
تطبيق "واتساب" يطلق حملة توعية حول المحتالين الجنائيين ويعلن عن أدوات جديدة للاستخدام الآمن
أعلن تطبيق "واتساب" عن البدء باتخاذ مجموعة بارزة من الإجراءات في إطار سعيه الدؤوب للكشف عن عمليات الاحتيال المعقّدة عبر الرسائل النصيّة، بما في ذلك إغلاق ملايين الحسابات المرتبطة بمجموعات الاحتيال الجنائية وإطلاق مزايا جديدة ضمن التطبيق لضمان الاستخدام الآمن. وتأتي هذه المساعي تأكيداً على التزام "واتساب" بالحفاظ على أمن المستخدمين حول العالم، في ظلّ محاولات الاحتيال المتنامية ومتزايدة التعقيد.
فقد نجح تطبيق "واتساب" خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري في الكشف بشكل استباقي عمّا يزيد عن 6.8 مليون حساب مرتبط بمجموعات احتيال جنائية وحظرها بالكامل. وتمّ اتخاذ هذه الإجراءات الصارمة قبل أن تحظى مجموعات الاحتيال بفرصة البدء بعملياتها المخطّط لها، بما يسهم في تجنّب إلحاق الضرر المحتمل بعدد لا يُحصى من المستخدمين حول العالم.
وفي معرض تعليقه على هذا الإعلان، أكّد كوجو بواكي، نائب الرئيس للسياسة العامة لدى "ميتا" في أفريقيا والشرق الأوسط وتركيا، أنّ الكشف عن عمليات الاحتيال هو من المساعي المستمرّة التي تبذلها "ميتا" لحماية المستخدمين، في ظلّ حرصها الدائم على تطوير إجراءات الحماية للبقاء على اطلاع دائم بأحدث الطرق والأساليب التي يعتمدها المحتالون اليوم. وقال: "تأتي هذه الإجراءات في إطار التزامنا الراسخ بحماية كافة المستخدمين، لا من خلال حظر الحسابات المخادعة فحسب، بل أيضاً عبر تزويد الأفراد بالأدوات والمعرفة اللازمة للكشف عن مثل هذه التهديدات المعقّدة وتجنّب الوقوع في فخّها. ونثق تماماً بأنّ توفير بيئة آمنة للمراسلات الإلكترونية يعتمد على توفر عوامل عدّة، وهي التكنولوجيا المتقدّمة والكشف الاستباقي عن عمليات الاحتيال ورفع وعي المستخدمين."
الأساليب التي يعتمدها المحتالون: غالباً ما تقوم مجموعات الاحتيال الجنائية بعمليات احتيال متعدّدة في الوقت نفسه، بدءاً من استثمارات مخادعة في العملات المشفّرة وصولاً إلى نماذج التسويق الهرمي المعقّد. ويُعدّ طلب إتمام عملية الدفع مسبقاً مقابل الحصول على منافع محتملة من أبرز المؤشرات على وجود عملية احتيال. وغالباً ما تُعتمد هذه الأساليب عبر منصّات متعدّدة، بدءاً من تطبيقات المواعدة أو الرسائل النصية وصولاً إلى وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة الشخصية مثل "واتساب" وحتّى منصّات الدفع أو العملات المشفّرة. ويهدف هذا النهج القائم على منصّات متعدّدة إلى تجنّب الكشف عن عمليات الاحتيال عبر المنصّات المستقلّة، ما يجعل من محاولات وقف هذه العمليات بشكل كامل أكثر تعقيداً.
وفي إطار التعاون بين مختلف القطاعات لمواجهة مثل هذه التحديات، تمّ التعاون بين تطبيقي "واتساب" و"ميتا" وشركة "OpenAI" لوقف عملية احتيال مرتبطة بمجموعة احتيال جنائية موجودة في كمبوديا. وقد لجأت هذه الشبكة إلى استخدام منصّة "ChatGPT" لصياغة رسائل نصية أولية تقوم بتوجيه المستخدمين المستهدفين إلى تطبيق "واتساب"، ثم تحويلهم بسرعة إلى تطبيق "Telegram" حيث يُطلب منهم وضع علامة الإعجاب على مقاطع فيديو عبر منصّة "TikTok"، وبالتالي إجبارهم على إيداع مبالغ من المال في حسابات مشفّرة.
أدوات جديدة عبر تطبيق "واتساب" لتجنّب عمليات الاحتيال: يقدّم تطبيق "واتساب" إلى جانب وقف مجموعات الاحتيال باقة جديدة من المزايا التي تهدف إلى حماية المستخدمين من أساليب الاحتيال الشائعة:
- الرسائل النصيّة الجماعية: يوفر التطبيق اليوم لمحة عامة جديدة حول السلامة عند لجوء مستخدم غير موجود على قائمة اتصال المستخدم المستهدف إلى إضافته لمجموعة غير مألوفة. وتوفر هذه اللمحة العامة معلومات أساسية حول المجموعة ونصائح للحفاظ على السلامة، بما يتيح للمستخدم المستهدف مغادرة المجموعة من دون الاطلاع على المحادثة. وسيجري وضع الإشعارات الصادرة عن مثل هذه المجموعات في حالة الصمت إلى حين اختيار المستخدم المشاركة فيها بشكل صريح.
- الرسائل النصيّة الفردية: يلجأ تطبيق "واتساب" إلى اختبار فعالية أساليب جديدة لتنبيه المستخدمين من التفاعل مع جهات غير معروفة. ويشمل ذلك توفير معلومات إضافية حول الجهة المرسِلة عند بدء المحادثة مع مستخدم غير موجود على قائمة اتصال الشخص المعني، بما يتيح للمستخدمين اتخاذ القرار الصحيح قبل البدء بالتواصل مع الآخرين.
نصائح لتجنّب عمليات الاحتيال من خلال الرسائل الخاصّة: ينصح تطبيق "واتساب" جميع المستخدمين تبنّي نهج قائم على التوقّف لبرهة والتساؤل حول الرسالة والتحقّق من صحتها عند تلقّي الرسائل المشبوهة أو غير الاعتيادية:
- التوقّف لبرهة: تخصيص وقت قصير للتفكير في الرسالة قبل الردّ عليها والتحقّق من الرقم أو محتوى الرسالة والطبيعة القانونية للطلب الذي تحتويه.
- التساؤل: هل يُعدّ الطلب منطقياً؟ هل يبدو واعداً لدرجة يصعب تصديقها؟ هل يُطلب من المستخدم دفع المال، شراء بطاقات الهدايا أو توفير الأرقام السرية؟ هل يشعر المستخدم بضرورة اتخاذ إجراء سريع؟ كلها إشارات قد تدلّ على وجود عملية احتيال.
- التحقّق من صحة المعلومات: إذا كان المرسِل يدّعي أنه صديق أو فرد من العائلة، يتعيّن على المستخدم التحقّق من هويته مباشرةً عبر وسيلة اتصال أخرى (مثل مكالمة هاتفية على رقم معروف) قبل اتخاذ أي إجراء.