الطفل الذي يريد كل شيء طفلًا طبيعيا ويجب التعامل معه بحكمة وذكاء عاطفي

يُرهقني بطلب المزيد .. كيف أتعامل مع طفلي الذي يريد كل شيء

ريهام كامل

تحتاج تربية الأطفال إلى صبر وحكمة وذكاء عاطفي حتى يمكن الوصول بهم إلى بر الأمان، ولنراهم في أحسن صورة بعد ذلك وخلال مراحل أعمارهم المختلفة، ولذلك يجب أن نكون متفهمين للتطورات التي تحدث لهم، وأن نكون مستعدين لتعليمهم حفنة من القيم والمبادئ مع كل مرحلة عمرية يمرون بها، واستغلال المواقف الحياتية التي تجمعنا بهم كفرص لتعليمهم أشياء جديدة في كل مرة، فمثلا يحدث وأن يكبر الطفل قليلًا ويبدأ في التفكير في الحصول على أشياء عديدة، ثم تزيد هذه الرغبة ليصبح متطلبًا لكل شيء تقريبًا، هنا يجب علينا التدخل لتعليم الطفل القناعة وأنه ليس بالإمكان حصوله على كل شيء يريده، ثمة طرق عديدة لذلك، كما سنرى في السطور التالية.

وما يهم في هذا الطرح أن نعلم جميعًا آباء وأمهات أنه من الطبيعي جدًا أن يمر الطفل بمرحلة متطلبة أو متسلطة في مراحل نموه المختلفة وحتى سن المدرسة، ولذلك يجب أن نكون ملمين بالطريقة الفضلى للتعامل مع الطفل الذي يريد كل شيء تحقيقًا لصالحه هو أولًا، ولتحقيق راحة بالنا ثانيًا لما يسببه لنا الطفل المتطلب من إزعاج شديد.

لماذا يريد الطفل الحصول على كل شيء؟

أعجبني كثيرًا رأي الكاتبة كلوي فينيلز الذي ذُكر في تقرير نشره موقع "مامون بور لافي" الفرنسي، حين أرجعت سبب طلب الطفل لكل شيء يعود إلى فضوله ورغبته في اكتشاف الأشياء، ولذلك دعت إلى عدم الحجر على رغبة الطفل في اكتشاف الأشياء أثناء التسوق، والسماح للطفل بالنظر للمنتجات وحتى لمسها وحملها مع مراقبة طريقة اكتشافه لها، وكذلك من أجل الحفاظ عليها، والغرض من ذلك تعزيز فكرة الاكتشاف لدى الطفل كواحدة من أهم الأسباب التي تجعله يريد الحصول على كل شيء.

وثمة مقولة شهيرة تؤكد وجهة نظر الكاتبة وهي أن "الممنوع مرغوب"، بمعنى أنه وإن لم نسمح للطفل بلمس الأشياء التي يريد الحصول عليها واكتشافها عن قرب، ستزيد رغبته في الحصول عليها، بعكس الحالة عند الإضغاء لرغبته والسماح له باللمس والاكتشاف، إذ يصبح من السهل على الطفل التفكير في عدم الحصول على نفس الشيء، حيث هدوء رغبته في امتلاكه بمجرد اكتشافه والتعرف عليه عن قرب.

ثمة أمر آخر أشارت إليه الكاتبة، وهو أنه من الطبيعي جدًا أن يرغب الأطفال في الحصول على كل شيء وطلب المزيد، نظرا لأن حصولهم على غرض جديد ينشط الدماغ، وذلك بفضل إطلاق الجسم الدوبامين المعروف "بهرمون المتعة".، وهذا يعني ضرورة الإصغاء لرغبات الطفل بطريقة عقلانية وذكية، والتفكير بهدوء في طريقة فضلى للتعامل معه والتغلب على رغبته في الحصول على كل شيء.

يجب التعامل مع الطفل الذي يريد كل شيء بحكمة وعقلانية

الطريقة الفضلى للتعامل مع الطفل الذي يريد كل شيء

بحسب الخبراء المختصين وبعد فهم أسباب رغبة الطفل في الحصول على كل شيء، يمكن اعتماد الخطوات التالية كطريقة فضلى للتعامل معه، وهذه الخطوات هي:

وضع الحدود

يجب وضع حدود وقواعد واضحة حول تحجيم رغبة الطفل في الحصول على كل شيء يقع عليه نظره ويريده، وذلك من خلال تعريفه بهدوء بما يمكن ولا يمكن الحصول عليه، لينشأ معتادًا على ذلك منذ نعومة أظافره، ولكي لا يتوقع ما هو أكثر من ذلك.

قول "لا"

يجب أن يتم قول"لا" للطفل الذي يريد كل شيء عند ملاحظة رغبته في الحصول على كل ما يريده، لأن الاستجابة الدائمة لمطالبه ستجعل من الصعب تعليمه عدم التمسك برغبته في الحصول على كل ما يريده، ولذلك يجب قول"لا" والإصرار عليها ليعلم الطفل أنه ليس بالإمكان تلبية مطالبه دائمًا، وليعلم أنه لا يمكن له الحصول على كل ما يريده.

تشجيعه على ممارسة نشاطات محببة إليه

يجب تشجيع الطفل على المشاركة في أنشطة جماعية، والانخراط مع الآخرين، واللعب معهم، لصرف انتباهه عن طلب كل ما يريد من ناحية، ولتنمية مهارات اجتماعية تجعله قادرًا على التواصل مع الآخرين، لذلك يجب صرف انتباهه إلى أمور أخرى غير تفكيره في الحصول على الأشياء من حوله.

تعزيز مفهوم المسؤولية لديه

يجب إسناد بعض المهام للطفل للقيام بها وذلك بحسب عمره، وتعويده على ذلك لينشأ معترفًا بمبدأ المسؤولية، وليصبح متفهمًا لمعناها العميق في كل موقف حياتي يمر به.

مدح الطفل بعد استجابته

عندما يقوم الطفل بسلوكيات صحيحة وعندما يتصرف بطريقة جيدة، فمن المهم الاعتراف به والثناء عليه. فغالبًا ما يتعلم الأطفال بشكل أفضل من خلال تعزيز السلوك الجيد، بدلاً من اللوم على السلوك السيئ، كما يجب مدحه لاستجابته لرفض حصوله على كل ما يريد.

التجاهل

يجب أن يتم تجاهل بعض الطلبات التي يطلبها الطفل الذي يريد الحصول على كل شيء ليتفهم الرسالة جيدًا دون التوقف عن مطالبه كثيرًا، وليعلم أنه أمرًا عاديًا أن لا يحصل على كل شيء يريده.

استشارة المحترفين

في حالة عدم التقدم أو وجود تحديات كبيرة في التعامل مع الطفل الذي يريد كل شيء، يجب عدم تضيع المزيد من الوقت، والاستعانة بخبراء محترفين كالأخصائيين النفسيين أو المربين المتخصصين ليضعوا طرق أخرى أكثر فعالية للتعامل معه.

وختامًا لا داعي للقلق بشأن رغبة الطفل في الحصول على كل شيء، لأن ذلك يعد أمرًا طبيعيًا كما ذكرنا أعلاه، وما يهم طريقة تعاملنا مع الموقف، والقدرة على احتواء أطفالنا واستيعاب احتياجاتهم، والتعامل معهم بطريقة إيجابية تنفعهم وتنفعنا معهم.

والآن يُسعدنا أن تشاركونا الرأي .. ما هي الطريقة الأمثل للتعامل مع الطفل الذي يريد كل شيء؟

مع تمنياتي لكم برحلة تربوية ممتعة في رحاب الأمومة والأبوة،،،

دمتم بخير،،،