التعافي بعد الولادة.. محاذير ونصائح طبية فعالة
التعافي بعد الولادة من الأمور المهمة التي تحتاج إلى إنتباه الجميع، وليس الأم فقط، وخصوصاً أنه جرت العادة أن يتم الإطمئنان على الأم بمجرد إنتهاء فترة المخاض والولادة، وهو خطأ جسيم يجب أن يتداركه المقربين من الأم، لأنها تدخل مرحلة مهمة جداً بعد شقاء وعناء تجربة المخاض، ألا وهي مرحلة التعافي بعد الولادة.
وحاجة الأم للرعاية والإهتمام في مرحلة التعافي بعد الولادة لا تقل أهمية عن حاجة المولود لهما، لأنها تكون عرضة للعديد من الأمور التي قد تهدد سلامتها الجسمانية والنفسية ما لم تجد الرعاية الكافية، والدعم اللازم لها خلال هذه المرحلة الحساسة.
التعافي بعد الولادة
- أهمية مرحلة التعافي بعد الولادة
- نصائح طبية للأم عن التعافي بعد الولادة
أهمية مرحلة التعافي بعد الولادة
قالت الدكتورة جايسي جايانكار، أخصائية أمراض النساء والتوليد بمستشفى فقيه الجامعي بدبي، أنه يجب على الأم وعلى المقربين منها، معرفة أهمية مرحلة التعافي بعد الولادة، والتي تبدأ من الأسابيع الستة إلى الثمانية الأولى من بعد الولادة، مشددة على ضرورة توفير أقصى قدر من الرعاية الجسدية والنفسية للأم، وخصوصاً في ظل ما تفرضه الأمومة من تغيرات مرهقة عليها من حيث تغيير أوقات النوم، وغيرها من التغيرات المصاحبة للولادة.
لذلك يجب على الأم الإهتمام بنفسها في مرحلة التعافي بعد الولادة، لأنها مسؤولة عنها وعن وليدها، كما يجب على المقربين بها، وخصوصاً شريك حياتها، وذلك بتقديم الدعم اللازم لها، لتمر مرحلة التعافي بعد الولادة بسلام تام على كل من الأم والمولود.
نصائح طبية للأم عن التعافي بعد الولادة
في ضوء الحديث عن مرحلة التعافي بعد الولادة، تقدم لنا الدكتورة جايسي جايانكار، أخصائية أمراض النساء والتوليد، وجانا كريج، مديرة التمريض المختصة في صحة المرأة، بمستشفى فقيه الجامعي بدبي، في ما يلي نصائح طبية مهمة للأم:
أولاً: الحصول على قدر كافي من النوم والراحة
لتتم مرحلة التعافي بعد الولادة بسلام، يجب على الأم جعل الأولوية لحصولها على قدر كافي من النوم والراحة، فبحسب كل من د.جايسي، وجانا، يستيقظ الطفل حديث الولادة غالباً كل 3 ساعات، وهنا يتعين على الأم إطعامه، وتغيير الحفاض له، والسهر على راحته والعناية به. ونتيجة لذلك ستشعر الأم بالإرهاق والتعب، وستقل جودة النوم لديها، ولذلك على الأم الإلتزام بتطبيق ما يلي للحصول على قدر كافي من النوم والراحة:
- النوم حين ينام الطفل، حتى لو قيلولة قصيرة لبضع دقائق شريطة أن تكون متكررة، وذلك لتجديد طاقتها ونشاطتها.
- طلب المساعدة من الشريك أو مزود الرعاية الصحية الذي يكون على علم بكيفية رعاية الأطفال، لتنال قسطاً وفيراً من الراحة بعد عناء الولادة، وخصوصاً إذا كانت معقدة.
- ممارسة بعض التمارين الخفيفة مثل المشي في الهواء الطلق لبضع دقائق يومياً.
- تجنب المجهود البدني كرفع أي شيء ثقيل أو صعود السلالم شديدة الإنحدار، وخصوصاً إذا كانت الولادة قيصرية.
ثانياً: تناول وجبات صحية
تتطلب مرحلة التعافي بعد الولادة من الأم، إعتماد نظاماً غذائياً صحياً ومتوازناً للحصول على الطاقة اللازمة لها مواصلة رعاية نفسها، ورعاية رضيعها أيضاً، فبحسب خبراء الرضاعة الطبيعية، يجب على الأمهات تناول أطعمة مغذية كلما شعرن بالجوع، لأنه من الطبيعي أن تشعر الأمهات المرضعات بالرغبة الشديدة بتناول الطعام، لذلك فإن تناول 330 إلى 400 سعرة حرارية إضافية أكثر من السعرات الحرارية المعتادة سيمنحها المزيد من الطاقة، وسيساهم في زيادة إدرار الحليب للرضيع.
كما يجب أن يحتوي النظام الغذائي للأم على أنواع غذائية مثل: الحبوب، والخضروات، والفواكه، ومنتجات الألبان، والبروتين، ويمكن أيضاً تناول الخضار الورقية والخضروات النشوية، أما الحبوب مثل القمح الكامل ودقيق الشوفان فهي مغذية للغاية وغنية بالألياف، ومفيدة لمحاربة الإمساك بعد الولادة.
ويجب على الأم أيضاً، الإهتمام بتناول اللحوم الخالية من الدهون مثل: الأسماك، والمكسرات، والبذور، والبقوليات.
الحفاظ على الترطيب
مع النظام الغذائي الصحي المتوازن يجب على الأم المرضعة، شرب المزيد من السوائل، وخصوصاً الماء، على أن تتناول الأم ما لا يقل عن 12 كوباً من الماء يومياً، إضافة إلى العصائر الطازجة غير المحلاه مثل عصير البطيخ والتفاح، وكذلك تناول الحليب قليل الدسم، للحفاظ على ترطيب جسمها، والوقاية من الجفاف، للوقاية من مخاطره، ولتتم مرحلة التعافي بعد الولادة بسلام على الأم ورضيعها.
متابعة فحوصات ما بعد الولادة بانتظام
يعد الفحص الطبي الذي تجريه الأم بعد الولادة لمتابعة رحلة تعافيها السليم من المخاض، من أهم الأمور التي يجب عليها الإهتمام بها أثناء مرحلة التعافي بعد الولادة، حيث أنه من الضروري عدم تفويت زيارة الطبيب لفحوصات ما بعد الولادة، حتى لو شعرت الأم أنها بصحة جيدة، لأنه يفيد في مساعدة الأخصائيين الطبيين في البقاء على اطلاع دائم على المشكلات المحتملة مثل عدم القدرة على التحكم في التبول، والإفرازات المهبلية المتكررة، وأي مشاكل في الغرز.
في حالة خضوع الأم لعملية قيصرية أو شق العجان أثناء الولادة، فقد تحتاج الأم إلى إجراء بعض الفحوصات المهمة أثناء زيارات الطبيب بعد الولادة.