إهمال مشاكل النطق عند الأطفال يؤثر على جودة حياتهم

انتبهي لذلك جيداً .. مشاكل النطق تؤثر على جودة حياة طفلك في الصغر وعند البلوغ

ريهام كامل

يعتبر النطق والتواصل اللفظي جزءاً رئيسياً من حياتنا اليومية، وهو الوسيلة التي تسهل من التفاعل مع الآخرين، والتعبير عن المشاعر، ومن خلاله يتم التنويه إلى الاحتياجات وغير ذلك من الأساسيات المهمة في الحياة، ولذلك يجب الانتباه جيداً لمشاكل النطق منذ الصغر حتى يمكن علاجها قبل أن يبلغ مدى تأثيرها مرحلة البلوغ.

وقد تظهر مشاكل النطق مبكراً في الصغر، وقد تظهر في مرحلة البلوغ ما يؤثر على جودة الحياة ويحول دون القدرة على التحدث والتواصل مع الآخرين بكفاءة، الأمر الذي يجعل الطفل يواجه العديد من التحديات المرهقة له نفسياً وجسدياً.

من أجل ذلك ولأهمية هذا الموضوع، نقدم لكِ عزيزتي الأم، بروتوكول التعامل مع مشاكل النطق في الصغر ومرحلة البلوغ من خلال الدكتور معاذ الكسواني أخصائي نطق في مستشفى هيلث بونيت.

يساهم اكتشاف مشاكل النطق مبكراً في علاجها

في أي عمر تظهر مشاكل النطق عند الأطفال وما هي؟

أوضح الدكتور الكسواني أن مشاكل النطق واللغة يمكن أن تصيب الأطفال والبالغين على حد سواء، وفي أي عمر، وتظهر بأشكال عدة أبرزها صعوبة نطق الأصوات والتأخر اللغوي عند الأطفال، وتكون هذه المشاكل لأسباب مختلفة مثل ضعف السمع واضطرابات النمو والاضطرابات الوراثية وغيرها.

وبالنسبة للبالغين، فإن أكثر مشكلة نواجهها لديهم اضطرابات الصوت مثل وجود بحة أو خشونة في الصوت، حيث قد تظهر حبيبات على الحبال الصوتية تؤثر على ذلك. كما قد يتعرض البالغون لاضطرابات في الطلاقة مثل التأتأة، ومشاكل أخرى ذات منشأ عصبي تصيب المناطق المسؤولة عن النطق في الدماغ.

كيف يمكن تشخيص مشكلة النطق؟

أشار الكسواني إلى أنه توجد خطوات معينة نقوم بها بالنسبة للأطفال لتشخيص مشكلتهم، حيث نبدأ عادة بفحص السمع مع بداية التقييم، وأخذ التاريخ المرضي للأسرة، ودراسة وجود أي اضطرابات نمو

أو التعرض لمتلازمات معينة، ونقوم بدراسة مستوى الطفل اللغوي ومقارنته بأقرانه من نفس العمر.

ماذا بعد اكتشاف مشكلة النطق؟

يقول الكسواني أنه في حال وجود تأخر لغوي نقوم بتقييم نسبته لنضع الأهداف العلاجية مثل زيادة الحصيلة اللغوية ودعم اللغة التعبيرية والاستقبالية، وفي بعض الحالات تحسين الإدراك والتواصل البصري. فإذا كانت المشكلة في الأصوات، يمكننا تعليم الطفل الطريقة الصحيحة لنطق الأصوات.

كيف تحدث مشاكل النطق في البلوغ؟

أشار دكتور معاذ الكسواني إلى وجود العديد من الإصابات التي يتعرض لها البالغون والتي قد تسبب إصابتهم بصعوبات كبيرة في النطق مثل: حوادث الطرقات ومختلف الحوادث والرضوض.

يتوقف بروتوكول علاج مشاكل النطق على نوعية المشكلة ودرجة تأثيرها

ما هي المشاكل الصحية المرتبطة بمشاكل النطق عند البالغين؟

تؤثر مشاكل صحية معينة على قدرة النطق عند البالغين، وهذه المشاكل مثل: التصلب المتعدد ومرض باركنسون والسكتة الدماغية، حيث تعرّض هذه المشاكل المناطق المسؤولة عن النطق في الدماغ للضرر.

ما هو البروتوكول السليم لعلاج مشاكل النطق عند البالغين؟

أوضح الكسواني أنه في الحالات الأشد قد يصل الأمر لمشاكل في البلع، لذلك نعمل عادة في مثل هذه الحالات كفريق متعدد التخصصات بالتعاون مع طبيب أعصاب أو طبيب نفسي حسب الحالة. وندرس في هذه الحالة الأماكن التي تضررت في الدماغ، ونضع خطة علاجية متعددة التخصصات لتمكين المريض من استعادة قدرته على الكلام والتعبير منوهاً إلى أنه يمكن للأورام الخبيثة أيضاً التأثير على مناطق النطق في الدماغ. وبالعموم، يعتمد تحديد العلاج على شدة الحالة وسببها، حيث يحتاج كل شكل من مشاكل الكلام لعلاج معين.

ما هي أعراض التلعثم كونه أحد مشاكل النطق المنتشرة؟

يعد التلعثم أو التأتأة أحد مشاكل النطق، ومن أهم الأعراض التي تشير إليها والتي يجب الانتباه إليها جيداً ما يلي:

  • التأخر في نطق الكلمات أو العبارات أو الجمل.
  • مد الكلمات أو الأصوات داخل الكلمات.
  • تكرار الأصوات أو المقاطع أو الكلمات.
  • وجود فترات صمت في بعض المقاطع أو أثناء نطق الكلمة، وهو ما يعرف بتقطع الكلام.
  • توتر شديد في الوجه أو الجزء العلوي من الجسم لإخراج كلمة أو فرط تيبسهما أو حركتهما
  • ضعف القدرة على التواصل بطريقة فعالة مفهومة.
  • نفضات الرأس
  • طرف الجفنين بسرعة.
  • رعشة الفك والشفايف.
  • حركات لاإرادية في الوجه
  • شد قبضة اليد

الدكتور معاذ الكسواني أخصائي نطق في مستشفى هيلث بونيت

ما هي تأثيرات التلعثم كأحد مشاكل النطق على حياة الطفل؟

يترتب على مشكلة التعلثم ومشاكل النطق الأخرى العديد من المشاكل مثل: ضعف الثقة بالنفس، والمعاناة من توترات وخجل والتعرض لضغوط كبيرة جداً، والتعب والإرهاق العام، وفي بعض الحالات يكون بامكان بعض المصابين به التحدث دون تأتأة عند الحديث مع أنفسهم أو الغناء بعكس الحال عند حديثهم وتفاعلهم مع الآخرين.

وختاماً، ومن خلال ما تقدم ذكره أعلاه يجب عليكِ غاليتي الأم الانتباه جيداً لأي مشاكل نطق يتم ملاحظتها على طفلك سواء في الصغر أو مرحلة البلوغ ليتم تدراكها مبكراً ليكون العلاج ممكناً دون ترك أي تأثيرات سلبية قد يستعصى علاجها عند إهمالها والاستهانة بها.

والآن يُسعدنا أن تشاركينا الرأي .. برأيك كيف تؤثر مشاكل النطق على جودة حياة طفلك الصغير أو البالغ؟