تجمع، بين ما تجمع صورا لطيف واسع من ملامح وأشكال نجوم الشاشة الفضية وعالم الغناء والاستعراض والسياسة والأدب اي الشخصيات البارزة التي لعبت دورا مميزا في تاريخ مصر المعاصرة، أواسط القرن العشرين. يحضر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وسط مشهدية مزخرفة بألوان زاهية، بعضها يصوره وهو يمسك بيده الميكروفون في إشارة واضحة إلى طغيان للراديو رافق مرحلة صعود نجمه. وتتوزع على أطراف تلك السلسلة صور "سيدة الغناء" أم كلثوم تلك الملهمة والمسكنة في عهد عبد الناصر، ومثلها تخطيطات لأيقونات صور فنية لنجوم وممثلين وممثلات شكلت ذاكرة خصبة لفترة عجز الحاضر عن إفراز ما يضاهيها. ويرى رواد الفن أن أفيديسيان استطاع أن يضفي على لوحته مستويات عدة من الترميز والمعاني ويجذب انتباه المشاهد ببراعة للعديد من الشخصيات المعروفة في مصر الحديثة والمناظر الطبيعية في مدينة القاهرة. ومن خلال هذا العمل، الذي يعد من أروع ما أبدعته أنامله، يصور أفيديسيان إعجابه بالصورة المصرية الرائعة وأمجاد تاريخ هذا البلد بصدق وأمانة متناهيين. "بدون عنوان" وتحمل عددا من العناوين رسخ السوداني مكانة مميزة له في السوق الفني العالمي، حيث أكسبه أسلوبه الفني سمعة حسنة في أوساط الفنانين والرسامين الموهوبين في القرن العشرين. ويمتاز هذا الفنان بمقدرته على إضافة أساليب جمالية إلى صوره التي تتناول ويلات الحرب، والتي تظهر بوضوح في عمله الحالي، حيث تتنوع ما بين التجريد والتصوير الغني بالتلميحات. تعتبر هذه الصورة غير المعنونة والمرسومة في العام 2011، من أروع اللوحات التي رسمها الفنان مؤخراً، حيث تظهر عبقريته الفنية وقدرته المذهلة على التخيل في أروع صورها. يمثل العمل إدانة قوية لحرب تسببت بأضرار لا معنى لها وعادت على البشرية بالصراع والدمار. ويبدو أن ميزة العنف والشعور بالفوضى أهم عنصرين يمكن للمشاهد إدراكهما بوضوح في شخصية الفنان، فالأول نابع من فترة حياته التي أمضاها في العراق خلال حرب الخليج في عهد نظام الرئيس السابق صدام حسين، التي اندلعت قبل رحلته الأولى إلى سوريا ومن ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وبالرغم من نجاحه وإثبات مهاراته الفنية في الغرب، إلا أن عائلة السوداني لا تزال تعيش في العراق، الأمر الذي سبب له صراع داخلي ما بين الهوية والتشرد الذي ييرز جلياً في هذا العمل. "يا إلهي" رحمتك من بين المعروضات الفنية الأخرى، لوحة للفنان أيمن بعلبكي، المولود في لبنان 1975، بعنوان "يا إلهي". ذلك العام الذي شهد اندلاع شرارة الحرب الأهلية التي أدت إلى تشرد عائلته. رسمت أنامل الفنان هذا العمل في العام 2008، على ورقة من الذهب والأكريليك محاطة بإطار نحاسي ومصابيح كهربائية، حيث تبلغ أبعادها: 211.5 × 126 × 8.2 سم. يحمل هذا العمل المميز العديد من تجارب الفنان المؤلمة، إذ كان الفنان شاهد عيان على الأعمال الوحشية التي تسببت بها سنوات الحرب، أثناء إقامته في بيروت. ويعد هذا العمل الفني الذي يظهر فيه صورة شخص مغطى وجه ويحدق بنظره إلى السماء ويكتنفه الغموض والحنين والأسى والأمل، من أهم اللوحات الفنية للبعلبكي التي تظهر في المزاد. تثير هذه الصورة التذكارية للبعلبكي طيفاً واسعاً من التفسيرات والإجابة التي تتنوع بين السياسية والعاطفية، إذ يستخدم فيها اللون الأحمر التقليدي والكوفية البيضاء وثياب عربية تحمي الرجال من أشعة الشمس والعواصف الرملية. يسعى الفنان، من خلال تركيزه على الكوفية، استكشاف التوتر الحاد والغموض في هذا اللباس الذي تحوّل من موضوع منفعي تقليدي إلى رمز قوي للصراع في منطقة الشرق الأوسط اليوم من خلال الحرب والصراع والإعلام. "الضغط يولد الإنفجار" دخلت الفنانة "بتول شيمي" والتي ولدت في العام 1974، أحد أبرز رواد الحركة الأنثوية الفنية في المغرب، بعملها الفني المنحوت "أسطوانات الغاز وأواني الطهي" عالم الشهرة، حيث يزخر هذا العمل بالعديد من القضايا، وتظهر في الصورة ليزر يقطع ثمان قطع من أسطوانات الغاز وأواني الطهي. وبالرغم من أن أسطوانات الغاز بألوانها الزاهية توفر مساحة كبيرة، مكّنت بتول من رسم قارات العالم، توفر المساحة الفارغة أهمية كبرى للمنطقة المحيطة بها، إلا أن أوني الطهي ترمز إلى الضغوطات التي تتعرضها إليها النساء في بلدها اليوم، وفي عدد كبير من البلدان الأخرى، وقد يرمز إلى إشارة تحذير إلى أن عالمنا مقبل على انفجار هائل بفعل انعدام البدائل وغياب الحلول،