تقديم الغذاء المناسب لأطفال طيف التوحد يساهم في إثراء  إبداع الأطفال المصابين به وتعزيز عافيتهم

بمناسبة اليوم العالمي للتوحد .. خبيرة تغذية تقدم نصائح غذائية لإثراء إبداع الأطفال المصابين به وتعزيز عافيتهم

ريهام كامل

يختلف أطفال التوحد عن غيرهم من الأطفال؛ ويتمتعون بصفات تميزهم عنهم، وبالرغم من هذه الاختلافات إلا أنهم يساهمون في شتى مجالات الحياة بإبداعهم الفريد الذي قد يعجز عنه أطفال آخرين غير مصابين، ويعد ذلك بمثابة هبة آلهية منحها الله عز وجل لهم.

ولتتضح الصورة أكثر، اضطراب طيف التوحد هو حالة عصبية تؤثر على الأشخاص بطرق مختلفة، وتشكل تصوراتهم وتفاعلاتهم وطريقة استجابتهم للعالم من حولهم. لذلك يتطلب التعامل مع طفل التوحد، الإلمام بكل الأمور التي تعزز من استجابته للتفاعل مع الحياة سواء كان ذلك من ناحية التعامل معه في المواقف الحياتية المختلفة، أو في ما يتعلق بالتغذية. إذ يساهم وعي الآباء والأمهات بمتطلبات طفل التوحد في تطوير حالتهم وإثراء إبداعهم وتعزيز عافيتهم.

من أجل ذلك التقت "هي" بخبيرة التغذية تشارك كارولين سوتر - أخصائية تغذية الأطفال في أمانة للرعاية الصحية للاستفادة من خبرتها في إنشاء خطط غذائية مخصصة تساعد أطفال التوحد على تحقيق إمكاناتهم الكاملة.

كارولين سوتر أخصائية تغذية الأطفال في أمانة للرعاية الصحية
كارولين سوتر أخصائية تغذية الأطفال في أمانة للرعاية الصحية

نصائح غذائية لإثراء إبداع أطفال طيف التوحد

قالت خبيرة التغذية كارولين أنه حينما يتعلق الأم بغذاء أطفال التوحد، قد يكون أمراً صعباً ويتطلب معارف معينة. فبالنسبة لأولياء الأمور ومقدمي الرعاية، فإن إطلاق العنان لإبداع هؤلاء الأطفال قد يتطلب توجيه المزيد من التركيز نحو حاجاتهم الغذائية. مؤكدة على أنه من الممكن جعل كل وجبة تقدم فرصة جيدة لتعزيز نمو وبهجة وابداع أطفال التوحد.

وتحقيقًا لذلك قدمت كارولين عدة نصائح غذائية يجب على الأهل الالتزام بتطبيقها لتعزيز نمو وإبداع أطفال التوحد، وتحقيق شعورهم بالبهجة والسعادة، ومن أبرز هذه النصائح هي:

تأسيس روتين محدد

إن تأسيس نظام محدد الأوقات لتناول الوجبات يمنح الشعور بالتنظيم لأطفال التوحد ويجعلهم قادرين على معرفة أوقات تناول طعامهم بما يساعدهم في تقليل القلق. لذلك يتعين ألا يتجاوز وقت الوجبات 30 دقيقة. كما يجب عدم إجبار طفل التوحد أبداً على تناول الطعام.

التدرج في التغيير

من الشائع أن يشعر أطفال التوحد بالخوف أو عدم الارتياح لأطعمة معينة حسب لونها أو مظهرها أو قوامها. فمن المهم فهم أن تلك المخاوف أو الآراء تماثل في شدتها أي رهاب آخر مثل الثعابين أو العناكب. لذلك فإن الإضاءة المناسبة وأدوات المائدة والأطباق المريحة والضوضاء والروائح المحدودة تلبي احتياجات الطفل وتفضيلاته الحسية، مما يساعده على الشعور بالأمان أثناء تناول الطعام. لذلك وعند تقديم أطعمة جديدة، يجب التأكد من إجراء تغيير واحد في كل مرة. ويعد التواصل الواضح حول أي تغييرات روتينية أمراً أساسياً أيضاً ليتمكن الطفل من التكيف مع التغييرات ومعرفة أن أوقات الوجبات آمنة.

تفعيل العمل الجماعي

الصبر على أطفال طيف التوحد يكلل كل الجهود بالنجاح
الصبر على أطفال طيف التوحد يكلل كل الجهود بالنجاح 

يتعين إيجاد متخصص في تغذية الأطفال لضمان التزام الطفل بنظام غذائي متوازن والحصول على المشورة بشأن أي مكملات ضرورية للفيتامينات أو المعادن، أو ضرورة إجراء أي فحوصات دم تتعلق بالتغذية. كما أن الفحوصات الدورية يمكن أن تساعد في مراقبة تقدم الطفل وإجراء التعديلات اللازمة على وجباته مع نموه وتطوره. ويمكن للخطط الغذائية الشخصية أن تقود لتغيير كبير في صحة الطفل لأنها تكون مصممة حسب تفضيلاته أو تراعي أي حساسية غذائية قد توجد لديه.

تشجيع التنوع

يتعلم الأطفال بأفضل شكل ممكن عبر اللعب، ويشمل ذلك تناول الطعام. ويميل أطفال التوحد لأنواع محددة من الطعام حسب النوع أو الشكل أو اللون. وعلى الرغم من أن أطعمتهم المفضلة قد لا تكون خياراً مغذياً، إلا أنه يجب الحرص على تقديمها لهم خصوصاً عند محاولة إدخال أطعمة جديدة. وبالرغم من كون أطفال التوحد انتقائيون في الطعام إلا أنهم غالباً ما يمتنعون عن تناول حتى الأطعمة الآمنة إذا كانوا مرهقين أو قلقين، ولا يتعرفون على إشارات الجوع في أجسامهم.

الاهتمام بتقديم السوائل والأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية

يجب الحرص على حصول أطفال التوحد على كمية كافية من المياه خلال يومهم. إذ يمكن لحصولهم على السوائل المناسبة والأطعمة عالية الطاقة مثل زبدة المكسرات ومنتجات الألبان كاملة الدسم والكعك والبيض والزبادي أن توفر لهم طاقة إضافية وهي ضرورية للصحة العامة لأنها تؤثر بشكل إيجابي على الحالة المزاجية والوظيفة الإدراكية.

وحول تغذية أطفال طيف التوحد؛ أضافت كارولين، أن تأسيس نظام غذائي مغذي لأطفال التوحد يستدعي تحقيق مزيج متوازن من الأطعمة الكاملة، والغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، والخيارات المناسبة لجهازهم الهضمي. لذلك يتعين تنويع خياراتهم الغذائية، ومراعاة حساسية الطعام، ليتمكنوا من الاعتياد على نظام غذائي صحي وممتع بالنسبة لهم يعزز عافيتهم البدنية والذهنية.

وختامًا شددت على أهمية الصبر في التعامل مع أطفال طيف التوحد، كونه يساهم في تقديم أفضل رعاية متكامل لهم. وهو مفتاح النجاح هنا. ويمكن البحث عن مجموعات أو مراكز قادرة على تقديم الدعم اللازم لهم. فالمرونة والصبر ونهج الرعاية الشخصي هي عناصر أساسية لخلق بيئة إيجابية ومغذية لهذه العقول الاستثنائية.

والآن.. يساعدنا أن تشاركونا الرأي ما هي الأطعمة التي لا يجب تقديمها لأطفال طيف التوحد؟

مع تمنياتي لأطفالنا المبدعين أطفال طيف التوحد بمزيد من التميز والانفراد،،،